الصحابي حذيفة بن اليمان العبسي (رضى
الله عنه )
ناصر رسول الله وصاحب السر وحامل لواء النصر في نهاوند
حذيفة بن اليمان وكنيته ابو عبدالله وهو حذيفة بن حسل بن جابر العبسي من عس حليف لبني الاشهل وهو من كبار الصحابة وكان والده حسل يلقب باليمان ولمكانة حذيفة في الصحابة فقد خيره
رسول الله صلى
الله عليه وسلم قائلا له ان شئت كنت من المهاجرين وان شئت كنت من الانصار فاختار النصرة فقال النبي الاكرم صلى
الله عليه وسلم فانت منهم وكان
رسول الله قد اعلمه باسماء المنافقين فكان صاحب سره وكان عارفا بالمنافقين حتى ان عمر الفاروق (رضى
الله عنه) ساله افي عمالي احد من المنافقين فقال نعم واحد فقال من هو ؟ قال لااذكره قال حذيفة فعزله كانما دل عليه وكان عمر اذا مات ميت يسال عن حذيفة فان حضر الصلاة عليه صلى عمر عليه وان يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر (رضى
الله عنه) قال حذيفة كان الناس يسالون
رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن الخير وكنت اساله عن الشر مخافة ان يدركني فقلت يارسول
الله انا كنا في جاهلية وشر فجاءنا
الله بهذا الخبر فهل يعد هذا الخبر من شر قال نعم قلت هل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذك الخير من شر قال نعم دعاة الى ابواي جهنم من اجابهم اليها قذفوه فيها قلت يارسول
الله صفهم لنا فقال نعم من جلدتنا ويتكلمون بالستنا قلت فما تامرني ان ادركني ذك قال تلزم جماعة المسلمين وامامهم قلت فلم لم يكن لهم جماعة ولا اما قال فاعتزل تلك الفرق كلها
ولو ان تعض باصل شجرة حتى يدركك الموت وانت على ذلك .
شهد حذيفة الحرب بنهاوند فلما استشهد النعمان بن المقرن امير الجيش اخذ الراية حذيفة وكان فتح همدان والري والدينور على يده وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين وتزوج بها واستعمله عمر على المدائن في العراق
فلم يزل بها حتى مات بعد مقتل عثمان بن عفان (رضى
الله عنه) وقبره في المدائن في العراق معروف وقد روى حذيفة احاديث كثيرة عن
رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقد اخرج له في المسند الجامع مئة واربعون حديثا في مختلف الابواب ومن احاديثه عن شقيق عن حذيفة ين اليمان قال كنا عند عمر فقال ايكم يحفظ حديث
رسول الله صلى
الله عليه وسلم في الفتنة قال : فقلت انا قال انك لجرئ وكيف قال قلت سمعت
رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول( فتنة الرجل في اهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ) فقال عمر ليس هذا اريد انما اريد التي تموج كموج البحر قال فقلت مالك ومالها ياامير المومنين ان بينك
وبينها بابا مغلقا قال افيكسر هذا الباب ان يفتح قال قلت لا بل يكسر قال احرى ان لايغلق ابدا .
يقول احد العلماء
( لما اهل الاسلام بنور على جزسرة العرب كان اليمان ابو حذيفة احد عشرة من بني عبس وفدوا على الرسول واعلنوا اسلامهم بين يديه قبل ان يهاجر الى المدينة ومن هنا كان حذيفة مكي الاصل مدني المنشأ لازم حذيفة
رسول الله صلى
الله عليه وسلم ملازمة العين لاختها وشهد معه المواقع كلها الا بدرا تصدق بدبة ابيه التي اعطاها له
رسول الله بعد ان خر صريعا بسيوف المسلمين فقال يغفر
الله لكم وهو ارحم الراحمين اللهم اشهد اني تصدقت بديته على المسلمين فازداد بذلك منزلة عند
رسول الله صلى اله عليه وسلم سبر
رسول الله غور حذيفة بن اليمان فتجلت له فيه خلال ثلاث ذكاء فذ يسعفه في حل المعضلات وبديهية مطاوعة تلبية كلما دعاها وكتمان
السر فلا ينفذ الى غوره احد وكانت سياسة الرسول تقوم على اكتشاف مزايا اصحابه والافادة من طاقاتهم الكامنة
في ذواتهم وذلك بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وكانت اكبر مشكلة تواجه المسلمين في المدينة هي وجود المنافقين من اليهود واشياعهم ومايحوكونه للنبي والمسلمين من دسائس فاطلع
رسول الله حذيفة بن اليمان باسماء المنافقين وهو سر لم يطلع عليه احدا من اصحابه وعهد اليه برصد حركاتهم وتتبع نشاطهم ودرء خطرهم
عن الاسلام والمسلمين ولعل قليلا من الناس يعلم ان حذيفة بن اليمان فتح للمسلمين
نهاوند والدينور وهمدان والري وكان سببا في جمع المسلمين على مصحف واحد وقال في وقت وفاته اللهم انك تعلم اني كنت احب الفقر على الغنى واحب الذلة على العز واحب الموت على الحياة ثم قال وروحه تفيض حبيب جاء على شوق لا افلح من ندم .
بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي
المصادر
1- المسند الجامع
2- ترجمته في طبقات سعد
3- المعجم الكبير للطبراني
4- تاريخ الاسلام
5- الاستيعاب
6- المعارف بن قتيبة
7- الكاتب عبدالعزيز ياسين