10-30-2024, 05:44 PM
|
|
|
|
إيذاء قريش النبي صلى الله عليه وسلم
أخرج البخاري عن عروة رضي الله عنه قال: سألت ابن أبي العاص رضي الله عنه فقلت: أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي في حجر الكعبة إذا أقبل عليه عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه على عنقه فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى أخذ بمنكبه، ودفعه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم.. الآية.
وعند ابن أبي شيبة عن عروة بن العاص رضي الله عنه قال: ما رأيت قريشًا أرادوا قتل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا يومًا ائتمروا به وهم جلوس في ظل الكعبة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي عند المقام، فقام إليه عقبة بن أبي معيط فجعل رداءه في عنقه ثم جذبه حتى وجب لركبته ساقطًا، وتصايح فظنوا أنه مقتول، فأقبل أبو بكر رضي الله عنه يشتد حتى أخذ بضبعي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ورائه وهو يقول: «أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله " الحديث.
وأخرج البزار والطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد وأبو جهل وشيبة وعتبة أبناء ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف ورجلان آخران، كانوا سبعةً، وهم في الحجر ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي فلما سجد أطال السجود، فقال أبو جهل: أيكم يأتي جزور بني فلان فيأتينا بفرثها، فنكفئه على محمد -صلى الله عليه وسلم- فانطلق أشقاهم عقبة بن أبي معيط، فأتى به فألقاه على كتفه -صلى الله عليه وسلم- وهو ساجد، قال ابن مسعود: وأنا قائم لا أستطيع أن أتكلم، ليس عندي منعةً تمنعني، حتى إذا سمعت فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأقبلت حتى ألقت ذلك عن عاتقه، ثم استقبلت قريشًا تسبهم فلم يرجعوا إليها شيئًا، ورفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأسه كما كان يرفع عند تمام السجود، فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته قال: «اللهم عليك بقريش ثلاثًا، عليك بعتبة، وعقبة، وأبي جهل وشيبة».
ثم خرج من المسجد فلقِيه أبو البختري بسوط يتخصر به، فلما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنكر وجهه، فقال ما لك: فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «خلِّ عني»، قال: علم الله لا أخلي عنك أو تخبرني ما شأنك، فلقد أصابك شيء، فلما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه غير مخل عنه أخبره، فقال: «إن أبا جهل أمر فطرح عليَّ الفرث، فقال أبو البختري: هلم إلى المسجد، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو البختري فدخلا المسجد، ثم أقبل أبو البختري إلى أبي جهل، فقال: يا أبا الحكم! أنت الذي أمرت بمحمد فطرح عليه الفرث؟ قال: نعم، فرفع السوط فضرب به رأسه، قال: فثار الرجال بعضهم إلى بعض، قال: وصاح أبو جهل ويحكم هي له، إنما أراد محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يلقي بيننا العداوة، وينجو هو وأصحابه.... الحديث.
وأخرج الطبراني عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس بن شريق حليف بني زهرة مرسلًا، أن أبا جهل اعترض لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالصفا فآذاه، وكان حمزة رضي الله عنه صاحب قنص وصيد، وكان يومئذ في قنصه، فلما رجع قالت له امرأته وكانت قد رأت ما صنع أبو جهل برسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا عمارة لو رأيت ما صنع تعني أبا جهل بابن أخيك، فغضب حمزة رضي الله عنه ومضى كما هو قبل أن يدخل بيته وهو معلق قوسه في عنقه حتى دخل المسجد، فوجد أبا جهل في مجلس من مجالس قريش، فلم يكلمه حتى علا رأسه بقوسه، فشجه فقام رجال من قريش إلى حمزة يمسكونه عنه، فقال حمزة: ديني دين محمد -صلى الله عليه وسلم- أشهد أنه رسول الله، فوالله لا أنثني عن ذلك، فامنعوني من ذلك إن كنتم صادقين، فلما أسلم حمزة رضي الله عنه، عز به رسول الله والمسلمون، وثبت لهم بعض أمرهم، وهابت قريش، وعلموا أن حمزة رضي الله عنه سيمنعه، قال الهيثمي: ورجاله ثقات.
وأخرج أبو نعيم في دلائل النبوة عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال: ومات أبو طالب وازداد من البلاء على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشدة، فعمد إلى ثقيف يرجو أن يؤزروه وينصروه، فوجد ثلاثة نفر منهم، سادة ثقيف، وهم أخوة عبد ياليل بن عمرو، وحبيب بن عمرو، ومسعود بن عمرو، فعرض عليهم نفسه، وشكا إليهم البلاء، وما انتهك قومه منه، فقال أحدهم: أنا أسرق ثياب الكعبة إن كان الله بعثك بشيء قط، وقال: آخر والله لا أكلمك بعد مجلسك هذا كلمةً واحدةً أبدًا؛ لئن كنت رسولًا لأنت أعظم شرفًا وحقًّا من أن أكلمك، وقال الآخر: أعجز الله أن يرسل غيرك.
وأفشوا ذلك في ثقيف الذين قال لهم: واجتمعوا يستهزؤون برسول الله -صلى الله عليه وسلم-وقعدوا له صفين على طريقه، فأخذوا بأيديهم الحجارة فجعل لا يرفع رجله ولا يضعها إلا رضخوها بالحجارة، وهم في ذلك يستهزؤون ويسخرون، فلما خلص من صفيهم وقدماه تسيلان بالدماء، عمد إلى حائط من كرومهم فأتى حبلةً من الكرم، فجلس في أصلها مكروبًا موجعًا تسيل قدماه الدماء، فإذا في الكرم عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، فلما أبصرهما كرِه أن يأتيهما لما علم من عدواتهما لله ولرسوله وبه الذي به، فأرسلا إليه غلامهما عداسًا بعنب وهو نصراني من أهل نينوى، فلما أتاه وضع العنب بين يديه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «بسم الله»، فعَجِبَ عداس، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من أي أرض أنت يا عداس؟ قال: أنا من أهل نينوى، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من أهل مدينة الرجل الصالح يونس بن متى؟ فقال له عداس: وما يدريك من يونس بن متى؟ فأخبره رسول الله من شأن يونس ما عرف، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يحقر أحدًا يبلغه رسالات الله تعالى، قال: يا رسول الله أخبرني خبر يونس بن متى، فلما أخبره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من شأن يونس بن متى ما أوحي إليه من شأنه، خرَّ ساجدًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم جعل يقبل قدميه وهما تسيلان الدماء، فلما أبصر عتبة وأخوه شيبة ما فعل غلامهما سكتا، فلما أتاهما قالا له: ما شأنك سجدت لمحمد وقبَّلت قدميه، ولم نرك فعلت هذا بأحدنا، قال: هذا رجل صالح حدثني عن أشياء عرفتها من شأن رسول بعثه الله تعالى إلينا يدعى يونس بن متى، فأخبرني أنه رسول الله فضحكا وقالا: لا يفتنك عن نصرانيتك إنه رجل يخدع، ثم رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة؛ انتهى.
اللهم نوِّر قلوبنا بنور الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين، وألْهِمنا ذكرك، اللهم انظمنا في سلك حزبك المفلحين، واجعلنا من عبادك المخلصين، وآمنَّا يوم الفزع الأكبر يوم الدين، واحشرنا مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
Yd`hx rvda hgkfd wgn hggi ugdi ,sgl hgkfd ugdi Yd`hx ,sgl
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:14 AM
|