السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الهرمونات ودورها بالاضطرابات النفسية بعد الولادة
لعل العديد من السيدات الحوامل لا يعلمن مدى الخطورة التي قد تعانى منها السيدة بعد الولادة بل أن العديد من الأطباء قد لا يعطى الاهتمام الكافي لهده الحالات التي قد تؤدى بالسيدة إلى رفض الاهتمام بوليدها وأحيانا إلى محاوله التخلص منه وعليه ولما تشكله هذه الحالة من خطورة على صحة المرأة و الجنين تقع على عاتق طبيب النسائية مسؤولية خاصة سواء في التشخيص المبكر أو حسن الإدراك والتعاطف مع مريضته و أيضا في العلاج وأساليبه الحديثة في منع حدوث مضاعفات وعلينا إدراك أن غالبيه حالات الاضطرابات النفسية في فتره النفاس قد تكون امتدادا لما يحدث أثناء فتره الحمل أو الولادة وما يصاحبها من ألام وقلق نفسي وعليه فان مراعاة الحالة النفسية للمرأة الحامل سواء من قبل طبيبها أو الزوج أو المحيطين بها له الدور الأساسي في التقليل من حده الانتكاسة المصاحبة لهذه الحالة لذا يجب تثقيف الزوج والمحيطين بالمرأة الحامل بتجنب إخبارها بالأخبار السيئة أو وضع الملامة على الزوجة بنوع المولود القادم أو المعاملة السيئة التي لا تليق بالأنثى بشكل عام والحرص على مشاعرها سواء أثناء الحمل أو الولادة أو ما بعد الولادة بل لا أبالغ بالقول طيلة الحياة الزوجية وهنا وفى هده الحالة ارتأيت أن ألقى الضوء على أنواع ثلاثة من الاضطرابات النفسية التي قد تواجه المرأة بعد الولادة
- اضطرابات مشاعر المرأة بعد الولادة
يحدث في 50% من النساء ويبدأ في اليوم الثاني أو الرابع من الولادة ويستمر لغاية ما يقرب من الأسبوع وهو يعد نوعا من اضطرابات المزاج وليس مرض نفسي وتشخيصه غالبا يعتمد على أعراض تبديها المرأة من حزن عميق إلى بكاء مستمر إلى عدم النوم وعدم القدرة على التركيز وألم في الرأس وعدم الاهتمام الكافي في الطفل وأحيانا رفض كامل للجنين وهنا يأتي دور مستشار النسائية في علاجها و تثقيفها
- اكتئاب ما بعد الولادة
تكون نسبه حدوثه 25% ويكون في خلال السنة الأولى بعد الولادة وتبلغ شدته القصوى بعد أربعه أسابيع من الولادة وتكون الأعراض المصاحبة مابين البسيطة والمتوسطة أو الشديدة في حدتها وقد تضم
- الشعور بالإرهاق والعصبية
- فقدان الشهية الجنسية
- شعور دائم بالذنب
- عدم الاهتمام بالوليد وعدم القدرة على التعامل مع احتياجات الطفل
تتأثر به عاده الزوجات اللواتي يتعرضن إلى خلاف زوجي أو انتكاسه ما على الصعيد العاطفي قبل فتره قصيرة من الولادة وليس أثناء الولادة وهو بحاجه إلى أدويه خاصة مضادة للإحباط من قبل الطبيب.
- اضطرابات نفسية مرافقة للنفاس
تحدث في ولادة من بين كل 500 ولادة وتبدأ في اليوم الثالث إلى السابع من الولادة وهو الأخطر سواء بالنسبة إلى الأم أو للطفل وفى دراسة حديثه بهدا الشأن تبين أن 5% من السيدات يلجان للانتحار وان 4%منهم يقتلن أطفالهن وعلينا الإدراك أن الأعراض المصاحبة له تكون منكره وغير معترف بها من السيدة ويكون مصاحبا لها العديد من التصرفات الشاده
- الوهم
- الهلوسة
- تشوش
- خلل في الإدراك
وتكون النساء اللواتي يكونن عرضه لهذا الاضطراب هن من عانين بالسابق من ما يعرف بالإحباط الجنوني وهنا فان الإدخال الفوري إلى المستشفى هو واجب ودلك للمتابعة الحثيثة للام و الطفل وللعلاج النفسي ومما تجدر الإشارة إليه أن 50% من هؤلاء النساء هن عرضه لتكرار هذا في حملهن القادم .
تمنياتي بالصحة للجميع