12-08-2018, 01:22 PM
|
|
|
|
|
الاعتذار في اللحظة الحرجة
د. مأمون طربية
قد يكون الاعتذار في اللحظة الحرجة أهم مقوم في علاقاتنا الحميمية، كثيرون منا يظنون
أنهم لا يدينون لأحبابهم بالمجاملة نفسها التي يمنحونها طوعا لأصدقائهم ومعارفهم
قرأت مرة عن فتاة ينفك خطيبها بإبداء الملاحظات المفعمة بالازدراء لها أمام الناس
وبعد كل مرة كان يرسل إليها باقة ورد معتذرا، وعشية انفصالهما قصت الورد وأرسلت إليه
الأشواك، فالخطأ في باقته المرسلة أنه لم يكن في نيته تغيير التصرف الذي حضه على تقديمها
لأن الاعتذار الحق يكمن فعلا في عدم تكرار الخطأ والإلمام ببعض بديهياته التي منها:
- في بعض الأحيان تحتم ظروف الحياة أن تعتذر سواء كنت محقا أو مخطئا.
- من مقومات الاعتذار الفعال استعدادنا لتحمل مسؤولية ما ارتكبناه من خطأ.
- تقديم "العربون" لفتة مميزة، لكن الاعتذار المادي ليس تعويضا وكافيا بل هو رمز لحسن النية.
- لا يوجد معصوم عن الخطأ، الخطأ الأكبر عدم الاعتراف به رغم معرفته.
لا يتواني المعتذر اللبق التعبير عن أسفه ليحول دون تفاقم نزاع، وبعضهم لا يعتذر أبدا
تعنتا واقتناعا بأنه على حق، هؤلاء يتعسر عليهم المحافظة على أصدقائهم ووظائفهم
ولما كان معظم الناس يجدون الاعتذار أمرا صعبا وجب على متقبل الاعتذار أن يشيد بمبادرة
المعتذر، كقولك له مثلا: "أعرف أنه صعب عليك أمر الاعتذار" أو "أقدر لك فعلا ما تقوله"
لأن مبادرة صغيرة رمزية قد تلحم عرى التسامح، وأن تقبل الاعتذار مهارة اجتماعية
لا تقل شأنا عن تقديمه.
يرى بعض الباحثين أن الاعتذار من سمات الإنسان المتحضر الراقي الذي يحرص
على ألا يؤذي مشاعر الآخرين، لأنه يخفف من تأنيب الضمير واشتداد التشنج
لذا فكلمة اعتذار صادرة من القلب أفضل جسر لمواصلة حوار، علاقة ود وأكثر
من ذلك لإزالة سوء تفاهم. وثمة كلمة للشاعر الفرنسي جوته يقول فيها:
"تصحيح الخطأ يصنع الكثير، لكن التشجيع يصنع المعجزات.
فالوقوف بجانب المرء الذي أخطأ حتى يستقيم أمره يصنع به ما تصنعه
أشعة الشمس الدافئة بجسمك بعد حمام بارد"!
hghuj`hv td hggp/m hgpv[m hghuj`hv
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 05:02 PM
|