درسٌ من النبوة - منتديات تراتيل شاعر

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

» ٌاليوم الوطني «  
     
..{ ::: فعاليات اليوم الوطني :::..}~
 
 



هدي نبينا المصطفى ▪● عليه افضل الصلاه والتسليم قِسِمْ خاص للدّفاعْ عنْ صفْوة و خيْر خلقِ الله الرّسول الكريمْ و سِيرَته و سيرة أصحابِهِ الكِرامْ و التّابعينْ

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 10-03-2016, 04:49 AM
فاتن غير متواجد حالياً
Bahrain     Female
SMS ~
“‏إنَّ المكان الوحيد المثالي لتخبئة كل ما تخاف عليه من الوحشة، داخل قلبك
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 795
 تاريخ التسجيل : Oct 2015
 فترة الأقامة : 3273 يوم
 أخر زيارة : 07-15-2020 (01:24 PM)
 المشاركات : 366,616 [ + ]
 التقييم : 47667878
 معدل التقييم : فاتن has a reputation beyond reputeفاتن has a reputation beyond reputeفاتن has a reputation beyond reputeفاتن has a reputation beyond reputeفاتن has a reputation beyond reputeفاتن has a reputation beyond reputeفاتن has a reputation beyond reputeفاتن has a reputation beyond reputeفاتن has a reputation beyond reputeفاتن has a reputation beyond reputeفاتن has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 26,776
تم شكره 36,186 مرة في 10,126 مشاركة
افتراضي درسٌ من النبوة




درسٌ النبوة درسٌ النبوة
درسٌ من النبوَّة



قالوا: إنَّه لما نصر الله - تعالى - رسولَه، وردَّ عنه الأحزاب، وفتح عليه قُريظة والنَّضير[1] -: ظنَّ أزواجه - صلى الله عليه وسلم - أنه اختُصَّ بنفائس اليهود وذخائرهم؛ وكُنَّ تسعَ نسوةٍ: عائشة، وحَفْصَة، وأم حبيبة، وسَوْدَة، وأم سلمة، وصفية، وميمونة، وزينب، وجُوَيْرِيَة؛ فقعدنَ حوله وقُلْنَ: يا رسول الله، بنات كسرى وقيصرَ في الحَلْيِ والحُلَل، والإماء والخَوَل[2]، ونحن ما تراه من الفاقة والضِّيق...".وآلمن قلبه بمطالبتهنَّ له بتَوْسِعَة الحال، وأن يعاملهنَّ بما تعامِل به الملوكُ وأبناءُ الدنيا أزواجَهم؛ فأمره الله - تعالى - أن يتلو عليهنَّ ما نزل في أمرهنَّ من تخييرهنَّ في فراقه، وذلك قوله - تعالى -: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 28-29][3].
قالوا: وبدأ - صلى الله عليه وسلم - بعائشةَ - وهي أحبُّهنَّ إليه - فقال لها: ((إني ذاكرٌ لكِ أمرًا ما أُحِبُّ أن تَعْجَلِي فيه حتى تستأْمِري أبوَيْكِ)).
قالت: ما هو؟: فتلا عليها الآية، قالت: أفيك أَستأمِرُ أبوَيَّ؟ بل أَختارُ اللهَ - تعالى - ورسولَهُ.
ثم تتابعْنَ كلُّهنَّ على ذلك؛ فسمَّاهنَّ الله (أمهاتِ المؤمنين)؛ تعظيمًا لحقِّهنَّ، وتأكيدًا لحُرمتهنَّ، وتفضيلاً لهنَّ على سائر النساء.
هذه هي القصة كما تُقرأ في التاريخ، وكما ظهرت في الزمان والمكان، فلْنقرأها نحن كما هي في معاني الحكمة، وكما ظهرت في الإنسانية العالية، فسنجد لها غَوْرًا[4] بعيدًا، ونعرف فيها دَلالةً ساميةً، ونتبيَّن تحقيقًا فلسفيًّا دقيقًا للأوهام والحقائق.
وهي - قبل كلِّ هذا، ومع كلِّ هذا -: تنطوي على حكمةٍ رائعةٍ، لم يَتنبَّه لها أحدٌ، ومن أجلها ذُكرت في القرآن الكريم؛ لتكون نصًّا تاريخيًّا قاطعًا، يدافِع به التاريخ عن هذا النبي العظيم في أمرٍ من أمور العقل والغريزة، فإنَّ جَهَلَةَ المبشِّرين في زمننا هذا، وكثيرًا من أهل الزَّيْغ[5] والإلحاد، وطائفةً من قِصار النَّظر في التَّحقيق -: يزعمون أنَّ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - إنما استكثر من النساء لأهواءٍ نفسيَّةٍ محضةٍ، وشهواتٍ كالشَّهوات، ويتطرَّقون من هذا الزَّعم إلى الشُّبهة، ومن الشُّبهة إلى سوء الظنِّ، ومن سُوء الظنِّ إلى قُبْح الرأي؛ وكلهم غبيٌّ جاهلٌ؛ فلو كان الأمر على ذلك، أو على قريبٍ منه، أو نحوٍ من قريبه، لما كانت هذه القصة التي أساسها نفي الزينة، وتجريد نسائه جميعًا منها، وتصحيح النيَّة بينه وبينهنَّ على حياةٍ لا تحيا فيها معاني المرأة، وتحت جوٍّ لا يكون أبدًا جوَّ الزَّهْر... وأمرُهُ من قِبِل ربِّه أن يُخَيِّرَهُنَّ جميعًا بين سراحهنَّ؛ فيكنَّ كالنساء، ويَجِدْنَ ما شِئْنَ من دنيا المرأة، وبين إمساكهنَّ، فلا يَكُنَّ معه إلا في طبيعة أخرى تبدأ من حيث تنتهي الدنيا وزينتها.
فالقصة نفسها ردٌّ على زعم الشهوات؛ إذ ليست هذه لغةَ الشَّهوة، ولا سياسةَ معانيها، ولا أسلوبَ غضبها أو رضاها، وما ها هنا تمليقٌ ولا إطراءٌ ولا نعومةٌ، ولا حرصٌ على لذَّةٍ، ولا تعبير بلغة الحاسَّة.
والقصة -بعدُ- مكشوفةٌ صريحةٌ، ليس فيها معنًى ولا شِبْه معنًى من حرارة القلب، ولا أثرٌ ولا بقيَّة أثرٍ من مَيْل النَّفْس، ولا حرفٌ أو صوتُ حرفٍ من لغة الدَّم، وهي على منطق آخر غير المنطق الذي تُستمال به المرأة، فلم تقتصر على نفي الدنيا وزينة الدنيا عنهنَّ، بل نفتِ الأملَ في ذلك أيضًا إلى آخِر الدهر، وأماتتْ معناه في نفوسهنَّ بقَصْر الإرادة منهنَّ على هذه الثلاثة:
- الله في أمره ونهيه.
- والرسول في شدائده ومكابدته[6].
- والدار الآخرة في تكاليفها ومكارهها.
فليس هنا ظرفٌ، ولا رقةٌ، ولا عاطفةٌ، ولا سياسةٌ لطبيعة المرأة، ولا اعتبار لمِزاجها، ولا زُلْفى[7] لأنوثتها، ثم هو تخييرٌ صريح بين ضدَّيْن لا تتلوَّن بينهما حالةٌ تكون منهما معًا، ثم هُوَ عامٌّ لجميع زوجاته، لا يَستثني منهنَّ واحدةً ولا أكثر.
والحريص على المرأةِ والاستمتاعِ بها لا يأتي بشيءٍ من هذا؛ بل يخاطب في المرأة خيالها أوَّلَ ما يخاطِب، ويُشبِعه مبالغةً وتأكيدًا، ويُوسِعُه رجاءً وأملاً، ويقرِّب له الزَّمن البعيد، حتى لو كان في أوَّل الليل وكان الخلاف على الوقت؛ لحقَّق له أنَّ الظهر بعد ساعة!.
وبرهانٌ آخر: وهو أنَّ - النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يتزوَّج نساءه لمتاعٍ مما يمتَّع الخيال به، فلوْ كان وضْع الأمر على ذلك لما استقام ذلك إلا بالزينة، وبالفَنِّ النَّاعم في الثوب والحِلْيَة والتشكُّل كما نرى في الطبيعة الفنيَّة، فإن الممثِّلة لا تمثِّل الرواية إلا في المسرح المهيَّأ بمناظره وجوِّه.
وقد كانت نساؤه -صلى الله عليه وسلم- أعرفَ به؛ وها هو ذا ينفي الزينة عنهنَّ ويُخَيِّرهنَّ الطلاقَ إذا أصررْنَ عليه، فهل ترى في هذا صورةَ فِكْرٍ من أفكار الشَّهوة؟! وهل ترى إلا الكمال المحض؟! وهل كانتْ متابعة الزوجات التِّسع إلا تسعةَ برهاناتٍ على هذا الكمال؟!
وكأنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يُلقي بهذه القصة درسًا مستفيضًا في فلسفة الخيال وسوء أثره، على المرأة في أنوثتها، وعلى الرجل في رجولته؛ وأنَّ ذلك تعقيدٌ في الشهوات يقابله تعقيدٌ في الطَّبْع، وكَذِبٌ في الحقيقة ينشأ عنه كَذِبٌ في الخُلُق، وأنه صَرْفٌ للمرأة إلى حياة الأحلام والأمانيِّ والطَّيْش والبَطَر والفراغ، وتعويدها عاداتٍ تُفْسِد عاطفتَها، وتضيف إليها التصنُّع؛ فتُضعِف قوَّتها النفسيةَ القائمةَ على إبداع الجمال من حقيقتها لا من مظهرها، وتحقيق الفائدة من عملها لا من شكلها.
وكلُّ محاسن المرأة هي خيالُ متخيِّلٍ، ولا حقيقةَ لشيء منها في الطبيعة، وإنما حقيقتها في العين الناظرة إليها؛ فلا تكونُ امرأةٌ فاتنةً إلا للمفتونِ بها ليس غيرُ، ولو ردَّتِ الطبيعة على مَنْ يُشَبِّب[8] بامرأةٍ جميلةٍ فيقول لها: هذه محاسنكِ، وهذه فِتْنَتُكِ، وهذا سحرُكِ، وهذا وهذا؛ لقالت له الطبيعة: بل هذه كلها شهواتُكَ أنت"!.
وبهذا يختلف الجمال عند فَقْد النَّظر؛ فلا يَفتِن الأعمَى جمالُ الصُّورة ولا سِحرُ الشَّكل ولا فَرَاهَةُ المنظر، وإنما يَفْتِنُه صوتُ المرأة ومَجَسَّتُها[9] ورائحتُها.
فلا حقيقةَ في المرأة إلا المرأةُ نفسها؛ ولو أُخذت كلُّ أنثى على حقيقتها هذه؛ لما فَسَدَ رجلٌ، ولا شَقِيتِ امرأةٌ، ولانتظمت حياةُ كلِّ زوجَيْن بأسبابها التي فيها، وذلك هو المثل المضروب في القصة.
يريد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِيُعَلِّمَ أُمَّته أنَّ حَيْفَ[10] الغريزة على العقل إفسادٌ لهذا العقل، وأنَّه متى أُخضعت المرأة لحظِّ الغريزة واختيارها؛ كانت حياتها استجابةً لجنون الرجل، وملأتها معاني التزيُّد والتصنُّع؛ فيوشك أن ينقُلها هذا عن طبيعتها السامية التي أكثرها في الحرمان والإيثار والصبر والاحتمال، ويردَّها إلى أضداد هذه الصفات؛ فيقوم أمرُها بعدُ على الأَثَرَة والمصلحة والتفادي، والضجر والتَّبرُّم[11]، والإلحاح والإزعاج، ويُضعف معنى السَّلْب الراسخ في نفسها من أصل الفطرة؛ فيتبدَّل حياؤها، وفي الحياء ردُّها عن أشياء؛ ويقلُّ إخلاصها، وفي الإخلاص ردٌّ لها عن أشياءَ أخرى؛ ويكثر طمعها، وفي قناعتها محاجزةٌ بينها وبين الشَّرِّ.
وبهذا ونحوه يَفسد ما بين الرجل والمرأة المتصنِّعة؛ فإذا أكثر المتصنِّعات لا يكون من النساء مشاكلُ فقط، بل تكون من حلول المشاكل معهنَّ مشاكلُ أخرى.
ولُباب هذه القصةِ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يجعل نفسه في الزواج المَثَلَ الشعبيَّ الأكمل، كما هو دأبه[12] في كل صفاته الشريفة؛ فهو يريد أن تكون زوجاته جميعًا كنساء فقراء المسلمين؛ ليكون منهنَّ المَثَل الأعلى للمرأة المؤمنة العاملة الشريفة، التي تبرع البراعة كلَّها في الصبر والمجاهدة، والإخلاص والعفَّة، والصَّراحة والقناعة، فلا تكون المرأة زينةً تُطلَب، زينةً لتتمَّ بها في الخيال، ولكنْ إنسانيةً تطلب كمالها الإنسانيَّ لتتمَّ به في الواقع.
وهذه الزِّينة التي تتصنَّع بها المرأة تكاد تكون صورةَ المكر والخداع والتعقُّد، وكُلَّما أسرفت في هذه أسرفت في تلك، بَلْهَ الزِّينة لوجه المرأة وجسمها سلاحٌ من أسلحة المعاني؛ كالأظافر والمخالب والأنياب، غير أنَّ هذه لوحشية الطبيعة الحية المفترسة، وتلك لوحشية الغريزة الحية التي تريد أن تفترِس، ولا تنكر المرأة نفسُها أنَّ الزينة على جسمها ثرثرةٌ طويلةٌ تقول وتقول وتقول.
وإنما يكون أساسُ الكمال الإنساني في الإنسان العامل المجاهِد: لا يحصر نفسه في شيءٍ يسمَّى متاعًا أو زينةً، ولا يقدِّر نفسه بما يجمع لها أو بما يجمع حولها، ولا يعتدُّ ما يكون من ذلك إلا كالتعبير من عمل الشهوات عن الشهوات.
ونبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- هو الغاية في هذا، دخل عليه مرةً عمرُ بن الخطاب، فإذا هو على حصيرٍ وعليه إزاره، وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثَّر في جنبه، قال عمر: وإذا أنا بقبضةٍ من شَعير نحوِ الصَّاع، وإذا إهابٌ معلَّقٌ[13]، فابتَدَرَتْ عينايَ[14]؛ فقال: ((ما يُبكيكَ يا ابن الخطاب؟)) قال عمر: يا نبيَّ الله، وما ليَ لا أبكي وهذا الحصير قد أثَّر في جنبكَ، وهذه خزائنكَ لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك كسرى وقيصرُ في الثمار والأنهار، وأنت نبيُّ الله وصفوته وهذه خزائنك؟!
وجاء مَرَّةً من سفرٍ، فدخل على ابنته فاطمةَ - رضي الله عنها - فرأى على بابها سِتْرًا وفي يديها قُلْبَيْن[15] من فضة؛ فرجع، فدخل عليها أبو رافع وهي تبكي، فأخبرته برجوع أبيها، فسأله في ذلك؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من أجل السِّتْر والسِّوَارَيْن)).
فلمَّا أخبرها أبو رافعٍ هتكتِ[16] السِّتْر ونزعت السِّوارَيْن، فأرسلت بهما بلالاً إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وقالت: قد تصدَّقتُ به؛ فَضَعْهُ حيثُ ترى. قال لبلال: "اذهب فبعه، وادفعه إلى أهل الصُّفَّة"[17]. فباع القُلْبَيْن بِدِرهمين ونصف، نحو ثلاثةَ عَشَرَ قرشًا، وتصدَّق به عليهم.
يا بنت النبي العظيم، وأنت أيضًا لا يرضى لك أبوكِ حِلْيَةً بدرهمَيْن ونصف، وإنَّ في المسلمين فقراءَ لا يملكون مثلها؟!
أيُّ رجل شعبيٍّ على الأرض كمحمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - فيه للأمَّة كلِّها غريزةُ الأب، وفيه - على كل أحواله - اليقينُ الذي لا يتحوَّل، وفيه الطبيعة التَّامَّة التي يكون بها الحقيقيُّ هو الحقيقي؟!
يا بنت النبي العظيم، إنَّ زينةً بدرهمَيْن ونصف لا تكون زينةً في رأي الحقِّ إذا أمكن أن تكون صدقةً بدرهمين ونصف؛ إنَّ فيها حينئذٍ معنًى غير معناها؛ فيها حقُّ النفس غالبًا على حقِّ الجماعة؛ وفيها الإيمان بالمنفعة حاكمًا على الإيمان بالخير؛ وفيها ما ليس بضروريٍّ قد جار على ما هو الضروري؛ وفيها خطأٌ من الكمال، إن صحَّ في حساب الحلال والحرام لم يصحَّ في حساب الثواب والرحمة.
تعالوا - أيها الاشتراكيون - فاعرفوا نبيَّكم الأعظم؛ إنَّ مذهبكم ما لم تُحْيِهِ فضائلُ الإسلامِ وشرائعُه - إن مذهبكم لَكالشجرة الذابلة، تُعلِّقون عليها الأثمار تَشُدُّونها بالخيط... كلَّ يوم تحلون، وكلَّ يوم تربطون، ولا ثمرة في الطبيعة.
ليست قصة التخيير هذه مسألةً من مسائل الغَنِيِّ والفقير في معاني المادة، ولكنها مسألةٌ من مسائل الكمال والنَّقص في معاني الرُّوح؛ فهي صريحةٌ في أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أستاذ الإنسانية كلِّها؛ واجبُهُ أن يكون فضيلةً حيَّةً في كل حياة، وأن يكون عزاءً في كل فقر، وأن يكون تهذيبًا في كل غِنًى، ومن ثَمَّ فهو في شخْصِه وسيرته القانونُ الأدبيُّ للجميع.
وكأنه - صلى الله عليه وسلم - يريد ليُعلِّم الأُمَّة بهذه القصة أنَّ الجماعاتِ لا تصلح بالقوانين والشرائع والأمر والنهي، ولكنْ بعمل عظمائها في الأمر والنهي؛ وأنَّ الحاكم على النَّاس لا ينبغي أن يَحْكُمَ إلاَّ إذا كان في نفسه وطبيعته يُحِسّ فتنة الدنيا إحساسَ المتسلِّط[18] لا الخاضع، ليكون أوَّلُ استقلاله استقلالَ داخلِهِ.
فليس ذلك فقرًا ولا زهدًا؛ كما ترى في ظاهر القصة، ولكنها جُرأةُ النَّفس العظمى في تقرير حقائقها العملية.
وتنتهي القصة في عبارة القرآن الكريم بتسمية زوجاته - صلى الله عليه وسلم -: "أمهاتِ المؤمنين" بعد أنِ اخْتَرْنَ اللهَ ورسوله والدار الآخرة؛ وعلماء التفسير يقولون: إن الله - تعالى - كافأهنَّ بهذه التسمية؛ وليس ذلك بشيءٍ، ولا فيه كبيرُ معنًى، وإنما تُشعِر هذه التسميةُ بمعنًى دقيق، هو آيةٌ من آيات الإعجاز؛ فإنَّ الزوجةَ الكاملة لا تَكْمُل في الحياة ولا تَكْمُل الحياة بها إلا إذا كان وصفها مع رجلها كوصف الأم؛ ترى ابنها بالقلب ومعانيه، لا بالغريزة وحظوظها؛ فكلُّ حياة حينئذ ممكنةُ السعادةِ لهذه الزوجة، وكلُّ شقاءٍ محتملٌ بصبرٍ، وكلُّ جهادٍ فيه لذَّتهُ الطبيعية؛ إذ يقوم البيت على الحُبِّ الذي هو الحُبُّ الخالص لا المنفعة، وتكون زينة الحياة وجودَ الحيِّ نفسه لا وجودُ المادَّة، وتُبْنَى النفس على الوفاء الطبيعي كوفاء الأم، وذلك خُلُقٌ لا يَعْسُرُ عليه في سبيل حقيقته أن يتغلَّب على الدنيا وزينتها.
وآخِر ما نَستخْرِجُ منَ القِصَّة في درس النبوة هذه الحكمة: بحَسْبِ المؤمن إذا دخل داره أن يجد حقيقة نفسه الطيِّبة، وإن لم يجد حقيقة كسرى ولا قيصر.
درسٌ النبوة درسٌ النبوة



]vsR lk hgkf,m




 توقيع : فاتن

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

قديم 10-03-2016, 06:57 AM   #2


شموع الحب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1189
 تاريخ التسجيل :  Mar 2016
 أخر زيارة : 07-16-2022 (01:51 PM)
 المشاركات : 946,201 [ + ]
 التقييم :  72359413
 الدولهـ
Saudi Arabia
 SMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
شكراً: 74,601
تم شكره 67,212 مرة في 41,083 مشاركة
افتراضي رد: درسٌ من النبوة



جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ
جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً
وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً..
جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآعَطآئُگ.


 
 توقيع : شموع الحب

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


قديم 10-03-2016, 09:35 AM   #3


MS HMS غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 303
 تاريخ التسجيل :  Aug 2014
 أخر زيارة : 08-28-2024 (12:35 AM)
 المشاركات : 213,724 [ + ]
 التقييم :  596367899
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
نامَتِ العُيُونُ
وَغارَتِ النُّجُومُ
وأنْتَ حَيٌّ قَيُّوم

سبحان الله
وبحمده سبحان
الله العظيم
لوني المفضل : Gold
شكراً: 20,717
تم شكره 25,251 مرة في 9,303 مشاركة
افتراضي رد: درسٌ من النبوة



جزاك الله خيرا
وجعله الله في ميزان حسناتك
واثابكك الله عليه بجنانه
لروحكك الورد


 
 توقيع : MS HMS

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


قديم 10-03-2016, 09:44 AM   #4


ملاك الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 716
 تاريخ التسجيل :  Aug 2015
 أخر زيارة : 09-10-2018 (11:02 PM)
 المشاركات : 500,671 [ + ]
 التقييم :  1019494
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
من جنون عشقــــي...
أحلم بك كل ليله....
وحين أستيقظ
أجد رائحة عطـــرك
تملاء سريرى ووسادتى
بل كل أركــان غرفتي
فيزيد إشتياقــــى إليك
لوني المفضل : Crimson
شكراً: 22,905
تم شكره 24,630 مرة في 12,520 مشاركة
افتراضي رد: درسٌ من النبوة



جزيت خيرا ويعطيك العاافيه
كتب الله لك الاجر واجزل لك العطاء
واسعدك ووفقك اينما كنت
كل الود.


 
 توقيع : ملاك الورد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


قديم 10-03-2016, 07:08 PM   #5


حكآيه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1398
 تاريخ التسجيل :  Aug 2016
 أخر زيارة : 09-14-2022 (04:10 AM)
 المشاركات : 58,141 [ + ]
 التقييم :  101737
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Crimson
شكراً: 5,668
تم شكره 2,583 مرة في 1,478 مشاركة
افتراضي رد: درسٌ من النبوة



جزاك الله الجنه


 
 توقيع : حكآيه

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


قديم 10-03-2016, 08:28 PM   #6


الم ونظرة امل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 965
 تاريخ التسجيل :  Dec 2015
 أخر زيارة : 09-07-2024 (11:24 AM)
 المشاركات : 124,985 [ + ]
 التقييم :  674383
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cyan
شكراً: 1,489
تم شكره 1,340 مرة في 924 مشاركة
افتراضي رد: درسٌ من النبوة



بسم لله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وكثر من امثالك
وجزاك الله خير على الطرح
الراقي والموضوع الرائع الجميل
والموعظة الحسنة نسال الله أن
يجعلها في ميزان حسناتك


 
 توقيع : الم ونظرة امل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


قديم 10-04-2016, 04:24 PM   #7


ضوء القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 637
 تاريخ التسجيل :  Jun 2015
 أخر زيارة : 07-02-2023 (01:34 AM)
 المشاركات : 215,589 [ + ]
 التقييم :  25336038
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : White
شكراً: 22,519
تم شكره 26,653 مرة في 10,478 مشاركة
افتراضي رد: درسٌ من النبوة



*’


جُزيتِ ملىء أحرُفكِ ثوابًا .


 
 توقيع : ضوء القمر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


قديم 10-04-2016, 09:18 PM   #8


لقياك عيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 196
 تاريخ التسجيل :  May 2014
 أخر زيارة : 09-06-2024 (04:23 PM)
 المشاركات : 39,032 [ + ]
 التقييم :  6586
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 SMS ~
إنتي ما جبرتي تلفتين النظر
إنتي من الله مُلفته💙
لوني المفضل : White
شكراً: 743
تم شكره 132 مرة في 88 مشاركة
افتراضي رد: درسٌ من النبوة



جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
وأنار الله قلبك بنورالإيمان
أحترآمي لــ/سموك


 
 توقيع : لقياك عيد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


قديم 10-06-2016, 10:30 AM   #9


فاطمة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1242
 تاريخ التسجيل :  Apr 2016
 أخر زيارة : 07-09-2017 (12:57 AM)
 المشاركات : 42,632 [ + ]
 التقييم :  75802
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Lightpink
شكراً: 2,157
تم شكره 3,371 مرة في 1,891 مشاركة
افتراضي رد: درسٌ من النبوة



نقل قيم جزاك الله خير


 
 توقيع : فاطمة

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


قديم 10-08-2016, 09:49 AM   #10


فاتن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 795
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 07-15-2020 (01:24 PM)
 المشاركات : 366,616 [ + ]
 التقييم :  47667878
 الدولهـ
Bahrain
 الجنس ~
Female
 SMS ~
“‏إنَّ المكان الوحيد المثالي لتخبئة كل ما تخاف عليه من الوحشة، داخل قلبك
لوني المفضل : White
شكراً: 26,776
تم شكره 36,186 مرة في 10,126 مشاركة
افتراضي رد: درسٌ من النبوة



ملاك
كل الود والتقدير
لمرورك بمتصفحي
دمت برضى من الرحمن
لك خالص احترامي لسموك


 
 توقيع : فاتن

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النبوة, درسٌ

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قبس من نور النبوة الم ونظرة امل هدي نبينا المصطفى ▪● 42 07-31-2016 10:07 PM
العالم قبل النبوة رحيل المشاعر هدي نبينا المصطفى ▪● 31 02-15-2016 10:32 PM
خاتم النبوة من دلائل النبوة سراج المحبة هدي نبينا المصطفى ▪● 20 01-08-2015 12:54 PM
نساء في بيت النبوة a7ases هدي نبينا المصطفى ▪● 27 06-14-2014 10:26 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 04:35 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM