الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين
و على آله و صحبه أجمعين وبعد:
فهذه فوائد من كلام أهل العلم جمعتها ورتبتها من الشبكة
في بيان مزية شهر رجب والتحذير مما أحدث فيه من بدع
وجعلتها على شكل سؤال وجواب حتى تكون أقرب للفهم
والإسيعاب سائلا الله أن ينفع بهذه الفوائد.
أبو أسامة سمير الجزائري
هل ورد في فضل شهر رجب شيء خاص ؟
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :
لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه ،
ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه..
حديث صحيح يصلح للحجة،وقد سبقني إلى الجزم
بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ،
رويناه عنه بإسناد صحيح، وكذلك رويناه عن غيره . اهـ .
و قال أيضاً : و أما الأحاديث الواردة في فضل رجب ،
أو في فضل صيامه ، أو صيام شيء منه صريحة:
فهي على قسمين: ضعيفة ، وموضوعة ،
ونحن نسوق الضعيفة ، ونشير إلى الموضوعة إشارة مفهمة . اهـ .
انظر : كتاب تبيين العجب فيما ورد في فضل
رجب للحافظ ابن حجر ص6 و ص8
و كتاب السنن والمبتدعات للشقيري ص125 .
ماهي الأحاديث الضعيفة والمكذوبة في فضله ؟
1 ) حديث : (( اللهم بارك لنا في رجب و شعبان و بلغنا رمضان ))
رواه أحمد و الطبراني في الأوسط
قال عنه الهيثمي :
رواه البزار وفيه زائدة بن أبي الرقاد
قال البخاري منكر الحديث وجهله جماعة
انظر : كتاب مجمع الزوائد للهيثمي
2 / 165 طبعة دار الريان لعام 1407هـ
و ضعفه النووي كما في الأذكار و الذهبي
كما في الميزان 3 / 96 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1995م .
2 ) حديث : (( فضل شهر رجب على الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام ))
قال ابن حجر إنه موضوع
انظر : كتاب كشف الخفاء 2 / 110 للعجلوني
طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ
و كتاب المصنوع لعلي بن سلطان
القاري 1 / 128 طبعة مكتبة الرشد لعام 1404هـ
3 ) حديث : (( رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي ))
رواه الديلمي وغيره عن أنس مرفوعا لكن ذكره ابن الجوزي
في الموضوعات بطرق عديدة وكذا الحافظ ابن حجر
في كتاب تبيين العجب فيما ورد في رجب
انظر : كتاب فيض القدير للمناوي 4 / 162 و 166 طبعة
المكتبة التجارية الكبرى لعام 1356هـ
و كتاب كشف الخفاء للعجلوني 2 / 13 طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ
4 ) حديث : (( لا تغفلوا عن أول جمعة من رجب فإنها ليلة
تسميها الملائكة الرغائب وذكر الحديث المكذوب بطوله ))
انظر : كتاب كشف الخفاء للعجلوني 1 / 95 طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ
و كتاب نقد المنقول للزرعي 1 / 83 طبعة دار القادري لعام 1411هـ
5 ) حديث : (( رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات
فمن صام يوما من رجب فكأنما صام سنة ومن صام منه سبعة أيام
غلقت عنه سبعة أبواب جهنم ومن صام منه ثمانية أيام حسنة
له ثمانية أبواب الجنة ومن صام منه عشر أيام لم يسأل الله إلا أعطاه
ومن صام منه خمسة عشر يوما نادى مناد في السماء قد غفر لك ما مضى
فاستأنف العمل ومن زاد زاده الله وفي رجب حمل الله نوحا فصام رجب
وأمر من معه أن يصوموا فجرت سبعة أشهر أخر ذلك يوم عاشوراء
اهبط على الجودي فصام نوح ومن معه والوحش شكرا لله عز وجل
وفي يوم عاشوراء فلق الله البحر لبني إسرائيل
وفي يوم عاشوراء تاب الله عز وجل على آدم صلى الله عليه وسلم
وعلى مدينة يونس وفيه ولد إبراهيم صلى الله عليه وسلم ))
قال الإمام الذهبي : هذا باطل و إسناد مظلم
و قال الهيثمي رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالغفور وهو متروك
انظر : كتاب الميزان للذهبي 5 / 62 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1995م
و كتاب مجمع الزوائد للهيثمي 3 / 188 طبعة دار الريان لعام 1407هـ
6 ) كل أحاديث صلاة الرغائب ليلة أول جمعة
من رجب كذب مختلق على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى
و حديث من صلى بعد المغرب أول ليلة من رجب
عشرين ركعة جاز على الصراط بلا نجاسة
و حديث من صام يوما من رجب وصلى ركعتين يقرأ
في كل ركعة مئة مرة آية الكرسي وفي الثانية مئة مرة
قل هو الله أحد لم يمت حتى ير مقعده من الجنة
و حديث من صام من رجب كذا و كذا .
قال الإمام أبو عبد الله بن أبي بكر الزرعي
المتوفى عام 691 الجميع كذب مختلف كلها
انظر : كتاب نقد المنقول للزرعي 1 / 83 – 84 طبعة دار القادري لعام 1411هـ
7 ) حديث : (( من صام ثلاثة أيام من شهرٍ حرامٍ الخميس
والجمعة والسبت كتب الله له عبادة تسعمائة سنة).
وفي لفظ: (ستين سنة )) .
رواه الطبراني في الأوسط 2 / 219 طبعة دار الحرمين لعام 1415هـ
و قال : لم يرو هذا الحديث عن مسلمة إلا يعقوب تفرد به محمد بن يحيى . اهـ .
و قال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط عن يعقوب بن موسى المدني
عن مسلمة ويعقوب مجهول ومسلمة هو ابن راشد الحماني
قال فيه حاتم مضطرب الحديث وقال الأزدي في الضعفاء لا يحتج به . اهـ .
انظر : كتاب مجمع الزوائد 3 / 191 طبعة الريان لعام 1407هـ
و حكم بعدم صحته ابن الجوزي في كتابه العلل
المتناهية 2 / 554 طبعة دار الكتب العلمية لعام 1403هـ .
8 ) حديث : (( صوم أول يوم من رجب كفارة ثلاث سنين،
والثاني كفارة سنتين، ثم كلّ يوم شهراً ))
انظر : كتاب فيض القدير للمناوي 4 / 210
طبعة المكتبة التجارية الكبرى لعام 1356هـ .
9 ) قال العجلوني رحمه الله تعالى : من الأحاديث الموضوعة
ما جاء في فضيلة أول ليلة جمعة من رجب الصلاة الموضوعة فيها
التي تسمى صلاة الرغائب لم تثبت في السنة ولا ثم أئمة الحديث
انظر : كشف الخفاء للعجلوني 2 / 563 طبعة مؤسسة الرسالة لعام 1405هـ
10 ) قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الدمشقي المتوفى 691هـ :
وكل حديث في ذكر صوم رجب و صلاة بعض الليالي فيه
فهو كذب مفترى كحديث من صلى بعد المغرب أول ليلة
من رجب عشرين ركعة جاز على الصراط بلا نجاسة .
انظر : كتاب المنار المنيف 1 / 96 طبعة مكتبة المطبوعات الإسلامية لعام 1403هـ
ما هي أهم بدع شهر رجب ؟
من العبادات التي أحدثها الناس في شهر رجب ما يلي :
أولا : صلاة الرغائب : وهي اثنتا عشرة ركعة بعد المغرب
في أول جمعة بست تسليمات يقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة
سورة القدر ثلاثا والإخلاص ثنتي عشرة مرة وبعد الانتهاء
من الصلاة يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم سبعين مرة ويدعو بما شاء .
وهي بلا شك بدعة منكرة وحديثها موضوع بلا ريب
وذكرها ابن الجوزي في ( الموضوعات 2/124)
وقال النووي رحمه الله تعالى
" واحتج به العلماء على كراهة هذه الصلاة المبتدعة
التي تسمى الرغائب قاتل الله واضعها ومخترعها فإنها بدعة
منكرة من البدع التي هي ضلالة وجهالة وفيها منكرات
ظاهرة وقد صنف جماعة من الأئمة مصنفات نفيسة في تقبيحها
وتضليل مصليها ومبتدعها ودلائل قبحها
وبطلانها وتضلل فاعلها أكثر من أن تحصر "
ا.هـ ( شرح مسلم 8/20 الأدب في رجب للقاري /43 نيل الأوطار 4/337 )
وقال الخطابي رحمه الله تعالى
" حديث صلاة الرغائب جمع من الكذب والزور غير قليل "
ا.هـ ( الباعث لأبي شامة / 143)وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى
" فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة
تختص به والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب
في أول جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح
وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء ...
وأول ما ظهرت بعد الأربعمائة فلذلك لم يعرفها المتقدمون ولم يتكلموا فيها "
ا.هـ( لطائف المعارف / 228) .
ثانيا : صلاة النصف من رجب :
وهو من الأحاديث الموضوعة ( الموضوعات لابن الجوزي 2/126)
ثالثا :صلاة ليلة المعراج :
وهي صلاة تصلى ليلة السابع والعشرين من رجب وتسمى :
صلاة ليلة المعراج وهي من الصلوات المبتدعة التي لا أصل لها
صحيح لا من كتاب ولا سنة
( أنظر : خاتمة سفر السعادة للفيروز أبادي /150 التنكيت لابن همات /97)
ودعوى أن المعراج كان في رجب لا يعضده دليل قال أبو شامة رحمه الله تعالى
" ذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب
وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب "
ا.هـ ( الباعث /232 مواهب الجليل 2/408) .
وقال أبو إسحاق إبراهيم الحربي رحمه الله تعالى
" أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الأول"
ا.هـ ( الباعث /232 شرح مسلم للنووي
2/209 تبيين العجب /21 مواهب الجليل 2/408 ) .
ومن يصليها يحتج بما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
( في رجب ليلة كُتب للعامل فيها
حسنات مائة سنة وذلك لثلاث بقين من رجب ..)
رواه البيهقي في الشعب 3/374 وضعفه كما ضعفه الحافظ
ابن حجر في تبيين العجب (25) وقال القاري " ضعيف جدا "
الأدب في رجب / 48 أقول : أمارات الوضع ظاهرة عليه
فقد أجمع العلماء على أن أفضل ليلة
في السنة ليلة القدر وهذا الخبر يخالف ذلك .
ومن بدع تلك الليلة : الاجتماع وزيادة الوقيد والطعام
قال الشيخ علي القاري
" لا شك أنها بدعة سيئة وفعلة منكرة لما فيها من إسراف
الأموال والتشبه بعبدة النار في إظهار الأحوال "
ا.هـ الأدب في رجب /46 .
متى كانت ليلة الإسراء والمعراج ؟؟
يكاد الباحث المنصف يعجز عن الوقوف على تاريخ
واحد صحيح تطمئن إليه النفس ويقرّ به الفؤاد لميقات ليلة الإسراء والمعراج ،
وذلك لسبب بسيط هو كون هذه الليلة ليست معلومة
على الوجه القطعي الجازم، ولا يوجد اتفاق معتبر على تاريخها
بين جماهير أهل العلم من المؤرخين وغيرهم،
فقد اختلفوا في السنة والشهر فضلاً عن الإختلاف الشديد في اليوم ،
فالجزم بأنها ليلة السابع والعشرين من شهر رجب
مما لا أصل له من الناحية التاريخية ،
كيف وقد أنكر هذا التاريخ كبار الحفاظ والمؤرخين من أهل العلم :
1. قال ابن دحية ال***ي رحمه الله تعالى :
(وذكر بعض القُصّاص أن الإسراء كان في رجب ،
وذلك عند أهل التعديل والجرح عينُ الكذب ،
قال الإمام أبو إسحاق الحربي : أسري برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الأول وقد ذكرنا ما فيه
من الإختلاف والإحتجاج في كتابنا المسمى بالإبتهاج في أحاديث المعراج) ا.هـ
"أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب" ص 53-54
2.نقل الحافظ أبو شامة رحمه الله تعالى كلام الحافظ ابن دحية في كتابه
" الباعث على إنكار البدع والحوادث" ص 116-117 نقل إقرار من غير إنكار .
3.وقال العلامة علي بن إبراهيم بن داود بن العطّار الشافعي رحمه الله تعالى :
(ورجب ليس فيه شيء من ذلك-أي الفضائل-سوى ما يشارك غيره من الشهور ،
وكونه من الحُرُم ، وقد ذكر بعضهم أن المعراج والإسراء
كان فيه ولـم يثبـت ذلك والله أعلم)ا.هـ
"حكم صوم رجب وشعبان" ص 34 .
4.وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما نقله عنه تلميذه النجيب
ابن القيم الجوزية رحمهما الله تعالى في كتابه زاد المعاد (1/57) :
(ولم يقم دليلٌ معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها ،
بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يقطع به
ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن
أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر.. ) ا.هـ
5.نقل الحافظ ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى
كلام شيخه ابن تيمية نقل إقرار من غير إنكار .
6.وقال الحافظ المؤرخ ابن كثير الدمشقي رحمه الله تعالى
في كتابه البدابة والنهاية ( 3/136-137)
وهو يحكي الخلاف في التاريخ :
(وقد أورد-أي عبدالغني المقدسي- حديثاً لا يـصـحّ سـنـــده ذكرناه
في فضائل شهر رجب أن الإسراء
كان ليلة السابع والعشرين من رجب والله أعلم
ومن الناس من يزعم أن الإسراء كان أول ليلة جمعة من شهر رجب,
وهي ليلة الرغائب التي أُحدثت فيها الصلاة المشهورة, ولا أصل لذلك والله أعلم) ا.هـ
7.وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى :
(وقد رُوي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة ولـم يصحّ شيء من ذلك ،
فرُوي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولد في أول ليلة منه
وأنه بعث في السابع والعشرين منه وقيل في الخامس والعشرين
ولا يصحّ شيء من ذلك ، وروي بإسناد لا يصح عن القاسم
بن محمد أن الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم كان في سابع وعشرين
من رجب وأنكر ذلك إبراهيم الحربي وغيره ،
ورُوي عن قيس بن عباد قال : في اليوم العاشر من رجب ..) ا.هـ
"لطائف المعارف" ص 177
وقال فيه أيضاً ص 140 :
(وأما الإسراء فقيل كان في رجب و ضعّفه غير واحد ،
و قيل : كان في ربيع الأول و هو قول إبراهيم الحربي و غيره) ا.هـ
8. وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في فتح الباري (7/203) :
( وقد اختلف في وقت المعراج فقيل كان قبل المبعث،
وهو شاذ إلا إن حمل على أنه وقع حينئذ في المنام كما تقدم،
وذهب الأكثر إلى أنه كان بعد المبعث.
ثم اختلفوا فقيل قبل الهجرة بسنة قاله ابن سعد وغيره وبه جزم النووي،
وبالغ ابن حزم فنقل الإجماع فيه، وهو مردود فإن في ذلك اختلافاً كثيراً
يزيد على عشرة أقوال منها ما حكاه ابن الجوزي أنه كان قبلها بثمانية أشهر
- فيكون في رجب-، وقيل بستة أشهر- فيكون في رمضان-
وحكي هذا الثاني أبو الربيع بن سالم ، وحكي ابن حزم مقتضى الذي قبله ،
لأنه قال : كان في رجب سنة اثنتي عشرة من النبوة ،
وقيل : بأحد عشر شهراً، جزم به إبراهيم الحربي حيث قال:
كان في ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة ، ورجحه ابن المنير
في شرح السيرة لابن عبد البر وقيل:
قبل الهجرة بسنة وشهرين، حكماه ابن عبد البر .
وقيل : بسنة وثلاثة أشهر حكاه ابن فارس .
وقيل : بسنة وخمسة أشهر قاله السدي ،
وأخرجه من طريقة الطبري والبيهقي، فعلى هذا كان في شوال،
أو في رمضان على إلغاء الكسرين منه ومن ربيع الأول،
و به جزم الواقدي،وعلى ظاهره ينطبق ما ذكره ابن قتيبة.
وحكاه ابن عبد البر أنه كان قبلها بثمانية عشر شهراً .
وعند ابن سعد عن ابن أبي سبرة أنه كان في رمضان ،
قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً .
وقيل كان في رجب حكاه ابن عبد البر ، وجزم به النووي في الروضة .
وقيل قبل الهجرة بثلاث سنين حكاه ابن الأثير .
وحكي عياض وتبعه القرطبي والنووي عن الزهري
أنه كان قبل الهجرة بخمس سنين ،ورجحه عياض ومن تبعه ) ا.هـ
وهذا ما يؤكد كلام ابن تيمية ، وقد نقل الحافظ
ابن حجر كلام ابن دحية السالف الذكر نقل إقرار من غير إنكار
في جزئه "كتاب تبيين العجب فيما ورد في فضل رجب" ص 6 .
9.وقال العلامة الألباني رحمه الله تعالى في تخريجه لكتاب
"أداء ما وجب" ص 53 معلقاً على كلام الحافظ ابن دحية السابق :
(نقل هذا عن المصنفِ الحافظُ ابن حجر في رسالته السابقة وأقرّه ،
بل الواجب تبيين هذا للناس بكل وسيلة ممكنة وفي كل مناسبة والله المستعان ) ا.هـ
10.وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :
(وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج،
لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره ،
وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم
عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها..) ا.هـ
"التحذير من البدع" ص9
11.وقال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :
(ثم إننا نقول أيضاً إن ليلة المعراج لم يثبت من حيث التاريخ
في أي ليلة هي بل إن أقرب الأقوال في ذلك على ما في هذا من النظر
أنها في ربيع الأول وليست في رجب كما هو مشهور عند الناس اليوم ،
فإذن لم تصح ليلة المعراج التي يزعمها الناس أنها ليلة المعراج
وهي ليلة السابع والعشرين من شهر رجب لم تصح تاريخياً
كما أنها لم تصح شرعاً والمؤمن ينبغي
أن يبني أموره على الحقائق دون الأوهام ..) ا.هـ
"فتاوى نور على الدرب"
12. وقال الشيخ محمد الشقيري رحمه الله تعالى :
(الإسراء لم يقم دليل على ليلته ولا على شهره) ا.هـ
"السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات"143
والله أعلم