01-17-2015, 11:31 PM
|
|
|
|
متى ظهرت حركة النفاق على السطح ؟
متى ظهرت حركة النفاق على السطح ؟
لا يخفى أن بعد وصول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واكتمال حضور كل القيادات الإسلامية لمقر الدولة الإسلامية الجديد ، وتزايد رابطة الإيمان فيما بين الأنصار ( الأوس والخزرج ) والمهاجرين رضوان الله عليهم ، وانتشار الإسلام في كل دور أهل المدينة ، وظهور علامات القوة المادية والمعنوية على سواعد هذه الدولة الفتية ، رأت القيادة الانشطارية ( ابن سلول ) أن تركب موجة التدين ، وأن تظهر علامات الالتزام بالإسلام في إطاره الاعتقادي ، والاجتماعي ، والسياسي ، وتخفي وراء ذلك الكفر به ونصب العداء له ، وذلك دون أن تظهر على السطح كحركة مستقلة مناوئة للمشروع الإسلامي الجديد.
فقد سلكت حركة النفاق في أول أمرها أسلوب العداء الفردي للقيادة الإسلامية ، كقول ابن سلول للرسول صلى الله عليه وسلم عندما غشى مجلسا على دابة وبه بعض الصحابة وابن سلول فقال زعيم المنافقين وقتئذ : ( لا تغبروا علينا !! … ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم دابته حتى دخل على سعد بن عبادة فقال : أي سعد ، ألم تسمع ما يقول أبو حباب ( ابن سلول ) ؟ قال كذا وكذا … قال سعد : اعف عنه يا رسول الله واصفح ، فو الله لقد أعطاك الله الذي أعطاك ولقد اصطلح لأهل هذه البحيرة ( المدينة ) أن يتوجوه ، يعني يملكوه فيعصبوه بالعصابة ، فلما رد الله تبارك وتعالى ذلك بالحق الذي أعطاكه شرق بذلك ، فلذلك فعل بك ما رأيت ، فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم )(13).
وهذه الحادثة كما تقرر كتب التاريخ والمغازي أنها قد وقعت قبل معركة بدر ، وذلك في بداية الهجرة إلى دار الإسلام ، ثم تكررت الحوادث المماثلة لتلك الحادثة هنا وهناك حتى يوم أحد على الأرجح حين نقلت الأجهزة الأمنية الإسلامية معلومات مفادها أن جيش مكة على مقربة من حدود الدولة الإسلامية الوليدة ( حينئذ عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا استشاريا عسكريا أعلى ، تبادل فيه الرأي لاختيار الموقف ، فأشار فريق من الناس عليه بعدم الخروج من حصون المدينة ، وأن يتحصنوا بها ، فوافق على هذا الرأي عبد الله بن أبي بن سلول – زعيم المنافقين – وحاول أن يتظاهر بأنه حريص على سلامة الدولة الإسلامية ، وأنه رجل جاد في توجهه هذا !! وقد بادر جماعة من فضلاء الصحابة ممن فاته الخروج يوم بدر ، فأشاروا على النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج ، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رأيه أمام رأي الأغلبية ، واستقر الأمر على الخروج من المدينة ، واللقاء في الميدان السافر.
وقبل طلوع الفجر بقليل من يوم المعركة تمرد ابن سلول في حركة نفاق تعدادها قرابة ثلث العسكر أي ثلاثمائة مقاتل، قائلا: ما ندري علام نقتل أنفسنا ؟!ومتظاهرا بالاحتجاج بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ترك رأيه وأطاع غيره!!(14).
ولكن في حقيقة الأمر ليس كذلك ، بل لمرض في نفسه المصابة بالازدواجية ، وحب الزعامة ، ورغبته في أن يخالف الجميع من باب خالف تعرف ، وحسدهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكرهه للمهاجرين رضوان الله عليهم . ومنذ هذه الحادثة برزت حركة النفاق إلى حيز الوجود ، ككيان سياسي ، وحاولت أن تظهر لها قيادات جديدة ، حتى توهم الرأي العام أنها كل شي ، وصاحبة الحق والرأي السديد ، وأسماء قيادات حركة النفاق هي التي كانت عند حذيفة ابن اليمان - رضي الله عنه - صاحب سر رسول الله ، ومنذ ذلك التمرد وحركة النفاق تكرر هذا التمرد الجماعي المناوئ ، وبصورة علنية للمشروع الإسلامي !!
ففي غزوة بني المصطلق قامت حركة النفاق بأخطر محاولة استهدفت وحدة الجماعة الإسلامية ، وكادت تقودها إلى حرب استنزافية لا يعلم حدودها إلا الله ، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من الغزو مقيما على المريسيع ، ووردت واردة الناس ، ومع عمر بن الخطاب رضي الله عنه أجير يقال له جهجاه الغفاري ، فازدحم هو وسنان بن وبر الجهني على الماء ، فاقتتلا ، فصرخ الجهني !! وبلغ ذلك ابن سلول زعيم حركة النفاق فغضب وقال في رهط من قومه : أو قد فعلوها ، قد نافرونا ، وكاثرونا في بلادنا ، والله ما نحن وهم إلا كما قال : الأول :سمن ***ك يأكلك ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل .ثم أقبل على من حضره فقال لهم : هذا ما فعلتم بأنفسكم ، أحللتموهم بلادكم ، وقاسمتموهم أموالكم ، أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم (15).
وتوالت تلك المواقف من حركة النفاق التي كانت ملئت بالحقد والحسد ، على قيادة الإسلام والإسلام ذاته ، فقد أثارت القلق والاضطراب ، وإلقاء الرعب والدهشة في قلوب المؤمنين يوم الأحزاب كما صور ذلك المولى عز وجل بقوله : { وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا … }.
وقبل ذلك موقفهم من يهود بني قينقاع الذين نقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحاصرهم أشد الحصار ، ودام الحصار خمس عشرة ليلة ، وقذف الله في قلوبهم الرعب ، فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم ، فأمر بهم فكتفوا.
وحينئذ قامت حركة النفاق بقيادة عبد الله بن أبي بن سلول بدورها المشبوه والمأجور ، فألح على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدر عنهم عفوا ، فقال : يا محمد !! أحسن في موالي ، فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكرر ابن أبي مقالته ، فأعرض عنه ، فأدخل يده في جيب درعه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلني ، وغضب حتى رأوا لوجهه ظللا ، ثم قال : ويحك ، أرسلني!!
ولكن هذا الخبيث مضى على إصراره ، وقال : لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي ، أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود ، تحصدهم في غداة واحدة ؟ إني والله امرؤ أخشى الدوائر !! قال تعالى : { فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم ، يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ، فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين }.( المائدة :52)
ljn /ivj pv;m hgkthr ugn hgs'p ? hgs'p hgkthr pv;m ugn
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:33 PM
|