ذلك أن مشعـل اليقين يلــوح في سمـائنـا دومــا
نعــم
يقين أن الله يـرانـا ويسمعنـا ويعلـم جـراحــات قلوبنــا
يسمع أنين تـوجعنـا ودعــــــاء تضـرعنـا
يسمع خفقـات قلوبنـا وخفي دعــائنــا
يثقل ألسنتنا عن اللهـج بـه
يسمـع زفـرات الصـدر المثقـل
ويرى دمعـات العين الملتهبــة
ويعلـم سـر شكوانـا وحقـائق أحوالنـا
وهـو اللطيـف الخبيـر
ماابتلانـا إلا ليعـافينـا
وماحـرمنـا إلا ليعطينـا
وماأظمأنـا إلا ليسقينـا
يقلـب القلـوب الضعيفــة بألـوان
البلايـا حتى تشفـى من عللهـــا
وتحيـا حيـــاة طيبــــــــة في عبوديتهــــا لربهـــا
يقلبهـــا ويـذيقهـــا صعوبـــة المجـاهــــدة وألــــم التمحيـــص
حتـى يميــز الخبـيـث من الطيـب
( وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ )
لابـد من لسعـة المجـاهــدة
حتى لايبقى في القلب إلا الله
ولا يحلـو للسـان أن يترنـم إلا بـ لاإله إلاالله
إن الله يأخـذ بأيـدينـا إذا ثقلت
علينـا مشقــــة المجـاهــــدة
ويطـوي الأرض إذا طـال مسيرنـا في الليل
المـدلهــم لأنه يريـدنا أن نصل إليه
فو الله لو أنه يريد لنـا العـذاب ماهـدانـا
لطاعتـه ولا أكرمنا لنكون من عباده
ولكنهــا الأمانـــة لايحملهـــا إلا قلوب
ذاقت مـــرارة الحيـــاة
ولسعتهــــا جمـــــــرة الابتـــلاء
ولنخطئ مـــرة ولنتعثــر مــرات في الطريــق
لتضعف قوانـــا مــرة وتتلاشــى مــرات
ولكن
لـه عاقبتهـــا فيـرى من سعـى
ممن استسلـم لحــال نفســـه
ويئس من رحمــــة ربـــه
وكـل حركــــة يائســـة لاثمــرة لهـــا
إلا زيـــادة الكـرب والضيـق
ولكننـا عنـدمـا نسيـر بثقـة ورجـــاء نتـذوق
أول الثمــــار وهي :
الطمـأنية بالله
فلنكـن ممن صنـع من ألمــــه سلمـا لنجـاتـه من ضيق الـدنيــا
إلـى سعــة الآخــرة والله لايضيـع أجـر المحسنين
وإنـه من أعظم احسـان العبــد لنفســه
أن يـدفع الضر عنهـا بكل وسيلـة
ولنكـن ممن يأخــذ الحـق بقـوة ويعطيــه بقـوة
كما قال سبحانـه :
( خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ )
لاتحزن
إذا منع الله عنك شيئا تحبه
فلو علمتم كيف يدبر الرب أموركم !
لذابت قلوبكم من محبته
لِنُحسِن الظنّ بالله سُبحـانه
فـ لُربّما منع أبواب السّماء أنْ تُفتَح
لـ دعواتنا لذنبٌ عصينا الله به
ومَع ذلك لا تحزن
فلُطف الله وإحسـانه أعظم
مما يُخيّل للنّفوس وتتصوّره !
حتّى الدّعوات سـنراها يوم القيامة حسناتٍ نتمنّى
في حين أنّها لم تُستجب
لَنا في الدّنيا دعوةٌ وآحده
وهكذا عطاءٌ عظيمٌ باذخ لسنا نُحصِيَهُ
يآالله ماألطفك وماأكرمك
ماأعظم إحسانك وماأجود عطاءَك
وإن طال ليل الصابرين
فـإنه ليل يغشآه نورٌ على نورْ
أسأل الله أن يجعل نفوسنا مطمئنه وأن نحيا حياة طيبه
في طاعة الله كي نفوز في الدارين