"أم عبدالله" يونانية الأصل تنحدر من أُسرة نصرانية متعصبة لديانتها الباطلة، زوجة لطبيب عربي مسلم يعمل في إحدى مستشفيات المملكة، منّ
الله عليها بالإسلام,
تقول عن قصة إسلامها:
كنت نصرانية متعصبة لدين
النصرانية تزوجتُ من رجل مسلم، دعاني إلى دين الإسلام فأبيت، ولما قدمت مع زوجي للعمل في المملكة، رأيت شعائر الإسلام تقام هنا، بيّن لي زوجي أنّي أشدّ إثماً عند
الله من أهلي؛ لأني أعيش في بلد الحرمين أسمع الأذان وأرى المصلين، فلا حُجة لي عند
الله في بقائي على
النصرانية مع وضوح الطريق.
لكن مرّت بي ثلاثة مواقف أثّرت فيّ فكانت سبباً في إسلامي:
الموقف الأول: أراد زوجي السفر إلى مكة في العشر الأخيرة من رمضان فطلب مني التهيؤ للسفر عن طريق البر وكان ينوي أن يوصلنا إلى جدة ثم يذهب إلى مكة وحده.
وفي الطريق، وصلنا إلى مفترق طريق مكة وطريق آخر يصل إلى جدة، وقد كُتب على لوحة إرشادية (طريق غير المسلمين).
أراد زوجي أن يسلك هذا الطريق؛ لأنه يحرم عليّ الدخول إلى مكة وأنا نصرانية، فقلت له:
لندخل سويًّا لمكة لا أحد يعلم بذلك.
فقال: “ولكنّ
الله يعلم “!
كان وقْع العبارة كبيراً على قلبي، فقد أكبرت في زوجي استحضاره لرقابة الله، وأن البشر وإن لم يعلموا بصنيعك “ولكن
الله يعلم!” “ولكن
الله يعلم!”.
مكثنا في “جدة” يومين، أحسست برغبة في حفظ سور من القرآن الكريم فحفظت “سورة الفاتحة والإخلاص” على يد ابنتي ذات الثماني سنوات.
الموقف الثاني:عشت حياة عصيبة من رمضان إلى شهر ذي الحجة أخاطب نفسي: أأترك دين آبائي وأجدادي وأدخل في دين الإسلام؟!
أيهما الدين الصحيح الدين الإسلامي أم النصراني؟!
ألححت في الدعاء: “يا رب، يا رب! إن كان دينُ الإسلام هو الدين الحق فاجعلني من أهله” وكنت أرى رؤيا في المنام تارة أني أصلي في الحرم، وأخرى أني أسجد لربي.
الموقف الثالث:لما سافر زوجي للحج، فتحت التلفاز في يوم عرفة ورأيت منظراً مهيباً!
شاهدت الحُجاج قد اجتمعوا في مكان واحد من كل قطر يدعون ربهم، وشاهدت حاجاً كبيراً في السن يدعو ربه يتضرع ويبكي، فإذا بي أبكي معه! لا أدري ما أصابني!
اللحظة الحاسمة: قررت الدخول في الإسلام، وكنت أنتظر رجوع زوجي من الحج؛ لأبلغه قراري الذي طالما تمناه طوال السنوات التي عشتها معه، عاد زوجي من الحج، وكان متعباً من السفر فأخلد إلى النوم والراحة.
لكني لم أستطع أن أنتظر، قمت بإيقاظه وصارحته بأني أريد أن أدخل في دين الإسلام!
أتظنون أنّ هذه الكلمات خرجت بسهولة مِن فيّ؟!
لا والله! تلعثمت، وانعقد لساني، وبصعوبة نطقت بها بثلاث لغات: العربية والإنجليزية واليونانية!
تعجب زوجي من خلط كلامي بعدة لغات وتلعثمي وارتباكي فقال: “ذهبتُ وأنتِ عاقلة ورجعتُ وأنتِ مجنونة!”
تمالكت نفسي وقلت: “أريد أن أدخل في دين الإسلام “.
استجاب لطلبي وقام من نومه ليلقّني الشهادة.
يا لها من لحظات عصيبة!
برودة في جسدي، العَرَقُ يتصبب، نطقت بالشهادتين ثم اغتسلت.
صليت أول صلاة في حياتي.
{َهَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} (يوسف:100).
عن حفظي للقرآن:
التحقت بدار تحفيظ للقرآن، ولله الحمد حفظت جزأي”عمّ وتبارك”، وحرصتُ أن تقرأ عليّ ابنتي بعضَ الكتب الدينية- لأنّي لا أجيدُ اللغة العربية- لأتعلم أمور ديني، وإنيّ لأعجب ممن يعرف اللغة العربية قد علا الغبارُ دولابَ كتبه لا يقرأ فيها ولا يتفقه في الدين!
و عن حجابي:
لبست الحجاب وخمَّرت وجهي سواء في داخل المملكة أو في اليونان، وسافرت إلى خارج المملكة وآلمني في الطائرة منظر بعض الفتيات وهن يخلعن “العبائة” ويضعنها في الحقيبة، بكيت لحالهن وهممت بنصحهن ولكن منعني زوجي.
وفي سفري إلى بلدي اليونان: لم أخلع “عباءتي وغطاء وجهي” وكنت أسمع الضحكات والسخرية مِن بعض مَن يراني ولكن عزائي هذه الآية:
{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} (المطففين:29-30).
ثبتنا
الله وإياكم على الحق إلى يوم لقائه.