قال رضي الله عنه :
«لو طهرت قلوبكم، ما شبعت من كلام الله عز وجل».
الزهد؛ لأحمد بن حنبل (ص106).
ومن خطبه الوعظيَّة التي خطبها في آخر حياته قوله رضي الله عنه :
«إنَّ الله إنَّما أعطاكم الدُّنيا لتطلبوا بها الآخرة، ولم يعطكموها لتركنوا إليها، إنَّ الدُّنيا تفنى، وإنَّ الآخرة تبقى، لا تبطرنَّكم الفانية، ولا تشغلنَّكم عن الباقية، وآثروا ما يبقى على ما يفنى؛فإنَّ الدُّنيا منقطعة، وإنَّ المصير إلى الله، اتَّقوا الله فإنَّ تقواه جنَّةٌ من بأسه، ووسيلةٌ عنده، واحذروا من الله الغير، والزموا جماعتكم لا تصيروا أحزابًا {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}[آل عمران: 103] ».
البداية والنهاية (7/241).
ومن مواعظة البديعة قوله رضي الله عنه:
«ما من عاملٍ يعمل عملًا إلاَّ كساه الله عز وجل رداء عمله». ويروى عنه أنَّه قال «ما أسرَّ أحدٌ سريرةً إلا أبداها الله على صفحات وجهه، وفلتات لسانه».
فضائل عثمان بن عفان؛ لعبد الله بن أحمد (ص116).
وقال مرةً رضي الله عنه :
«لو أنَّ عبدًا دخل بيتًا في جوف بيتٍ فأدمن هناك عملًا، أوشك الناس أن يتحدَّثوا به، وما من عاملٍ يعمل إلا كساه الله رداء عمله؛ إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًا فشرٌّ».
الزهد والرقائق؛ لابن المبارك، والزهد؛ لنعيم بن حماد (2/17).
ومن مواعظه رضي الله عنه في شأن الولاية:
«إنَّ الله ليزع بالسُّلطان، ما لا يزع بالقرآن».
البداية والنهاية (2/12)، الكامل في اللغة والأدب (1/214)، ويروى أيضًا عن عمر، انظر: الدر المنثور، في التفسير بالمأثور (5/329).
ومن مواعظه رضي الله عنه العظيمة في الخمر:
«إيَّاكم والخمر؛ فإنَّها مفتاح كلِّ شرٍّ! أتي رجلٌ فقيل له: إمَّا أن تحرق هذا الكتاب، وإمَّا أن تقتل هذا الصبيَّ، وإمَّا أن تقع على هذه المرأة، وإمَّا أن تشرب هذه الكأس، وإمَّا أن تسجد لهذا الصليب! قال: فلم ير فيها شيئًا أهون من شرب الكأس، فلمَّا شربها، سجد للصليب، وقتل الصبيَّ، ووقع على المرأة، وحرق الكتاب!».
التمهيد (15/10).
قيل لعثمان رضي الله عنه: ما منعك من شرب الخمر في الجاهليَّة ولا حرج عليك فيها؟
قال: «إنِّي رأيتها تُذهب العقل جملةً، وما رأيت شيئًا يذهب جملةً ويعود جملةً».
العقد الفريد (8/52).
ولنختم بكلماتٍ قالها رضي الله عنه في إحدى خطبه:
«أيُّها الناس، اتَّقوا الله؛ فإنَّ تقوى الله غنمٌ، وإنَّ أكيس الناس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، واكتسب من نور الله نورًا لظلمة القبر، وليخش عبدٌ أن يحشره اللهأعمى وقد كان بصيرًا، واعلموا أنَّ من كان الله له لم يخف شيئًا، ومن كان الله عليه فمن يرجو بعده؟!».
البداية والنهاية (7/241).