الرعدُ يجْلِدُ الشجَرَ ويغتصِبُ الثمرَاتِ ..
في ليلٍ مرعبٍ شاتِ ..
يَلفني خوفي وحيدةً منكسةَ الراياتِ ..
وقفتُ أمامَ مرآةٍ أتأملُ في ذاتي ..
كما يتأملُ الميتُ صورَ الأمواتِ
وقفت أعانقُ خيالاتي أقَبلُ ذكرياتي ..
كما يقبلُ اليتيمُ ثوبَ أمهِ مخنوقَ العَبَراتِ
فلا حبٌ ولا حبيبٌ يُضَمدُ جراحاتي ..
أُسرحُ ظفائري بخجلٍ أَحْلُمُ بفارسٍ آتِ
أَهمِسُ مرآتي خوفاً من أَنْ تفتِنَ الجدرانَ حكاياتي ..
كالأطفال ِ أَحمِلُ دُميتي وأَحكي لها معاناتي
علها تخبِرُهم بَعْدَ مماتي ..
أني فجرتُ عواطفي ليستحيلَ عليهم جمعُ رُفاتي
كمْ حَلَمْتُ يا دُمْيَتي ..
بحب يمزقُ قائمةَ الممنوعات
يأخُذُني إلى حدودِ المستحيلاتِ ..
فوقَ القمرِ نحو الشمسِ بين الغابات ِ
يَعْصِفُ بي فَتُبْحِرُ نحوَ ذراعَيْهِ شراعاتي ..
فقد سئِمتُ أنْ أكونَ معشوقةَ السكارى
مَعْبَدَ الرغَبَاتِ
تعِبْتُ فجفت عواطفي وتكلست قُبُلاتي ..
حالي حالُ كل الفتياتِ
نقاسي برَدَ الليلِ وَنَقْضِي النهارَ في الظلُمَاتِ ..
وتبقى الحريةُ حبيسَة الكلماتِ
مشنوقةً على الجدرانِ في مقبرةِ الشعارات ِ..
يَلوكُها الفتى كما يلوكُ أعراضَ البناتِ
وهو يَغْرَقُ في المُحَرماتِ ..
وَيَحْرُسُ قفصَ العاداتِ
فمن يَسْقِي السُم للزهَرَاتِ ..
من يزرعُ بين الضلوعِ سنابلَ الآهاتِ
من أَدمى أجسادَ النساءِ بالجَمَراتِ ..
من أحرقَ أحلامَ البريئاتِ
وفي آخرِ الليلِ على سريرِه
ظن أنه فاتحُ الفتوحاتِ ..
ونسِيَ أن للعرشِ رباً رَفَعَ السماواتِ
أستجير بك يا خالقَ الكونِ فاستَجِبْ دَعَوَاتي ..
أستجيرُ بك مِنْ أولئِك الذين تبرأُوا
من أَرحامِ الأمهاتِ