دققوا في هذه الفكرة أيها الأخوة هناك
أخلاق للدعوة وهناك
أخلاق للقتال، قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾
[سورة التوبة الآية: 73 ]
هذه
أخلاق القتال، أما
أخلاق الدعوة:
﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾
[سورة فصلت]
فبعض الدعاة وقعوا في خطأ كبير حينما خلطوا بين
أخلاق الدعوة وأخلاق الجهاد،
أخلاق الجهاد هي القسوة والشدة، أما
أخلاق الدعوة فهو اللين، النبي عليه الصلاة والسلام سيد الخلق وحبيب الحق، سيد ولد آدم، يوحى إليه، معه المعجزات، بهي الصورة، ناصع البيان، أوتي من مكارم الأخلاق، ومع ذلك مع كل هذه الخصائص قال له أنت بالذات:
﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾
[سورة آل عمران الآية: 159 ]
فكيف إنسان ليس معه وحي، ولا كتاب، ولا معجزات، ولا مؤيد بنصر الله، ولا فصيح، ولا جميل، وغليظ، لمَ الغلظة يا أخي؟ لقد أرسل الله من هو خير منك إلى من هو شر مني، أرسل موسى إلى فرعون فقال: فقولا له قولا ليناً.
إذاً:
((ولا خير بين شيئين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثماً فإذا كان إثماً كان أبعد الناس من الإثم ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه إلا أن تنتهك حرمات اللّه فيكون هو ينتقم للّه عزَّ وجلَّ ))
[ أحمد عن عائشة]
ويقول:
((بعثت لأتمم مكارم الأخلاق))
[ رواه أحمد والبيهقي والحاكم وصححه من حديث أبي هريرة ]