جاء في
القران الكريم كلمة
العاقر والعقيم في العديد من الايات القرانية التي أوضح فيها رب العزة سبحانه الفرق بين حقيقة معني
العاقر والعقيم وما يتعلق بهم من حقائق علمية وطبية .
ورد ذكر العقيم في القران الكريم :-
فقال تعالي " وفي عاد أذ أرسلنا عليهم الريح العقيم " الذاريات 41
وأيضا " ولا يزال الذين كفروا في مرية منة حتي تاتيهم الساعة أو ياتيهم عذاب يوم عقيم " الحج 55
كما قال تعالي " أو يزوجهم ذكرانا وأناثا ويجعل من يشاء عقيما إنة عليم قدير " الشورى 50
" فأقبلت أمراته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوزا عقيم , قالوا كذلك قال ربك إنة هو الحكيم العليم " الذاريات 290
وورد ذكر عاقر في القران الكريم :- وردت كلمة عاقر ومشتقاتها في العديد من الأيات وبيانها:-
"قال رب أني يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وأمرأتى عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء" ال عمران40
" وأني خفت الموالي من ورائي وأمرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا " مريم 5
" قال رب أني يكون لي غلام وكانت أمرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا " مريم 8
"فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح أئتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين" الأعراف77
إلى غير ذلك من الايات الكريمة التي وردت فيها ذكر عقر أهل صالح للناقة .
وجاءت كلمة عاقر في هذة الايات الكريمة بمعاني متقاربة فقول الله تعالي عن زوجة سيدنا زكريا " وكانت أمرأتي عاقر " تعني عاجزة عن الإنجاب .
وقول الله تعالي " عقروا الناقة " بمعني جعلوها غير قادرة علي السير وذلك حتى لا تتوجه إلى مكان الماء التي كانت تشرب منه , لان أهل سيدنا صالح إذا كانوا قد قتلوها لورد ذلك صراحة في
القران الكريم .
معني عاقر:- عاقر في اللغة العربية تعني فقد الشيء منفعته علي الرغم من وجودة ولكنة لا يستطيع القيام بوظيفتة علي أكمل وجه .
فقول الله تعالي " عقروا الناقة " أي أحدثوا بها عجزا أو شيء جعلها غير قادرة علي القيام بدورها , وقد أختلف المفسرون في تفسير عقروا الناقة منهم من قال عقروا بمعني أصابوها بالسهام في ظهرها ومنهم من قال عقروا أي ذبحوها ومنهم من قال أصابوا ساقها وهذا الاقرب إلى الصواب ذلك لان قوم سيدنا صالح كانوا يريدون منع الناقة من الشرب من الماء دون قتلها فقاموا إما بقطع ساقها أو قيدها حتي لا تشرب من الماء الذي كان قد جعلة الله قسمة بينهم وبين الناقة التي عقروها .
معني عقيم :- عقيم تعني انعدام النفع والفائدة في أصل الشيء أو أنة لا يأتي منه أو من بعده شيء أخر يخلفه ( ما يخلفه من مثله ) .
فقول الله تعلي " ريح عقيم " تعني ريح ليس بها نفع ولا فائدة مجردة من الخير وهي علي خلاف الرياح المبشرات بالمطر .
وقول الله تعالي " عذاب يوما عقيم " عذاب يوم لا نفع ولا خير فية ولا يأتي من بعده أيام أخري وهذا المعني وهو أنة يوم لا يأتي من بعده أو من بعده أيام أخري يؤكد هذا المعني قول الله تعالي قبلها في ذات الاية الكريمة " حتى تأتيهم الساعة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم " فقد قال الله في أول الأمر حتي تاتيهم الساعة أو ياتيهم عذاب يوما عقيم هنا نجد أن ذكر قدوم الساعة يعني نهاية أيام الدنيا ثم تبعها رب العزة بقولة أو ياتيهم عذاب يوما عقيم يعني عذاب يوما في الدنيا لا ياتي من بعدة أيام أخري مما يعني تابيد هذا اليوم وخلق الله لهذا اليوم مؤبدا لا تاتي من بعدة أو من خلفة أيام أخري .المعني ينطبق تماما علي المرأة العقيم أو الرجل العقيم وهو الذي لا ياتي من بعدهما ولا منهما ذرية أو أولاد .
إن الفارق بين كلمة
العاقر والعقيم وذكر كل كلمة منها في موضع خاص للتدليل علي أمر معين فهو من بالغة
القران الكريم وأيضا قول رب العزة في شان أمراه سيدنا إبراهيم أنها وصفت نفسها أنها عقيم ولم تقل أني عاقر ,قول سيدنا ذكريا ووصفة لأمرأتة أنها عاقر وليست عقيم دليل علي علم أمرءة سيدنا إبراهيم بحقية الفارق بين الكلمتين وحقية حالتها وكونها عقيم لن يأتي منها أولاد لأنعدام قدرتها علي الأنجاب وأنها ليست عاقر .
كما أن
القران الكريم قد أوضح لنا أيضا أن سيدنا زكريا كان يغلم أن زوجتة عاقر بمعني أنها غير قادرة علي الانجاب بسبب مرض يصيبها أو لبلوغها سن اليأس وأن ما أصابها من مرض جعلها عاقر غير قادرة علي الإنجاب وهذة الحالة بخلاف عدم القدرة وأنعدامها علي الانجاب عند العقيم .
لذلك فان علم زوجة سيدنا إبراهيم بانها عقيم وعلم سيدنا زكريا بان أمراتة عاقر هو من الدلالة البلاغية للأعجاز الإخباري والعلمي للقران
الكريم .
أهمية التفرقة بين العاقر والعقيم
إن بيان الفرق بين
العاقر والعقيم هو أمرا هام لبيان حقيقة كلا منهما لذلك يجب أن نعلم الأتي :-
العاقر:- وهو مرض يصيب الأنسان يمكن أن يتم علاجه وأن يبرأ الانسان منه وبالتالي من الممكن أن تلد
العاقر أذا ما تم معرفة أصل المرض والشفاء منة .
العقم :- هو حالة أو خلقة يخلق الله الإنسان عليها لا يوجد بة الجهاز أو العضو الذي جعلة الله وخلقة في كل إنسان تكون وظيفته ودورة الإنجاب لتخليق النطفة بكامل مكوناتها .
وذلك مثل أن يخلق الله إنسان بدون يدين أو رجلين أو عينين أو غير ذلك من الأعضاء في جسد الإنسان الذي يخلقه الله فاقد لعضو من أعضاء جسده , فالعقم هو فقد الجهاز أو العضو الذي كان يجب أن يكون في الإنسان العقيم حتى يتمكن من القدرة علي الإنجاب .
لذلك فان
العاقر وهي مجرد إنسانة مريضة فأنها يمكن شفائها من هذا المرض فقد قال رب العزة سبحانة ما يؤكد بكل صدق علي الأعجاز العلمي والطبي في هذا الأمر في
القران الكريم قد في قول الله تعالي عن زوجة سيدنا زكريا فقال تعالي " وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90) الانبياء
فقول الله تعالي " ووهبنا له يحيى وأصلحنا لة زوجة " فكون زوجة سيدنا زكريا عاقر وقول الله تعالي "وأصلحنا " يعني شفي الله ما يصيبها من مرض أو عطب يعوق قدرتها علي الانجاب , وهذا الامر من أصلاح زوجة سيدنا زكريا يؤكد علي أن العقر هو مرض وأنة يمكن أن تشفي منة المرأة .
علي خلاف العقيم والتي خلقها الله بدون أن يخلق بها العضو أو الجهاز الذي يكون سببا في القدرة علي الانجاب في الرجل أو المرأة وهو وعلي ضوء ما تعرفت علية جهاز يخلقة الله في النخاع العطمي يكون مسئولا عن تكوين البويضات عند المرأة أو تكوين الخلايا والذرات التي تتكون منها النطفة عند الرجل .
يؤكد ذلك أن أمرأه سيدنا إبراهيم وهي كانت عقيم لم يقول رب العزو في شانها أنة سبحانة قد أصلح ما بها من عقم كما هو الحال في حالة زوجة سيدنا زكريا التي كانت عاقرا , وقد قال الله في زوجة سيدنا إبراهيم " فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم قوله تعالى فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها أي في (29) قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم(30) الذاريات .
وقال تعالي :- " وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب (71) قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب(72) قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد(73) " . سورة هود
من تلك الأيات الكريمة يتضح أن رب العزة سبحانه عندما صكت زوجة سيدنا إبراهيم وجهها وقالت عجوزا عقيم رد عليها الملائكة قائلين " كذلك قال ربك وهذا الامر يؤكد أن الله سبحانه أراد لها أن تنجب علي الرغم من عدم وجود الجهاز الذي يجعلها قادرة علي ذلك وبالتالي تكون تلك الحالة معجزة من الله فقال تعالي " كذلك قال ربك " يهني أن أرادة الله هي السبب في حدوث ذلك فقط دون وجود المسببات لهذا الأمر , وذلك علي خلاف حالة
العاقر والتي قد يتم شفائها بالعلاج فيتم لها الإنجاب بعد الأصلاح للمرض كما حدث لزوجة سيدنا زكريا والتي قال رب العزة في شانها " وأصلحنا لة زوجة "
كما نخلص من كل ما سبق إلى أن العقم ليس مرض كما يدعي الناس ولكنة هو خلقة يخلق الله عليها الإنسان العقيم فاقد للجهاز الإلهي المختص بعملية الإنجاب في الرجل والمرأة فالعقم حالة وخلقة وليس مرض وفي هذا الامر يقول رب العزة " ويجعل من يشاء عقيم " يعني يخلق الله الأنسان العقيم علي حالة عقيما منذ بداية خلق الله لهذا الانسان يجعلة عقيم , من تلك الاية يتضح أن العقم حالة وخلقة يخلق عليها الانسان ولا يمكن أن يعالج نهائيا .
وذلك بخلاف
العاقر أو العقر وهو مرض يمكن أن يشفي الانسان منة , كل ذلك علي خلاف ما يدعية البشر من أن العقم يمكن أن يعالج فهذا جهل بصحيح الدين .
ومن كل ذلك نخلص إلى أن
القران الكريم قد أوضح لنا الفرق بين
العاقر والعقيم وبين لنا ظروف كل حالة منهما حتي نعلم الصحيح من الفاظ وأيات
القران الكريم علي النحو الصحيح في تلك الايات الكريمة ونتعلم من معجزات
القران الكريم والتي لا تنتهي أبداء من فضل الله علي عبادة .
أن الله تعالي يقول في محكم أياتة " ما فرطنا في الكتاب من شيء " الانعام 38
ويقول سبخانة وتعالي " الر كتاب أحكمت أياتة ثم فصلت من لدن حكيم خبير " هود 1 .
لذلك فان هذا الكتاب يهدي من فضل الله تعالي إلي التي هي أقوم حتى نعلم فضل الله علينا ونعلم تقصيرنا في طاعة الله وتدبر أياته في خلقة ومخلوقاته ,,, وسبحان الله عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين .... مع تحياتي ودعائي بان ينفعنا الله بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا من فضلة تعالى ,,,