وضع قصر الطين زوار جناح قرية عسير بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 33"، في قلب "الزمن الجميل"، بعد تجديده وإضافة لمسات جديدة داخله.
وتمثلت هذه اللمسات في متحف رائع يجمع تراث المنطقة عامة ومحافظة خميس مشيط بشكل خاص بما يقارب ثلاثة آلاف قطعة تراثية مقسمة بطريقة مختلفة وتوزيعها لتغطي كافة أقسام القصر مع فرزها إلى مجموعات كي تُسهّل على الزوار معرفة ما يحويه كل ركن من تراث وأدوات الآباء والأجداد.
ومن أبرز الأقسام؛ قسم الحرفيين، الذي يضم أدوات النجارة والحدادة والصياغة والإنارة والخرازة، فيما يشمل ركن الزراعة الأدوات الزراعية المختلفة التي تستخدم في حرث وحصاد المحاصيل والسقاية وشدادات ربط الدواب والأحمال.
ويجمع ركن التعليم بين الأدوات المدرسية القديمة والدراجات التي كانت وسيلة مواصلات معظم الطلاب في تلك الحقبة الزمنية وزي وزارة المعارف الذي كان يتم صرفه لهم آنذاك، ومكتبة تحتفظ بعدة كتب ومجلات وصحف قديمة يتجاوز عمرها 38 عاماً، والنسخ الأولى من بعض الصحف المحلية.
أما السوق الشعبي فهو عبارة عن "بقالة مصغّرة " تباع بها المحاصيل الزراعية من قمح وشعير ودُخن ومكاييل قديمة وميزان للأحمال الثقيلة التي تتراوح ما بين 30-100 كجم.
وكان الأجداد، بمختلف مستوياتهم المعيشية يتنافسون على إكرام الضيف ويتم حفظ المحاصيل في "المخوال" أي المستودع، وعند حضور الضيف يتم فتح المخوال لأداء واجب الضيافة له من خيرات ومحاصيل المنطقة والمحافظة والأسرة ذاتها.
وتضمنت المعروضات ملبوسات المرأة قبل وبعد الزواج وهودج العروس والهندول والفضيات والحلي، بالإضافة إلى زي الرجل وعتاده الحربي وأدوات الكي والحلاقة والاتصالات القديمة.
من جهته، قال مشرف متحف خميس مشيط أحمد الشهراني: مشاركة المتحف في مهرجان "الجنادرية 33" نقلة نوعية وتجربة ثرية لعرض تراث منطقة عسير ومحافظة خميس مشيط وربط الجيل الحالي بالماضي الجميل وتجديد هذا الإرث القديم العظيم من عراقة الآباء والأجداد على مر التاريخ.
وأضاف: فكرة تواجد هذا المتحف خلال النسخة 33 من الجنادرية تم طرحها على محافظ خميس مشيط واعتمدها بشكل مباشر ووجه بدعمه وتنفيذه ليكون مزاراً يستحق التواجد في هذا المحفل الوطني العالمي الذي يجمع تراث وثقافة المجتمع السعودي في الماضي والحاضر، ويعتبر الأبرز والأجمل من حيث التنوع والتطوير، كما أنه فرصة حقيقية أمام الجميع لإحياء تراثهم وموروثهم باهتمام كبير من ولاة الأمر.