10-23-2024, 09:36 PM
|
|
|
|
|
هدايا القدر
وما بين المتباينين إلا يقين بذاك المصدر الذي منه ينبثق ذاك الخير والشر ،
الشر في نظر من يتلقى تلك الهدايا كونه لا يرى غير الظاهر من الأمور ،
وفي حقيقتها خير ينال ذلك المنكوب ، ولن ينجلي حقيقته إلا بعد حين ،
من ذلك كان الإيمان بالقضاء والقدر ليستحضر الإنسان ماهية ذلك الإيمان
إذا ما نزل في ساحة العبد المحن والبلاء ،
الإنسان إذا عاش حياته مع الله وقد آمن بقضاء الله ،
وبأن كل شيء قد أبرم في كتاب نزلت السكينة على قلبه وروحه ،
فواسى بذلك جروحه ،
يبكي ولكن من غير اعتراض ،
يذرف الدموع ولكن من غير نواح ولا دعوة جاهلية ،
ولا شق جيوب ، ولا لطم وجوه .
وما غالب تلك الهدايا غير هدايا ما لنا عليها اختيار بل نحن مسيرون فيها ،
من هنا لزم علينا الصبر وتقبلها من غير ضيق ولا ضجر يذاع ، فذاك من كمال الإيمان ،
تحضرني قصة ذلك العالم العماني _ لا يحضرني اسمه _ عندما مات له ولد ،
وفي صباح يوم العيد ذهب بثيابه القديمة ولم يتزين ،
وفي منتصف الطريق أخذ يحدث نفسه ويقول :
لو سألك الله تعالى يا فلان لم لا تتزين في يوم عيد ؟!
هل أقول له أنك قتلت ابني !!!
" فرجع بيته ولبس ثوبه واستغفر ربه " .
لنستحضر تلك الهبات التي لا حصر لها لنعقد تلك المقارنة بينها
وبين ما ينتابنا من منغصات ،ليكون الشكر يلهج به اللسان
ويُصّدقه الجَنان ، وبذلك تنجلي الهموم ، وتنقشع الغمام .
لا ولن تنقطع تلك الهدايا ما كانت الروح حبيسة الجسد ،
وذاك يقين وجب على الماضي على ظهر هذه الحياة أن يعيش يومه
على توقع الخير مهما خالط ذلك كئيب المعطيات ،
" فلن يستطيع الحياة من عاش على الغوص في الهدية التي يبديها القدر إذا كانت مغلفة بما يدمي القلب ، ويدمع العين على الأثر " .
ما يكون حسن الظن بالله إلا طريقا نتقبل به تلك الهدايا خيرها وشرها ،
شرها في ظاهر ما يتبادر لذهن ذلك المرء وهو الخير في ميزان وعلم الله ،
ولا يكون المرء متربعاً تلكم الدرجة مالم يعرف ويتعمق في معاني اسماء الله الحسنى التي منها يتعرف عن صفات من أخضع له رقبته ،
وسلم له أمره طوعاً وكرها !
وكم من عبارات يُطلقها البعض تخرج من أفواه المتذمر
لا يقصد بها اعتراضا غير أنها تخرجه عن الصواب فمنها :
- بأن الله كتب لهم فعل المعاصي .
- أن الله كتب له الشقاء .
- أن الله كتب له النار .
" بينما الاختيار جعله له ليختار أي النجدين يختار " .
﴿يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ .
i]hdh hgr]v
_______________________
________________
والله لو صحب الإنسانُ جبريلا لن يسلم المرء من قالَ ومن قيلا َ
قد قيل فى الله أقوالٌ مصنفة تتلى لو رتل القرآنُ ترتيلا َ
قالوا إن له ولدًا وصاحبة زورًا عليه وبهتانًا وتضليلا َ
هذا قولهمُفي.. الله خالقهم
فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا ..
***
انا زينـــــــــــــه
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 03:30 PM
|