لطالما أظهرت اهتماماً بالقلب، فهذا الجزء من الجسم هو حقاً المكان الذي نجد فيه توازننا والذي تنشأ فيه الحياة. وبعد تجربة الولادة الأولى الصعبة التي مررت بها والوقت الطويل الذي استغرقته للتعافي، عانيت بشكل مباشر بعض القيود المفروضة عليّ بشأن ممارسة البيلاتس التقليديّة. ولاحظت أيضاً أنّ الكثير من النساء في مجتمعي يواجهنَ تحديات مماثلة. وكان التركيز على القوّة المفرطة الأساسيّة في البيلاتس يعطي نتائج عكسية لإعادة تأهيلنا بعد الولادة سواء جسدياً أو عاطفياً. إذ لا ندع العضلات تسترخي أبداً، فتصبح بالتالي مشدودة، وهذا ما لا نريده لنسترجع قوّتنا الجسدية والنفسيّة. لذلك باشرت في دمج مجموعة متنوّعة من تقنيات التنفّس التي بدأت في تحرير بطني وقاع حوضي. ورحت أيضاًَ اكتشف الأبعاد الروحية والاجتماعية للحركات التي كنت أقدّمها. ولأنّ مرحلة ما بعد الولادة يمكن أن تكون صعبة، حيث تنعزل السيّدة عن محيطها، قدّمت برامج تساعد النساء على التواصل مع الآخرين أثناء إعادة الاتّصال بأنفسهنّ... وعرضت مقاربة للبيلاتس مفعمة بالحيوية وموجّهة نحو المجتمع وشاملة لعلاج القلب وتقويته.
ما هي أهميّة أن تحافظ المرأة الحامل على لياقتها أثناء الحمل؟ وكيف تساعدها البيلاتس في تحقيق هذا الهدف؟
تعتبر البيلاتس المعتدلة قبل الولادة طريقة لطيفة وآمنة وفعّالة للحفاظ على لياقة المرأة أثناء الحمل. فقد ثبُت أنّ الحفاظ على نشاط بدني منتظم أثناء الحمل له آثار إيجابيّة عدّة، منها تجنّب آلام أسفل الظهر وتقليص مدّة المخاض وتقليل حدوث الولادات الجراحيّة. وأنا أشجّع النساء على أن يكنّ لطيفات مع أنفسهنّ ولا يحرمنَ ذاتهنّ من شيء يطلنَه، وفي نفس الوقت فليحاولنَ تناول كميّات معتدلة من المأكولات الدسمة ليتفادينَ مشاكل صحيّة هنّ في غنى عنها.
هل من تمارين بيلاتس معيّنة تشكّل خطراً على صحّة المرأة الحامل؟
حتّى لو كانت تمارين البيلاتس متوسّطة الصعوبة، تبقى بعض المخاطر لممارستها أثناء الحمل واردة وتحديداً في صفوف غير مخصّصة للحوامل. إذ بعضها قد يتسبّب بتمدّد جدار البطن، وقد يؤدّي إلى حدوث حالات من الفتق السري. لذلك من المهم حقاً حضور دروس بيلاتس مخصّصة للحوامل وليس تلك العادية. لذلك فإنّ فصول The Core Connect التي تسبق الولادة تقدّم مجموعة متنوّعة من تقنيات التنفّس لإعداد النساء لتجربة ولادة سلسة. وهي متوافرة أونلاين أو عبر صفوف مباشرة لتتناسب مع احتياجات كلّ امرأة.
ما هي المشاكل التي تتخلّص الحوامل منها لدى ممارسة تقنيّتك الجديدة؟
تساعد البيلاتس في علاج مجموعة متنوّعة من المشاكل المتعلّقة بالحمل مثل آلام أسفل الظهر وأعلى الظهر أو توتّر الرقبة أو المعصم، بفضل تركيزها على التمدّد وراحة العضلات. كذلك، تفيد في التخفيف من أمراض الحوض التي تعانيها النساء كالألم الشديد لدى الاستدارة في الفراش أو الخروج من السيّارة أو ممارسة الرياضة.
تقدّمين استشارات عبر الإنترنت وصفوفاً مباشرة، أخبرينا عن النوعين وعن الفرق بينهما وهل تحصل المرأة على الفوائد كاملةً عبر الإنترنت أيضاً؟
يعتمد الأمر حقًا على مدى إدراك كلّ سيّدة لطبيعة جسمها. فإذا كانت تعرفه جيّداً، ستكون الصفوف عبر الإنترنت مثاليّة لها. ولكن إذا كانت بحاجة إلى الكثير من التوجيه والمساعدة الحسيّة، فمن المؤكّد أنّ الجلسات الشخصيّة ستعود بفائدة أكبر على صحّتها.
كيف تختلف برامج البيلاتس بين النساء الحوامل واللواتي أنجبنَ قبل فترة ؟
أثناء الحمل، تحتاج النساء إلى الحفاظ على لياقتهنّ والاستعداد جسديّاً ونفسيّاً للولادة، وتعلّم كيفية تحرير قاع الحوض والاستسلام لعملية أكبر منهنّ وهي الولادة الطبيعيّة. وعلى العكس، تحتاج النساء بعد الولادة إلى إعادة التركيز والاتّصال مع الذات وتقوية العضلات والقدرات الداخليّة والجسديّة من خلال مجموعة حركات دقيقة.
أخبرينا عن أهميّة تمارين البيلاتس للنساء بشكل عام وما الذي جعلكِ تركّزين على هذا النوع من الرياضة؟
تتمحور البيلاتس حول الوضعيات الصحيحة، وتجنّب الحركات التي تقودنا إلى الشعور بالألم. إنّها فعلاً تغيّر حياتك في حال واجهت أوجاعاً في العضلات لأنّ الجسم يصبح أكثر رشاقة وقوةً. وصرت أحبّ رياضة البيلاتس، فبعد سنوات من العمل كلاعبة جمباز كنت أعاني إصابات في القدم والحوض وعلى الرغم من العلاج الطبّي، لم يتمكّن المختصّون من التخلّص من ألمي إلى أن بدأت بممارسة البيلاتس لتتغيرّ حياتي كلّها. لذلك أنصح السيّدات بتجربتها، فهي لا تكلّف الكثير إنّما تعزّز صحتهنّ النفسيّة والجسديّة.
فأثناء التمرين ينصبّ الانتباه على إتقان الوضعيّة أو الحركة، فتتوقّف الثرثرة الذهنيّة ويبقى التركيز هو ما يجعل هذه التمارين مفيدة للغاية، إذ تساعد في التخلّص من القلق والتوتّر أيضاً.