يلعب مقياس
الجمال دورا أساسيا في اختيار الرجل لشريكة حياته، حيث يصر الكثير من الرجال وأسرهم على أن تتمتع زوجة المستقبل بقدر كبير من
الجمال ثم تأتي المواصفات الأخرى في درجة ثانية، وفي مقابل ذلك يرى آخرون أن الجميلات لا يستطعن توفير حياة زوجية هادئة ومريحة.
النساء الجميلات غالباً ما يصبحن زوجات فاشلات ولا يملكن حياة زوجية سعيدة، هذا ما أكدته دراسة أميركية حديثة حيث أظهر عالم الاجتماع الأميركي كريستيان ماكليماس من جامعة شيكاغو أن ما سماه بـ”تأثير الجمال” يمثل عاملاً سلبياً على الحياة الاجتماعية للزوجة الجميلة، إذ أن جمالها؛ لا سيما لو كان زائداً، يكون سبباً في وقوعها بمشاكل زوجية واجتماعية كثيرة، وغالبا من أقاربها من النساء.
وشملت الدراسة حوالي 80 امرأة جميلة تراوحت أعمارهن ما بين 25
5 عاماً. وأفادت النتائج أن جمالهن يؤثر على المنظومة الاجتماعية التي يعشن فيها، كما أنه يؤدى إلى تزايد شكوك أزواجهن في سلوكهن، ما يؤدى إلى زيادة المشاكل
الزوجية ويؤدى في بعض الحالات إلى وقوع حالات الطلاق.
ويرى الكثيرون أن
الجمال الحقيقي هو جمال الروح لذا لا يسعون إلى الارتباط بامرأة فائقة
الجمال لأن عيوبها قد تغطي على جمالها، كما يرون أن
الجمال لا يعد مصدرا للسعادة بين الأزواج، ويعتبرون أن
الجمال زائل لا محالة أما
الجمال الخالد فهو جمال الأخلاق والمعاملة الحسنة.
وقال باحثون إن الرجال غالبا ما ينجذبون ويعجبون بالنساء الجميلات من ذوات الجسم الرشيق والإطلالة اللافتة، إلا أن ما لا يعلمونه أن هذا
الجمال يسبب لهم عددا من الأمراض. ونصحوا الرجال بالابتعاد عن الجميلات؛ حيث أظهرت دراسة أن المتزوجين من قبيحات هم الأكثر حظا من حيث طول العمر.
وقال أحد المتخصصين في علم الاجتماع وكان من المساهمين في الدراسة “إذا كانت زوجتك جميلة وجذابة وتمتلك حاسة الأناقة وبقية المتطلبات الجمالية الأخرى فلا تطمع بطول العمر يكفيك ما حصلت عليه، أما طول العمر فهو من حظ أزواج القبيحات”.
وأضاف أن زوج المرأة التي لا تتمتع بقدر عال من
الجمال يشعر بالراحة من مشكلات الغيرة وما يتبعها من مشكلات نفسية وصحية متراكمة تؤدي مع مرور الزمن إلى تقصير العمر. ونبه علماء اجتماع إلى أن المرأة الجميلة تثير الكثير من المشكلات في الحياة الاجتماعية لإثارتها مشاعر الغيرة لدى النساء بسبب جذبها لإعجاب الرجال، كما تضر قلب الرجل لزيادة توتره أمامها خاصة الذين يظنون أنهم ليسوا على القدر الكافي من الشجاعة لمجاراتها.
وأجمعت دراسة أميركية وبريطانية على أن الغيرة تسبب أمراض الضغط، وأن زيادة نسبة الإصابة بأمراض الضغط تزداد لدى الرجال المتزوجين من نساء جميلات.
وكشفت دراسة أنجزتها جامعة فالنسيا الإسبانية أن بقاء الرجل لمدة 5 دقائق فقط بمفرده مع امرأة جذابة قد يؤدى إلى إصابته بأمراض القلب أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو العجز الجنسي، والأخطر من ذلك أنه يقصّر من عمره.
وأشارت إلى أن السبب وراء هذه الأمراض هو ارتفاع هرمون يسمي “الكورتيزول” داخل جسم الرجل بمجرد أن يجلس أمام امرأة جميلة لمدة طويلة، وهو هرمون ينتجه الجسم في حالات الإجهاد الجسدي أو النفسي، وارتفاع معدلاته يمكن أن يضر بالجسم.
زوج المرأة التي لا تتمتع بقدر عال من
الجمال يشعر بالراحة من مشكلات الغيرة وما يتبعها من مشكلات نفسية وصحية متراكمة تؤدي مع مرور الزمن إلى تقصير العمر
وأشارت دراسة نرويجية إلى أن الرجل يصاب بخلل لدى رؤيته امرأة جميلة فيما يتعطل كمبيوتر الدماغ لدقائق وربما لساعات، ولمعرفة تأثير ذلك على الدماغ أجرى باحثون في جامعة أوسلو النرويجية تجربة في الجزء الأول منها عرضوا على 30 شخصا مجموعة صور لعدة نساء لمدة 5 ثوان لكل صورة، ثم طلبوا منهم تقييم جمال كل امرأة.
وأتيح للرجال التحكم في مدة مشاهدة كل صورة من خلال الضغط على زر يسمح بالمرور للصورة التالية في الجزء الثاني، وفي المرحلة الأخيرة تم تقسيم الرجال الخاضعين للدراسة إلى 3 مجموعات وإعادة عرض الصور. وأفادت نتائج الدراسة أن الذين حصلوا على المورفين أعطوا علامات أكبر للوجوه النسائية التي أعجبتهم في الجزء الأول من التجربة وزادت رغبتهم في المشاهدة بشكل أكبر في حين زاد نفورهم من الوجوه التي لم تعجبهم في المرحلة الأولى من التجربة.
أما المجموعة الثانية التي حصلت على مادة النالتريسكون فقد أعطى أعضاؤها علامات أقل حتى للوجوه التي أعجبتهم في أول تجربة كما قلّت رغبتهم في النظر طويلا إلى الصور. وأوضحت الباحثة أولغا تشلنكوفا أن نتائج الدراسة تقدم دليلا على إمكانية التلاعب بنظرتنا للجمال.
وكشفت دراسة أخرى أن الرجل يأخذ قرارات متهورة وخطيرة أكثر بوجود امرأة جميلة ونظر الباحثون في سلوكيات 96 يبلغ متوسط أعمارهم 22 عاما خلال ممارسة رياضة التزلج على اللوح، وتم قياس مستويات هرمون تستوستيروس الذي يزيد الشعور بالإثارة أو النشاط أو الحماس بعد كل خدمة أمام الشباب فقط وأمام الشابات، ولاحظت الدراسة أن الشباب أكثر تهورا بحركاتهم أمام الشابات أكثر ممن هم من جنسهم.
وقال باحثون إن الارتباط بفتاة جميلة يشكل أزمة وهذه الأزمة تظهر بشكل واضح عند الاحتكاك بالحياة الاجتماعية المتفاعلة لبعض الأسر الأخرى حيث ينعدم التوازن وتتحرك مشاعر الغيرة عند كل الأطراف لأن المرأة المميزة تثير حفيظة بقية النساء وتكون موضع اهتمام الرجال مما يفقد البعض الطمأنينة.
ويعتقد الباحثون أن الرجال الذين يقضون ولو بضع دقائق رفقة امرأة جذابة يقل أداء عملهم عن أولئك الذين يتحدثون مع سيدة لا يجدونها جذابة، ويعود السبب في ذلك إلى أن الرجال يستخدمون الكثير من وظيفة الدماغ أو “المواد المعرفية” في محاولة للفت انتباه الجميلات مما يبقي القليل من أجل الأمور الأخرى.
هذا وأكدت دراسة سابقة أن الرجال يفضلون سمة الذكاء على
الجمال في المرأة عند البحث عن شريكة الحياة، حيث توصل الباحثان مارسيل سنتنر في معهد علم النفس من جامعة أنسبروك الألمانية والباحثة أليس إيغلي أستاذة علم نفس في جامعة نورث وسترن الأميركية إلى أن الأولويات في اختيار شريك الحياة بين المرأة والرجل تشهد تغيرات سريعة ومفاجئة وأصبحت تميل أكثر للمساواة بين الرجل والمرأة.
وبعد تحليل واسع لدراسات تناولت التأثيرات الاجتماعية على اختيار شريك الحياة خلص الباحثان إلى أن الاستجابة للتغييرات البيئية بمرونة تسمح للأشخاص بتكييف أولويات اختيار شريك الحياة بحسب التغيرات الاجتماعية، وأوضحا أن معايير اختيار الشريك تكون بحسب مدى انسجام الآخر مع نمط الحياة التي يعيشها الإنسان.
وتتغير أنماط الحياة بوضوح من خلال زيادة المساواة بين الجنسين، وهو ما يفسر تغير أولويات الرجال في بحثهم عن شريكة الحياة، إذ أصبحت المرأة التي تتمتع بتأهيل علمي عال ولديها دخل مادي جيد مرغوبة أكثر بالنسبة إلى الرجال. وفي المقابل لم يعد الرجل الذي يملك دخلا ..