مناجاة الفقراء.. حين تضعفنا الذنوب.. وتلم بنا الخطوب .. وتتحكم فينا النفوس .. ويتغطرس الباطل .. وتشتد المحن .. وتضعف الهمم .. ويتسرب اليأس إلى النفوس .. ويشتد الصراع الداخلي والخارجي.. نحتاج إلى معين حيث لا معين إلا ممن يستمد منه العون.. فلنعلنها بصدق ويقين .. بك
أستجير يا سيدي.. بك
أستجير يا سيدي...
نادى ربك بأصدق لهجة :
يا من لم يمله الدعاء، ولا يقلقه النداء، ولا يخيب فيه الرجاء، ولا تنفد خزائنه من العطاء.. يا أغنى الأغنياء عن عذابى أنا أفقر الفقراء إلى عفوك .
أخى الفاضل
- أختى الحبيبة .أشهر و. أشهري إفلاسك أولا ليشملك بالمعونة ثانيا .. تشبه بإخوة يوسف ليتصدق عليك ..
قد أوبقتنى ذنوبى لست أحصرها فاجعل تغمدها من بعض إحسانك
وارفق بنفسى ياذا الجود إن جهلت مقـدار زلتـها مقدار غفــــــــرانك
- يا الله يا كريم ...
أشكو إلى الله كما قد شكى أولاد يعـــقوب إلى يوسف
قد مسنى الضر وأنت الذى تعـلم حالى وتـرى موقـفى
بضاعتى المزجاة محتـاجة إلى وفــــــــاء من كريم وفى
فأوف كيلى وتصـدق عـلى حال الفقير البائس المضغف
لقد أتى المسكين مستمطرا جودك فارحم جوده واعطف
وهذا النوع من الافتقار مع استشعار الذنوب والآثام والأخطاء.. هو الذى يدفع إلى التوبة الصادقة ، والعودة إلى الصفاء والنقاء ، والأنس بعد الغربة ، والسعادة بعد الشقاء ، والقرب بعد الإبعاد ..
يا عين فلتبـكى ولتـذرفي الـدمعـا ذنبا أحاط القلب أصغى له سمعا
أين الدموع على الخـدين كم سالت فالنفس للعصيان يا رب قد مالت
هل يا ترى أصحو من سكرة الشهوة أم يا ترى أبقى فى هوة الشقوة
كيف القـدوم على الجبـار بالـزلل أم كيف ألقاه من دونما عمل
قلبى لمـا يلقى قـد أن بالشكـوى دمعى جفا عينى من قلة التقوى
لكـن من أرجـو لا يغـلق البابا التوب يا رحمن فالقلب قد تابا
قال عمر بن ذر : اللهم إنا أطعناك فى أحب الأشياء إليك : الإيمان بك والإقرار بك ، ولم نعصك فى أبغض الأشياء إليك : الكفر والجحود بك ، فاغفر لنا ما بينهما .
يا رب .. إنك قلت : " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت " ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن من يموت ، أفتراك تجمع بين أهل القسمين فى دار واحدة ؟؟ !! .
كان يحى بن معاذ إذا سمع قول الله تعالى : " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى " يقول : إلهى .. إذا كان هذا قولك فى حق من قال : أنا ربكم الأعلى ، فكيف رفقك بمن لم يشرك بك شيئا ، بل يعلم أنك أنت الله لا إله غيرك وحدك لا شريك لك .
وكان يقول : لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليك لم تبتل بالذنب أكرم الخلق عليك .
يا رب أنت رجائى وفيك حسنت ظنى
العـفو منـك إلـهى والذنب قد جاء منى
والظن فيك جميل حقق بفضلك ظنى
* اعرضي أيتها الحبيبة بضاعتك على الله لعله يشتريها .. فقر ودمع.. حزن وقلق .. خوف و إشفاق .. وجل وبكاء.. وتسلم ثمن سلعتك جنة عرضها السموات والأرض . قل :
يا رب .. بأى لسان أناجيك .. بلسانى الذى لطخته أقذار الغيبة وآثار النميمة .
يا رب .. بأى رجل أسعى إليك .. برجلى التى طالما سعت إلى غضبك وفرت من رحمتك .
يا رب .. بأى عين أنظر إليك .. بعينى التى التذت بالحرام وتطلعت إلى الشهوات .
يا رب .. بأى قلب أرجوك .. بقلبى الذى ملأت أرجاءه شواغل الدنيا ولم يعد فيه موضع شبر للأخرة .. أم بقلبى الذى عرفك ولم يغمره حبك ، وذاق طعم نعمك ولم يعبدك حق عبادتك .
يا رب .. إن لم ترحمني فهل عند غيرك رحمة ألتمسها ؟ ! .. إن لم تغفر فهل هناك من يغفر الذنوب سواك .
بك
أستجير يا سيدى ..
خرج الناس يستسقون بدمشق وفيهم بلال بن سعد فقال : يا معشر من حضر .. ألستم مقرين بالإساءة ؟ ! قلنا نعم . قال : اللهم إنك قلت " ما على المحسنين من سبيل " وقد أقررنا بالإساءة ، فاعف عنا واسقنا . قال : فسقينا يومئذ.
أسير الخطايا عند بابك واقف على وجل مما به أنت عارف
يخاف ذنوبا لم يغب عنك غيبها ويرجوك فيها فهو راج وخائف
ومن ذا الذى يرجو سواك ويتقى وما لك فى فصل القضاء مخالف
فيا سيدى لا تخزنى فى صحيفتى إذا نشرت يوم الحساب الصحائف
بك
أستجير ياسيدى .. بك
أستجير ياسيدى .
مما لامس الوجدان
بتصرف بسيط