إطلالة على القناة الكبرى في البندقية، من جسر "ريالتو"
البندقية مدينة إيطاليّة فريدة من نوعها، مشيّدة على 118 جزيرة مفصولة بوساطة القنوات، فيما تلعب الجسور دور ربط الأنحاء ببعضها البعض، فهناك 170 قناة وأكثر من 400 جسر.
تعدّ البندقية المدينة الخالية من السيّارات الأكثر كبراً في أوروبا، فيما وسيلة النقل هي قارب التجديف التقليدي المسمّى الجندول، مع ضمّ "بروج" أكثر من 350 مركبة منها.
يبلغ طول القناة الكبرى 3800 متر، وهي الممر المائي الرئيس في البندقية، علماً أن الرحلة تمتدّ عبر القناة الكبرى والقنوات الصغيرة الأخرى، كما تسمح بالإطلالة على مناظر خلّابة عائدة للقصور الرائعة والمباني التاريخية...
لدى زيارة البندقية، لا بدّ من استكشاف:
• جسر ريالتو: يبدو جسر "ريالتو" التاريخي المقوّس في "القناة الكبرى"، ويمثّل الجسر الأكثر قدماً في القناة. منذ القرن الثاني عشر، كان عرف الهدم وإعادة البناء مراراً. كان Nicolò Barattieri وضع أساس هذا الهيكل الجميل في عام 1178، عندما كان ممرّاً خشبيّاً عائماً يهدف إلى ربط جانبي القناة. ثمّ، تحوّل "ريالتو" إلى جسر خشبي متحرّك طالته النيران في حادثة حريق "ريالتو" العظيم عام 1514. أمّا في عام 1588، فقد بدأ أنطونيو دا بونتي بتحويل الجسر إلى حجري مقوّس كما يراه السائحون راهناً.
• "سان ماركو": كانت الساحة المذكورة مكاناً هامّا لالتقاء السائحين بالمحليين. الجدير بالذكر أن نابليون وصف ذات مرّة "ساحة القديس مارك"، قائلاً إنّها "غرفة الرسم في أوروبا" بسبب الهدوء الرائع الذي تتمتّع به. كان الهدف من الساحة الرائعة إظهار ثروة المدينة، بخاصّة للشخص الآتي إليها من الواجهة المائيّة. تعرف الساحة كل المصالح من خلال مبانيها السياسيّة والدينيّة والتاريخيّة والفكريّة، ومنها: كنيسة القديس مرقس وبرج جرس القديس مارك وقصر دوجي ومكتبة سانت مارك الوطنية والمتحف الأثري الوطني، من دون الإغفال عن العديد من المقاهي.
• "مسرح لا فينيس": يعدّ أحد دور الأوبرا الأكثر أهمّية في العالم، كانت النيران التهمت البناء لثلاث مرّات على مرّ التاريخ. لكن، أعيد بناء المبنى الحالي في عام 2004، ما يجعل المكان يرمز إلى النهوض من تحت الرماد، مع ضمّ تصميم داخلي مذهل بزخارفه المعقّدة. يستضيف الدار حفلات الأوبرا والموسيقى الحيّة وعروض الباليه، التي يمكن للزائرين الاستمتاع بها.
مدينة "بروج" تُعرف بقنواتها الجميلة
تشتهر مدينة "بروج" البلجيكيّة، والتي يرجع تاريخها إلى القرون الوسطى بقنواتها الجميلة، وتعرف باسم "فينيسيا الشمال"، مع الإشارة إلى أن الرحلة السياحيّة في القناة تمثّل أفضل طريقة لمشاهدة المدينة. علماً أنّه يمكن الوصول إلى خدمات القوارب في المدينة من مواقع مختلفة.
في "بروج" السياحيّة، تتعدّد نقاط الجذب، منها:
• ساحة السوق: تعد السوق المصمّمة وفق طراز العصور الوسطى موقعاً لمعالم "بروج" الجذابة، بما في ذلك برج الجرس (بلفور) ومحكمة المقاطعة. في وسط الساحة، يقف تمثال الثنائي يان بريدل وبيتر دي كونينك، اللذين لعبا أدواراً قيادية في المقاومة الفلمنكية ضد الفرنسيين في معركة "غولدن سبيرز" عام 1302.
• بحيرة "مينيواتر": تحيط حديقة بالبحيرة، التي كانت تُعرف منذ فترة طويلة بأنّها مكان رومانسي للتنزه، إذ يطلق على "مينيواتر" لقب "بحيرة الحب"، وهي تمثّل مكاناً رائعاً لأي شخص يبحث عن بعض الوقت الهادئ في الطبيعة. تأوي البحيرة طيور البجع، كما تبدو مزنّرة بالبيوت البلجيكية التقليدية المبنية من الطوب.
• "بيلفري بروج": يرجع تاريخ برج الجرس إلى العصور الوسطى، وتحديداً إلى عام 1240، فكان شُيّد البرج في وقت كانت فيه المدينة لاعباً رئيساً في صنع الملابس. كان أعيد بناء البرج بعد أن أكلته النيران، كما تكرّرت حوادث الحريق في قرون لاحقة. هناك، لا تفوّت مغامرة الصعود إلى أعلى البرج، لمكافأة الذات بعد اجتياز 366 درجة بإطلالة بانوراميّة على المدينة.
لقطة من قرية "جيثورن" الهولندية
تقع قرية "جيثورن" الجذّابة، في مقاطعة "أوفرآيسل" بهولندا، وهي عبارة عن أراض تجتازها القنوات. تتصل جنبات القرية ببعهضت البعض، وساطة أكثر من 180 جسراً.
يطلق على "جيثورن" لقب "فينيسيا هولندا"؛ تلزم زيارة المكان بالتنقّل في أنحائه بالقوارب المزوّدة بمحركات كهربائية "صامتة".
كانت شيّدت القنوات الواسعة والمنخفضة خلال القرن السابع عشر، لغرض أساسي متمثّل في نقل المزارعين وبضائعهم. لكن، على عكس شبكات القنوات الأخرى في هولندا، تتميز ممرات "جيثرون" المائيّة بضمّ جسور شاهقة الارتفاعات وضيّقة، بما يسمح للسفن المرور تحتها.
الجدير بالذكر أن متنزّه De Weerribben-Wieden الوطني يحيط بـ"جيثورن"، وهو من أكبر المتنزهات الوطنيّة في هولندا، إذ يمتدّ على أكثر من 100 كيلومتر مربع، ويضمّ المستنقعات التي أجليت على مر القرون من أجل إنتاج نبات الخث (البيتموس)، الذي كان من السلع الأكثر قيمة المتوافرة في هولندا على مرّ تاريخ البلاد. اليوم، تتميز الحديقة بممرّاتها المائيّة وروعتها الطبيعيّة، بالإضافة إلى البقع العشبيّة ضمن الأراضي، والتي تأوي الحيوانات، بما في ذلك اليعسوب الأخضر وثعلب الماء والفراشة النحاسية الكبيرة...