قصص - روآيات - حكايات ▪● ┘¬»[ روايات قصيرة | روايات تراثية | قصص حزينه |قصص مضحكة : تنحصُر هِنآ |
|
|
12-16-2017, 12:11 AM
|
|
|
|
|
العصافير .... أرواحٌ جائلة
كالعادة كل صباح . مع أول شعاع للشمس , مشى عصفوري على مهل أمام عشه القابع داخل فتحة مهترئة من منزل
آيل للسقوط . نفض ريشه وعيناه تنظران الى بعيد . تنظران في لهفة . لاحت لعينيه أغصان شجرة الأسكدنيا الهرمة .
تسائل في فزع :
ــ هل تقوى هذه الأغصان الهشَّة على حمل الثمر؟ وهل هي تثمر بعدما شاخت وولَّت جاذبية زهرها ؟
ها هو عصفوري يرنو بأفكاره ِ نحو هجر عشه القديم الذي أتَتْ عليه عوامل الطبيعة التي لا ترحم حيوانا أو نباتا أو
حتى مكان . بدأ يُغرد حزينا بعدما ساقته أفكاره لتغيير نمط حياته حين أصبح وحيداً . فرحيل عصفورته وشريكة
عُمْره , وإنشغال كتاكيته الصغار بعششهم وبأمور حياتهم , ولإنحسار جلسات السَمَرْ مع نُدَمائه الى أدنى مستوى
عَصَفَتْ بالتناغم الذي كان ينعم به وكَدَّرَتْ صَفْوَهُ . حتى أصبح هاجسه الوحيد مسكوناً بالطريقة التي سَيُمضي بها
الباقي من العمر .
بدأ يبحث في مواقع ليست نائية . فبعدما عَبَرَهذا الكَمْ من السنين , أصبح غير قادرا على الطيران لمسافات بعيدة
كأيامه الخوالي ، عندما كان يافعا يُحلق كالنسور بلا كلل وبلا ملل . يخشى عصفوري العزلة كخشية السجين للحبس
الإنفرادي ويرغب أيضا بموقع قريب من أبنائه العصافير كي لا يتثاقلوا بزيارته كلما سنحت الفرصة وواتهم الظروف .
ولهاجس يتوَضَّعُ في الجينات الملتصقة بكروموزوماته , يخشى عصفوري أن يُصطاد من قبل أحد محترفي الصيد , أو
أن تتعَثَّر قدماه الصغيرتان وتنشبك في فخ هاوٍ غَضّ . لذلك , ترى روحه تهفو للأماكن المأهولة والمُتحضِّرة , والتي
إكْتوَتْ بنارالقتل والتقتيل , فهم الوحيدون اللذين يُقدِّرون قيمة الحياة , وهم وحدهم اللذين يَعُون نعمة العيش بكرامة .
أخذ يحومُ في الفضاء الرحب , باحثاً عن موقعٍ مناسبٍ لبناء عشه الجديد . طار فوق قِلاع مهجورة , وفوق هضاب
تكسوها الخضرة وفوق وديان تغمرها المياه . عَصَفتْ به الحيرة , فلكل موقع , جانباً تهفو إليه القلوب , وجانباً آخر
تأنفه الأكباد والعقول . إن حَطَّ بمكانٍ , والجيرة كانت عقبانا وبوم ؟ فوداعاً للنوم قرير العيون .
قاده جناحاه وذيله نحو منازل يسكن بها بشر . تريَّثَ قبل أن يهبط فوق سطح أحدها , وكاد أن يبتعد طائرا من حيث
أتى . غرَّدَ في سرّه قائلا :
ــ إن عهد الطرائد والصيد قد ولّى , وها هم أطفالهم يلهون بالتلفاز وبالأنترنت وبهواتفهم المتنقلة , والقادم أعظم . فلا
وقت لديهم , ولا إهتمام لملاحقة عصفور مثلي كان له في الماضي شأن . ولربما من فتات موائدهم ومن ثمار ما
يزرعون في حدائق منازلهم , أُرزَقْ؟
وقع إختياره على مزراب قديم , غير مستعمل . بنى عشه في إحدى فتحاته الصدِئة . وقف بباب العش يُغرِّد ويستكشف
الجوار , قاده نظره نحو رجل طاعن في السن في الغرفة المطلة على عشه مباشرة . أدرك العصفور , وبحكم الخبرة
ما يعانيه هذا الشيخ العجوز . فغرَّدَ هامساً :
ــ ان حاله مثل حالي . فترفَّقي به يا أيام .
بدأت الصداقة غير المُعلنة بين عصفوري والعجوز تنمو وتتشكَّل مع الأيام لِتأخذ منحىً حميمياً من طرف العصفور ,
ومن طرف العجوز ايضاً . فها هما يتبادلان تحية الصباح , وتحية قبل النوم , ويتقاسمان لقمة العيش والملح , ويَهيمان
مع ذِكرى الأيام العبقة بعطر الورود , ويستذكران الّلَيالي المُثقلة بالغيوم .
في يوم من الأيام , جاء لزيارة العجوز أبنائه وزوجاتهم . وقف العصفور بباب عشه يرنو بنظره نحوهم , ومن شدة
تأثره , طاف الدمع في عينيه وأبى ان ينزلق خارجاً , فمسح عينيه بجناحيه قبل أن يرمقه العجوز ويسأله عن سبب
هذه الدموع .
كان الوقت فجرا حين استيقظ العصفور على صوت العجوز وهو يَهِمُّ بفتح نافذة غرفته مع أول دفوق لشعاع شمس
الصبح . كان كالغريق الذي يروم الهواء . سقطت من يده حبة الدواء التي اعتاد ان يضعها تحت لسانه كلما انتابته
الأزمة الى الأرض خارج النافذة . وكالسهم ......
إنطلق عصفوري نحو الحبة , إلتقطها بمنقاره وعاد لصاحبه . وجده مُمَدَّداً قرب النافذة فاقد الوعي . حاول إدخال
الحبة داخل فمه , لم يفلح , حاول محاولة أخرى , وفشل . فجلس فوق صدره يَئِنُّ , ويُنصتُ لدقات قلب خليله وهي
تخبو وتبتعد الى مجهولٍ , لم يعد مجهولاً لصاحبه . تواصل أنينه . فبدا كمن يستقبل سقوط الرذاذ في يوم شديد البرودة .
أما صاحبه الراقد . ها هو يحتضر في رعايته . لم يفتح عيناً . تَبَدَّى مُتَخَلِّيَاً عن كل شيء . ندت عنه ارتعاشة مبهمة .
استقبلها عصفوري برعشة مُمَاثلة ، وكأن روح صديقه العجوز قد عبرت جسده الصغير واستقرت . فصرخ مُغَرِّداً
في حزنٍ وألَم . ثُمَّ غادر مُحَلِّقاً يَجُولُ البيوت بيتا بيتا . والاشجار غصنا غصنا . وارتفع عاليا الى دنيا النجوم ,
مؤملاً أن باب السماء سَيُفتح ذات يوم . وتُرَد الأمانات لإصحابها .
فوزي بيترو
hguwhtdv >>>> Hv,hpR [hzgm Hv,hpR hguwhtdv
تسلم يدينك غلاتي امجاد على الأهداء الرائع
اشكرك ياخياط على هذا تكريم الرائع ما قصرت ربي يسعدك
شكرا على تكريم الرائع ما قصرتي شموخي ياقلبي
|
12-16-2017, 01:18 AM
|
#2
|
رد: العصافير .... أرواحٌ جائلة
—-
موضوع مميز بـ تميزك
طرحت فـ أبدعت..
لك مني كل الود والاحترام
|
|
رحيل /سمو /معاذير غربة خلود حكاية عشق و عين هيبة شموع
أما عن كفة الأصحاب ، أنا حظي عظيم
محاطة باصدقاء* مثل النور
ياربّ لا تجعلني أرى فيهم حزناً ولا همَّاً ولا تعباً ،
واجعلني أرى فيهم فرحاً و سروراً
[/LEFT]
|
12-16-2017, 01:27 AM
|
#3
|
رد: العصافير .... أرواحٌ جائلة
راق لي ماقدمت
يعطيك العافية
باقات وردي
|
|
|
12-16-2017, 02:18 AM
|
#4
|
رد: العصافير .... أرواحٌ جائلة
سلمت يدآك ع آلطـرح الانتقاء المميز
الله يعطيك العافية يآرب
بـ نتظـآر آلمزيد من هـذآ العطــآء
دمتى بكًل خير
|
|
|
12-16-2017, 07:54 PM
|
#5
|
رد: العصافير .... أرواحٌ جائلة
*,
،
/،
طرح رآئع وراقي
تحية عطرة ل روحك الجميلة
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء
|
|
|
12-16-2017, 10:11 PM
|
#6
|
url=http://www.tra-sh.com/up/] [/url]
رد: العصافير .... أرواحٌ جائلة
جلب رااائع ومميز
يعطيك العافية
|
|
|
12-16-2017, 10:18 PM
|
#7
|
رد: العصافير .... أرواحٌ جائلة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة akƨǦ̩̥ɪ̣̝̇n̥̥̲̣̥
—-
موضوع مميز بـ تميزك
طرحت فـ أبدعت..
لك مني كل الود والاحترام
منوره بمرورك العطر يالغلا
|
|
|
12-16-2017, 10:20 PM
|
#8
|
رد: العصافير .... أرواحٌ جائلة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاحبة السمو
راق لي ماقدمت
يعطيك العافية
باقات وردي
منوره بمرورك العطر يالغلا
|
|
|
12-16-2017, 10:24 PM
|
#9
|
رد: العصافير .... أرواحٌ جائلة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عنيزاوي حنون
سلمت يدآك ع آلطـرح الانتقاء المميز
الله يعطيك العافية يآرب
بـ نتظـآر آلمزيد من هـذآ العطــآء
دمتى بكًل خير
منور بمرورك العطر
|
|
|
12-16-2017, 10:25 PM
|
#10
|
رد: العصافير .... أرواحٌ جائلة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ms hms
*,
،
/،
طرح رآئع وراقي
تحية عطرة ل روحك الجميلة
شكراً لك من القلب على هذآ العطاء
منوره بمرورك العطر يالغلا
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:38 PM
| | | | | | | | | | |