السجادة - منتديات تراتيل شاعر

 ننتظر تسجيلك هـنـا


( تراتيل شاعر )
 
 
     
فَعَالِيَاتْ تراتيل شاعر
                 



قصص - روآيات - حكايات ▪● ┘¬»[ روايات قصيرة | روايات تراثية | قصص حزينه |قصص مضحكة : تنحصُر هِنآ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 01-19-2022, 01:03 AM
رحيل المشاعر غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
 
 عضويتي » 406
 جيت فيذا » Dec 2014
 آخر حضور » 10-02-2024 (01:01 PM)
آبدآعاتي » 1,154,360
 حاليآ في » البيت يلي قبل الاخير بكوكب زحل
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » التراث ♡
آلعمر  » 90 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه ♡
 التقييم » رحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond reputeرحيل المشاعر has a reputation beyond repute
مشروبك   danao
قناتك carton
اشجع ahli
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera:

My Flickr My twitter

sms ~

لاحـــول ولا قـوت الا بالله
سبحان الله وبحمده
استغفر الله واتوب اليه
 
افتراضي السجادة















وضع بائع السجاد بضاعته أمام منزل السيدة قائلا :"اختاري ما يعجبك" ..


أخذت تقلب في السجاجيد القليلة التي ألقاها على الأرض .. كانت جميعها متشابهة مع اختلافات بسيطة في اللون ، عدا سجادة واحدة بدت لها مميزة بزخارفها وخامتها. لاحظ البائع اهتمامها بها فأخذ يخترع لها - بخبرته - مزايا متعددة واستخدامات مختلفة ومنافع كثيرة لهذه السجادة..

قلبت
السجادة على وجهها الآخر لتجد آثارا مغسولة لبقعة كبيرة ، سألته :"هل هذه السجادة جديدة أم مستعملة ؟" .. أظهر البائع غضبا مصطنعا وهو يؤكد لها أنه لا يبيع إلا بضاعة جديدة يأخذها من محل شهير ويدور بها على المنازل وأنه ليس كباقي الباعة النصابين ، أما هذه البقعة فهي ربما قليل من الماء انسكب على السجادة في المخزن أثناء التنظيف ، وهي ستزول مع أول غسلة وحتى إن لم تزل فهي في الجهة السفلى من السجادة ولن يراها أحد ..

تعرف أنه يكذب وأن كل بضاعته مستعملة يجمعها من البيوت التي تستغني عنها ويغسلها أحيانا بنفسه أو في مغسلة إذا كانت في حالة سيئة جدا .. وإلا لماذا يبيع هذه
السجادة الأنيقة بهذا الثمن البخس ؟

وقد وجدت في هذه البقعة سببا وجيها لاعطائه أقل مما طلب مقابل الحصول عليها وهو لم يعترض كثيرا في الواقع .. حمل السجاجيد الباقية وانصرف ، ودخلت هي لمنزلها بالسجادة..

وفي غمرة فرحتها بالصفقة الرابحة ، استيقظت حماتها التي تعيش معها في المنزل.. ففردت
السجادة أمامها وهي تسألها عن أفضل مكان لوضعها ، وعرضت عليها أن تأخذها في غرفتها إن رغبت خاصة والشتاء قادم ..

وضعت حماتها نظارة الرؤية وتطلعت للسجادة المفرودة لثانيتين ثم صاحت : "هذه
السجادة لا تدخل بيت ابني ، أعوذ بالله ، قلبي منقبض منها !"

دهشت الزوجة من تصرف حماتها وحاولت اقناعها بالهدوء واللين ، إلا أن العجوز خلعت نظارتها ورفضت أن تلقى نظرة أخرى على
السجادة ولا أن تناقش قرارها برفض السجادة تماما في أي مكان في الشقة ولا حتى خارج الشقة على السلم ..

ولم يكن بيد الزوجة إلا أن تتصل بزوجها باكية لتخبره بتصرفات أمه التي تتعمد مضايقتها دائما ، فأشار عليها الزوج أن تتحلى بالحكمة وان تنادي بائع السجاجيد ليأخذ سجادته وأن تستبدل بها سجادة أخرى ..

أما حماتها فقد هزت رأسها في تعجب من بنات هذه الأيام اللاتي أصبن بالعمى في البصيرة وإن كانت أبصارهن سليمة ، إذ كيف لا ترى زوجة أبنها أن هذه
السجادة لا تصلح لمنزلهم ..

لا تصلح أبدا ..

* * *

وفي منزل آخر ليس بعيدا كان يعيش "فؤاد" مع أخته الصغيرة "فايزة" وحدهما منذ أن توفى والداهما .. وقد تم تقسيم العالم إلى جزئين : داخل البيت وهو الجزء الخاص ب"فايزة" تعرف عنه كل شيء وتتصرف فيه بحريتها التامة ، وخارج البيت وهو عالم "فؤاد" يعمل ويخرج مع أصحابه ويسافر ويعود ويفعل ما يحلو له..

ولأن التقسيم لم يكن عادلا في رأي "فايزة" على الأقل ، فقد كانت هناك ثورات محدودة تقوم بين الحين والآخر تطلب فيه "فايزة" أن تخرج من عالمها المحدود لتقابل صديقاتها أو ترى شيئا من الدنيا التي لا تعرفها إلا من خلال شاشات التلفزيون المحلية. لكن هذه الطلبات لم تكن تلقى أي قبول من "فؤاد" الذي كان يتعلل بالخوف عليها تارة وتارة أخرى بأنها ليست لها صديقات لتخرج معهن ، متجاهلا حقيقة أنها لم تعطى فرصة لتكوين صداقة أصلا ..

وبعد أن تهدأ هذه الثورات كان "فؤاد" يراجع نفسه ويكتشف أنه ربما يكون ظلم أخته قليلا وأنه يجب أن يصالحها بهدية بسيطة .. فهو يعرف أن حدود تقسيم العالمين ربما تحتاج إلى مراجعة قليلا ، لكنه لا يملك الشجاعة الكافية للاعتراف بذلك وليس لديه تصور عن التقسيم العادل ويخشى أن يترك لأخته المجال أكثر مما ينبغي فيتحمل مسؤوليات كبيرة.. فليأخذ بالأحوط ويحتفظ بالتقسيم القديم وليحرص بين الحين والآخر أن يكسب ودها بطريقة أخرى ..

دخل "فؤاد" على أخته هذا اليوم وهو يقول :"أختي حبيبتي ، لقد أحضرت لكي هدية رائعة .. أنا واثق أنها ستعجبك .."

ابتسمت ، فهي رغم كل ثوراتها طيبة القلب سهلة الإرضاء .. الآن أضيف إلى عالمها الصغير شيئا جديدا ..

أصبح لديها سجادة ..

* * *
وضعت "فايزة" الهدية على أرضية الصالة الرئيسية للمنزل ، وبالتالي أصبحت
السجادة مشتركة بينها وبين أخيها ، وهي متاحة أيضا لمن يأتي من الضيوف النادرين .. لم تكن تعتبر "فايزة" السجادة ملكها ، ولا كل هدايا أخيها السابقة أيضا ، فهي تعرف أن السجادة ضرورية للصالة وأن أخاها أراد أن يستغل فرصة شرائها من أحد الباعة المتجولين ليوهمها أنه اشتراها لها ..

طيب هو "فؤاد" ، لا تنكر هذا .. لكنه دائما يقابل محاولاتها للخروج من الشرنقة بحزم وكأن اطلاعها على ما هو خارج حدود المنزل سينتقص من عالمه وأنه لا مجال لأن يشتركا معا في مساحة واحدة .. كانت تتمنى أن تذهب بعيدا وأن تتحرك بحرية أكبر.. كانت تنظر لقدميها وتتساءل إن كانت بامكانهما الجري ؟ لا تعرف الإجابة لأن نصيبها من الدنيا محدود بالمنزل الصغير الذي لا يمكن الجري فيه ..

و"فؤاد" الذي كان يخاف عليها من الخروج من المنزل ، أصبحت لديه في الآونة الأخيرة مخاوف أخرى من العقد النفسية التي ربما يسببها طول الحبس بين الجدران الأربعة .. خاصة بعد أن لاحظ أمورا غير معتادة وليس لها تفسير منطقي ..

"أين اختفى قميصي الجديد ؟" ، سألها وهي نائمة على السرير .. قالت :"لقد تركته في الصالة بعد أن قمت بكيه ولم أره بعد ذلك"..

"ساعتي لا أجدها" .. ترد "ربما تكون وقعت منك في الطريق ، اشتري غيرها ."

"يسعدني أنك أكلت من التفاح ، مع أنك دائما تقولين أنك لا تحبينه " .. تندهش وتقول :"أنا لم آكل شيئا .. أنا صائمة !"

* * *

أكثر من حادثة غريبة وقعت في أسبوع واحد ، كان يفكر "فؤاد" وهو في نائم في غرفته .. حياته الرتيبة مع أخته تتغير ، فكل يوم تقريبا يختلفان على أمر ما ، أحيانا تتحرك أشياء من مكانها وتنكر هي أنها فعلت ذلك ، وأحيانا تختفي الأشياء تماما ! وهذا عجيب جدا ، فهي لا تخرج من البيت فأين ذهبت بساعته التي يضعها في نفس المكان كل يوم منذ سنوات ولا يمكن أن ينسى مكانها أبدا .. لو كانت تخرج لقال إنها سرقتها وباعتها ..

طرد هذا الخاطر من ذهنه ، أخته لا يمكن أن تفعل هذا ، ثم أنه لا يحرمها من أية نقود تطلبها ، ولا يبخل عليها في أكل أو شرب أو ملابس ، وبين الحين والآخر يهبها هدية أو يعطيها مبلغا من المال في يدها ..

التفسير الوحيد هو أن أخته ضاقت بسجنها وأن حالتها النفسية هي التي تدفعها لهذه الأفعال الغير مفهومة .. غدا سيستشير صديقه الذي درس الاجتماع وعلم النفس وسيرشده للحل .. مع أن هذا الصديق لا يعمل في هذا المجال ، لكنه الوحيد الذي يمكن أن ياتمنه على أسرار العائلة ، لا يمكن أن يذهب بأخته لطبيب نفسي حقيقي ويسيء إلى سمعتها وسمعة العائلة التي حافظ عليها طول عمره ..

كان قد أغلق عينيه ، عندما أحس بحركة في الصالة ! لم يسمع أي صوت ولكنه مجرد احساس أن شيئا ما يتحرك هناك .. أخته تنام قبله نوما عميقا ونادرا ما تستيقظ قبل الفجر ، فماذا عساه يكون في الصالة إذن ؟

تسلل بحذر إلى الزاوية التي يمكن أن يرى منها الصالة ، ثم تردد في أن يلقى عليها نظرة.. فالذي يتحرك دون أن يحدث صوتا في الليل هو شخص أو شيء رهيب .. لعله لص محترف !

تراجع للخلف ودخل غرفة أخته ، أيقظها بهلع وقال بصوت منخفض : "هناك لص في الصالة !" .. والحق أنها لم تخف ، فوجود أخيها سيحمها من اللص ، بل إن شيئا من السرور دخل على نفسها لأن اللص أمر جديد في حياتها المملة ، سيكون هناك الكثير من الإثارة وسيجري الأدرينالين في دمائها لأول مرة منذ سنوات .

قامت مع أخيها وبحرص شديد اقتربا من الصالة ، وبدا واضحا لهما أن هناك حركة فيها بسبب انعكاس الضوء على الحائط المقابل .. تسمرا مكانهما للحظة اختفت خلالها حركة الضوء الساقط على الحائط وعاد إلى سكونه.. تبادلا النظرات وقررا أن يقتربا أكثر ببطء حتى أصبحت الصالة كلها أمامهم ..

لم يكن هناك أي شيء غريب في الصالة .. كل قطع الأثاث البسيط في مكانها واللوحات مكانها وحتى الأتربة التي لم تنظفها "فايزة" منذ أسبوع كانت كما هي .. بحسم قال "فؤاد" :"يبدو أني متوتر من العمل ومن التفكير في بعض الأمور .. وربما كان هناك فأر وخرج من حيث دخل .. إنه شباك المطبخ المكسور بكل تأكيد .. " واستدار للمطبخ ليضع لوحا من الخشب على القطعة المكسورة من الشباك مؤقتا حتى يستدعي النجار لإصلاحه ..

أما "فايزة" فلم تقتنع بهذا التفسير ، إنها تعيش في البيت أكثر من أخيها وتعرف كل قطعة فيه .. بل إنها تعرف ترتيب ذرات الهواء في كل غرفة كيف كانت عندما تركتها آخر مرة .. واحساسها الداخلي يخبرها بأن ما كان في الصالة ليس فأرا بالتأكيد .. وبما أن قطع الأثاث القديم ليست من عادتها أن تتحرك ، فإن الأحتمال الباقي هو أن
السجادة هي التي تحركت .. وارتجف قلبها لهذا الخاطر وهي تسرح في الزخارف العجيبة التي زينت بها السجادة وخيل إليها أنها عبارة عن وجه ، وأن الوجه يبتسم لها !




hgs[h]m




 توقيع : رحيل المشاعر




_______________________
________________


والله لو صحب الإنسانُ جبريلا لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا َ
قد قيل فى الله أقوالٌ مصنفة تتلى لو رتل القرآنُ ترتيلا َ
قالوا إن له ولدًا وصاحبة زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا َ
هذا قولهمُفي.. الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا ..
***
انا زينـــــــــــــه




رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
 (01-19-2022),  (01-19-2022),  (01-19-2022),  (01-19-2022),  (01-23-2022)
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
السجادة

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السياحة في النمسا: زوروا أفضل أماكن السياحة صاحبة السمو [ السًـــيـــآَحـــہْ ▪● 21 10-03-2021 10:31 PM
تعيين وزيرة السياحة المكسيكية السابقة مستشارة في "السياحة السعودية" ولد الذيب [ السًـــيـــآَحـــہْ ▪● 14 07-25-2021 02:23 AM
السياحة في كيمبرلي رحيل المشاعر [ السًـــيـــآَحـــہْ ▪● 10 05-19-2021 07:12 AM
السياحة في غوا شموع الحب [ السًـــيـــآَحـــہْ ▪● 8 03-01-2019 04:04 PM


الساعة الآن 06:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM