كلنا نبحث عن الحب وكلنا يبحث عن الحب لكننا لا نعرف نقطة الالتقاء ولا زمن التقاطع. نحن شتيتان مجتمعان، ونحن مجتمعان شتيتان .. حقيقة الحب ومكوناته طبيعية لا يداخلها أي عنصر صناعي. حكاية الحب لا تتطلب كثيرا من الصياغة أو الخيال ففطرية العاطفة وتلقائية المشاعر هي مايصنع بعد مشيئة الله مكونات الألفة الدافعة إلى الحب الصحيح الخالي من شوائب المنفعة أو لوث الأنانية.
لا واقع لحب حقيقي بعيدا عن حياة الزوجية فمحيطنا المحافظ ـ ولله الحمد ـ يمنع صناعة حب الأهواء والشهوات خصوصا ان التماس بين الرجل والمرأة في مجتمعنا هو تماس محدود وتواصل معين بضوابط دينية وتقاليد اجتماعية طيبة تمنع تجاوز الواقع إلى خيالات الوردية الفارغة.
الزواج هو مصنع الحب الوحيد (إن وفق الله) وهو المجال الذي يمكن ان يمنحنا معرفة بالطرف الآخر عن قرب وواقعية وعشرة صحيحة تظهر فيها كل الصفات سواء السيئة أو الحسنة .. وهو المحيط الذي يقرر طرف ما ان الحب شد حباله وجذب قلبه وانعقد في كيانه.
يتوقع الكثير من الأزواج أن الزواج لابد أن يصنع مقادير الحب من الحالة الدرامية التي يشاهدونها في المسلسلات التجارية ويتخيلون أن علاقة الزوجين لابد أن تقاس بمعايير المشاهد الدرامية الوردية في تلك المسلسلات ومن يخالف فهو لا يحب
إن من يكابر ويذهب إلى أن العين تعشق والأذن تهوى فهو خاطئ المسار ومجانب الصواب فلا يمكن ان يتكون حب من خلال حاسة واحدة، بل يتجسد من اجتماع الحواس وتقرير العقل وبصيرة القلب .. ولا يمكن ان يحب إنسان إنسانا عبر تصور ظني أو ظن حسي أو حس آن .. ولا شك أن القبول والألفة أمران انطباعيان وانفعاليان يطرحهما العقل ويتلقفهما القلب لكن الألفة لا تعني الحب المنشود بين طرفين لأن الألفة واحدة والحب متنوع فمنه الفطري كحب طرف يرتبط بعلاقة مع طرف آخر كالوالد مع ولده وكالبنت مع أمها وكالأخ مع أخيه أو أخته، ومنه الخادع الذي يصوره الشكل وترسمه ملامح الرغبة في الجمال كمن يتعلق بامرأة بسبب جمالها فقط حتى لو كانت ما كانت، ومنه المصنوع ـ بقدر الله ولطفه عز وجل ـ خصوصا بين غريبين كما يحدث بين زوج وزوجة فغالبا ما يكون الزوج قبل التزوج بامرأته يعد غريبا وشخصا غير معلوم أو مرتبط بعلاقة فطرية معها لكن الزواج ـ بعد توفيق الله أولا ـ يصنع علاقة يتشكل فيها الحب الكبير.
ختام القول : يتوقع الكثير من الأزواج أن الزواج لابد أن يصنع مقادير الحب من الحالة الدرامية التي يشاهدونها في المسلسلات التجارية ويتخيلون أن علاقة الزوجين لابد أن تقاس بمعايير المشاهد الدرامية الوردية في تلك المسلسلات ومن يخالف فهو لا يحب. من هنا ظهرت فكرة سيئة مضمونها ان مجتمعنا ـ خصوصا الرجال منه ـ لا يعرفون الحب ولا يعرفون كيف يحبون، وان المرأة لا تفهم المودة ولا تود .. فخدعنا بتمثيل غيرنا، وسقطنا في حفر الخيالات والاسقاطات، ولبس الكثير قبعة الفتنة والشقاق، فظهرت مصائبنا وهم هناك يضحكون علينا .. فالحب ليس خدعة بصرية، ولا كذبة سمعية.
مما راق لي،،،
jrvdv hgurg ,fwdvm hgrgf hgrgf jrvdv