السلام عليكم
هذه قصيدة جميلة للشاعر/ أبو الحسن الحصري القيرواني
وأعتقد بأنها أفضل قصيدة في الأدب العربي ، والقصيدة معروفة ومشهوره
معنى ومبنى أترككم معها ...
ياليلَ الصَّبِّ متى غَدُهُ = أقِيامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ
رَقَدَ السُّمَّارُ ، وأَرَّ قَهُ = أَسَفٌ للبَيْنِ ، يُرَدِّدُهُ
فَبَكاهُ النَّجْمُ ورَقَّ لهُ = مِمَّا يَرْعاهُ ويَرصُدُهُ
كَلِفٌ بِغَزال ٍ ذي هَيَف ٍ = خَوْفُ الواشِينَ يُشَرِّدُهُ
نَصَبَتْ عَينايَ لهُ شَرَكا ً = في النَّوم ِ فَعَزَّ تَصَيُّدُهُ
وكَفى عَجَبا ً أنّي قَنَصٌ = للسِّرْب ِ سَبَاني أَغْيَدُهُ
صَنَمٌ للفِتْنَة ِ مُنْتَصِبٌ = أَهْواهُ ، ولا ، أَتَعَبَّدُهُ
صاح ٍوالخَمْرُ جَنى فَمِهِ = سَكْرانُ اللَّحْظِ مُعَرْبِدُهُ
يَنْضو مِن مُقْلَتِهِ سَيْفا ً = وكَأنَّ نُعاسا ً يُغْمِدُهُ
فَيُريقُ دَمَ العُشَّاقِ بهِ = والوَيْلُ لمَنْ يَتَقَلَّدُهُ
كَلاّ، لا ذَنْبَ لمَنْ قَتَلَتْ = عَيْناهُ ولم تَقْتُلْ يَدُهُ
يامَنْ جَحَدَتْ عَيْناهُ دَمي = وعلى خَدَّيْهِ تَوَرُّدُهُ
خَدّاكَ قدِ اعْتَرَفا بِدَمي = فَعَلامَ جُفونُكَ تَجْحَدُهُ
إنّي لأ ُعيذ ُكَ مِن قَتْلي = وأَظُنُّكَ لا تَتَعَمَّدُهُ
باللهِ هَبِ المُشْتاقَ كَرَىً = فَلَعَلَّ خَيالَكَ يُسْعِدُهُ
ماضَرَّكَ لو داوَيْتَ ضَنى = صَبٍّ يَهْـواكَ وتُبْعِدُهُ
لم يُبْق ِ هواكَ لهُ رَمَقا ً = فَلْيَبْكِ عليهِ عُوَّدُهُ
وغَدا ً يَقْضي أو بَعْدَ غَدٍ = هلْ مِن نَظَر ٍ يَتَزَوَّدُهُ
يا أَهْلَ الشَّرْق ِ لنا شَرَقٌ = بالدّمع ِ يَفيضُ مُوَرَّدُهُ
يَهْوى المُشْتاقُ لِقاءَكُمُ = وصُروفُ الدّهْر ِ تُبَعِّدُهُ
ما أَحْلى الوَصْلَ وأَعْذَبَهُ = لولا ، الأيّامُ ، تُنَكِّدُهُ
بالبَيْن ِ وبالهُجْران ِ، فيا = لِفُؤادي كيفَ تَجَلُّـدُهُ
===========
وهذه معارضة للقصيدة أعلاه وهي لأمير الشعراء أحمد شوقي /
وللأمانة حذفت منها كلمات غيرلائقة وكما قيل الشعرأعذبه أكذبه أترككم معها ...
مضناك جفاهُ مرقده = وبكاه ورحمَ عودُهُ
حيرانُ القلبِ مُعَذَّبُهُ = مقروح الجفنِ مسهده
أودى حرفا ً إلا رمقا ً = يُبقيه عليك ، وتُنْفِدهُ
يستهوي الورق تأوهه = ويذيب الصخرَ تنهدهُ
ويناجي النجمَ ويتعبه = ويُقيم الليلَ ويُقْعِدهُ
ويعّّلم ، كلَّ ، مطوقة ٍ = شجنا ً في الدَّوحِ ترددهُ
كم مد لطفيكَ من شرك ٍ = وتأدّب ، لا ، يتصيدهُ
فعساك بغُمْض ٍمُسعِفهُ = ولعلّ خيالك مسعدهُ
الحسنُ حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ = والسورة ِ إنك مفردهُ
قد وَدَّ جمالك أو قبسا ً = حوراءُ الخُلْدِ وأَمْرَدُه
وتمنَّت كلٌّ مقطعة ٍ = يدها لو تبعث تشهدهُ
جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي = أكذلك خدَّك يحجده ؟
قد عزَّ شُهودي إذ رمَتا = فأشرتُ لخدِّك أشهده
وهممتُ بجيدِك أشركه = فأبى ، واستكبر أصيده
وهزَزْتُ قَوَامَك أَعْطِفهُ = فَنَبا، وتمنَّع ، أَمْلَدُه
سببٌ لرضاك أمهده = ما بالُ الخصْر ِ يُعَقِّدُه؟
بيني في الحبِّ وبينك ما = لا يَقْدِرُ واش ٍ يُفْسِدُه
ما بالُ العاذِل ِ يَفتح لي = بابَ السُّلْوان ِ وأُوصِدُه؟
ويقول : تكاد تجنُّ به = فأَقول: وأُوشِكُ ........
مَوْلايَ ورُوحِي في يَدِه = قد ضَيَّعها سَلِمتْ يَدُه
ناقوسُ القلبِ يدقُّ لهُ = وحنايا الأَضْلُعِ مَعْبَدُه
قسما بثنايا لؤلُئِها = قسم الياقوت منضده
ورضابٍ يوعدُ كوثرهُ = مَقتولُ العِشق ِ ومُشْهَدُه
وبخال ٍ كاد ...... له = لو كان ، يقبَّل أسوده
وقَوام ٍ يَرْوي الغُصْنُ له = نَسَبا ً، والرُّمْحُ يُفَنِّدُه
وبخصر ٍ أوهَنَ مِنْ جَلَدِي = وعَوَادِي الهجر تُبدِّدُه
ماخنت هواك ولا خطرتْ = سلوى ، بالقلب ، تبرده
مودتي وتقديري
محمد بن عمار