06-15-2015, 04:37 PM
|
|
|
|
الإيمان بالله سبحانه والتعرّف عليه بأسماء كماله
إن الإيمان بالله سبحانه والتعرّف عليه بأسماء كماله، ونُعوت جلالِه، وأوصاف جمالِه، والتعبّد لله بمقتضاها، ومُعايشتها واقعًا حيًّا هو أساس الإسلام، وقاعدة الإيمان، وثمرة شجرة الإحسان، وجنّة الدنيا قبل نعيم الجِنان!
يقول ابن القيّم رحمه الله واصفًا هذه الجنّة:
"فعِلْم العبد بتفرّد الرب تعالى بالضرّ والنفع والعطاء والمنع، والخلق والرزق والإحياء والإماتة، يُثمر له عبودية التوكل عليه باطنًا، ولوازم التوكل وثمراته ظاهرًا، وعِلمه بسَمعه تعالى وبصره وعلمه، وأنه لا يخفى عليه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، وأنه يعلم السرّ وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، يُثمر له حفظ لسانه وجوارحه، وخطرات قلبه عن كل ما لا يُرضي الله..
وأن يجعل تعلق هذه الأعضاء بما يحبه الله ويرضاه، فيثمر له ذلك الحياء باطنًا، ويثمر له الحياءُ اجتناب المحرمات والقبائح، ومعرفته بغناه وجوده وكرمه وبره وإحسانه ورحمته توجب له سعة الرجاء، وتثمر له ذلك من أنواع العبودية الظاهرة والباطنة، بحسب معرفته وعلمه..
وكذلك معرفته بجلال الله وعظمته وعزّه تثمر له الخضوع والاستكانة والمحبة، وتثمر له تلك الأحوال الباطنة؛ أنواعًا من العبودية الظاهرة هي موجباتها! وكذلك علمه بكماله وجماله وصفاته العُلى يوجب له محبةً خاصة بمنزلة أنواع العبودية، فرجَعت العبودية كلها إلى مقتضى الأسماء والصفات".
حقًّا! إنها جنة الدنيا قبل جنة الآخرة، ومن حُرم هذه؛ حُرم تلك.
فمعرفتُك ربَّك على هذا النحو تدفعك دفعًا إلى مراقبته، في السرّ والعلَن، وافتقارك التامّ دومًا وأبدًا إلى عفوه وإحسانه، فمَن عرَف حقيقة ربّه عرف حقيقة نفسِه: "فمَن عرف ربَّه بالغنى المُطلق عرف نفسه بالفقر المطلق، ومن عرف ربه بالقدرة التامة عرف نفسه بالعجز التام، ومن عرف ربه بالعزّ التام عرف نفسه بالمسكنة التامة..!
ومن عرف ربه بالعلم التام والحكمة عرف نفسه بالجهل، فإن الله سبحانه استأثر بالكمال المطلق، والحمد والثناء والمجد والغنى، والعبد فقير ناقص محتاج، وكلما ازدادت معرفة العبد بنقصه وعيبه وفقره وذلّه وضعفه ازدادت معرفته لربه بأوصاف كماله" (انظر: مفتاح دار السعادة، وطريق الهجرتين).
|
|
hgYdlhk fhggi sfphki ,hgjuv~t ugdi fHslhx ;lhgi fHslhx fhggi sfphki ugdi ,hgjuv~t
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:29 PM
|