أواجه يومياً تعليقات تختلف معي بالرأي سواء أكان
لها أساس منطقي أم لا ..؟
فإنني أقبل وجود ذلك الرأي رغم عدم قناعتي به
من باب "حرية التعبير"، لكن هناك تعليق
لم أستطع أن أقبله أبداً وضربت بكافة مبادىء حرية الرأي
عرض الحائط عندما قرأته؟!!
كان ذلك التعليق رداً على إحدى المقالات
وهو "من أنت ليكون لك وجهة نظر؟".
لم ولن أفهم الأساس الذي انطلق منه هؤلاء جاعلين
من التعبير عن الرأي امتيازاً وليس حقاً
ولم ولن أفهم كيف يوافق إنسان على سلب
نفسه حريته وحقوقه، فما دام قال "من أنت؟"
سيكون لي الحق لأجيبه "ومن أنت أيضاً؟"
وفي النهاية نصل إلى الواقع الأسود
الذي نعيشه من أن الرأي والتعبير عنه
مقتصر على أشخاص معينين دون غيرهم.
إن وجود وجهة نظر للإنسان نتيجة طبيعية
لوجود عقل لديه، فالعقل يفكر
والتفكير يؤدي إلى أراء بالضرورة وكما قال ديكارت "أنا أفكر
إذاً أنا موجود"، ولو استخدمنا مقولة الفيلسوف الفرنسي
فإن عدم وجود وجهة نظر لدي وعدم استحقاقي
لوجودها يعني أنني "غير موجود"، وأنني لست بإنسان.
من الواضح أن أزمنة القمع التي عشناها واحداً تلو الأخر
على كافة المستويات جعلت من وجود وجهة نظر
لدى الفرد أمراً محرماً، فتغيرت المفاهيم واختلطت على الناس
حتى وافق بعضهم على سلب حقه بالوجود
بموافقته على سلب حقه بالرأي.
يسألني :من أنت ليكون لك رأي؟
جوابي: أنا إنسان!
|
|
lk Hkj gJd;,k g; vHd ? Hkj