المؤمن يعود نفسه أن يفرغ قلبه من كل شغل في الدنيا
ويضع في قلبه انشغالاً بدلاً منه بالآخرة
وهذا وإن كان شاقا على الكثير
ولكنه مع التدرب والإخلاص لله سبحانه قد يتعوده المرء
حتى يصير طبعه وعادته
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ) متفق عليه وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
أخذ رسول الله بمنكبي فقال:
( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث:
لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطنًا
ولا تُحدث نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها ولا تتعلق منها
إلا بما يتعلق به الغريب في غير موطنه
ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله
فلا يكثر فرحه بشيء من الدنيا أقبل عليه أو بنعمة حصلت له
وألا يزيد حزنه وألمه بمشكلة حصلت له
أو بمصيبة حدثت له بل يكون وسطًا بين ذلك
وذلك عملاً بقوله تعالى:
{ لكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ }