تشير الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أنّ 46% من نسب الإصابة بتلف الحبل الشوكي (النخاع) تنتج عن حوادث السير، و 23% منها يحدث بسبب العنف، و 21% من الحالات تحدث نتيجة الوقوع والارتطام الشديد، فيما تمثل الإصابات الرياضية نسبة 10% من إجمالي الحالات.
اختصاصي العلاج الطبيعي في المستشفى السعودي الألماني، الدكتور وسام رياض أبو ضفر، يتحدث عن أنواع إصابات الحبل الشوكي وطرق علاجها، بوساطة الحوار الآتي: ما هو الحبل الشوكي؟
النخاع أو الحبل الشوكي هو جزء من الجهاز العصبي المركزي، الذي يبدأ من قاعدة الدماغ، ويمرّ عبر القناة الفقرية للعمود الفقري. وتكمن وظيفته بنقل النبضات العصبية من وإلى الدماغ وتوصيلها الأعصاب الفرعية، وتوصيل الإشارات الكهربائية من وإلى الدماغ، ثم إلى العضلات.
كيف يقع تلف الحبل الشوكي؟
ينجم التلف في أغلب الأحيان بسبب ردّة الفعل الالتهابي، الذي يقوم بها الجسم أثناء الساعات الأولى للإصابة، فتحاول الخلايا الواقعة في منطقة الإصابة مقاومة العدوى الميكروبية عبر إطلاقها موادّ كيميائية معيّنة للمساعدة على التئام الجرح، ما يؤدي إلى تورم المنطقة المصابة بسبب النزيف الداخلي وارتشاح البلازما من الأوعية الدموية.
والتورّم قد يؤدّي إلى تزايد الضغط على المنطقة المصابة، ما ينجم عنه وفاة الأعصاب خلال بضع ساعات؛ لذلك يُعدّ التدخل الطبيّ الفوريّ ضرورياً جداً.
ما هي أنواع إصابات الحبل الشوكي؟
_ إصابة المنطقة السفلى من الحبل الشوكي، ما قد يعرض المريض للشلل التام وفقدان الإحساس.
_كلما اتجهت الإصابة إلى أعلى، في اتجاه أقرب إلى الدماغ، تكون أكثر تدميراً وخطورة وقد تعرّض المريض للوفاة.
_قد ينتج عن إصابة منطقة العنق الشلل الرباعي، الذي يصاحبه فقدان إحساس وعدم القدرة على تحريك الأطراف.
_ينجم عن إصابة منطقة أسفل الظهر شلل في الجزء الأسفل من الجسم.
ما هي أعراض تلف الحبل الشوكي وخيارات العلاج؟
_قد لا يكون الألم الدليل الوحيد على وقوع تلف في الحبل الشوكي.
_شلل أو عجز في أطراف الجسم؛ وتعتمد درجته على شدّة وموقع الإصابة.
_إصابة بعض أو جميع الأطراف بالضعف أو التنميل أو شلل العضلات؛ وهي أعراض فورية تحدث عقب الإصابة في نقطة أسفل الإصابة.
بعض الإجراءات يجب اتخاذها فور وقوع الإصابة، وهي:
_ إذا لم يكن المصاب في حال خطرة، فلا ينبغي تحريكه من مكانه، لأنَّ الحركة وقت وقوع الإصابة قد تسبّب مزيداً من تلف الحبل الشوكي.
_ حقن المصاب بالكورتيزون للتخفيف من التورّم واستعادة تدفق الدم للإعصاب التالفة وإعادة وظائفها في غضون ست ساعات من الإصابة.
_ عمل التصوير الشعاعي اللازم للعمود الفقري والفقرات والمخّ لتقديم الإسعافات اللازمة.
_ يمكن تدارك مضاعفات الإصابة واستعادة بعض وظائف الأعصاب، إذا أمكن تخفيف الضغط على الحبل الشوكي في غضون ساعتين.
_ قد تكون الجراحة ضرورية لبناء الفقرات المحطّمة والتخلّص من الشظايا داخل الحبل الشوكي.
_ برنامج تأهيلي لعلاج المضاعفات، إذ يمكن أن يُشفى المصاب من بعض مشكلات الإحساس والحركة، وأن يستعيد جزءاً كبيراً منها في أسبوع.
_ بدء العلاج الطبيعي أثناء وجود المصاب في المستشفى.
_ التحفيز الكهربائي في الحالات الشديدة للإصابة