لا
تحسبوا رقصي بينكم طربا *** فالطير يرقص مذبوحا من الالم
يا ويح أهلي أبلى بين أعينهم *** على الفراش ولا يدرون ما دائي
تموت النفوس بأوصابها *** ولم تدر عوادها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي *** آذاها إلى غير أحبابها
سيل الكآبة موصول بأوردتي ** وأنهر الحزن تجري في شراييني
قد صرت كتلة آلام تمزقني ** في مصلب الجرح بين الحين والحين
لا
تحسبوا أن هذا الشعر يفهمني ** بل صار ينقل رسما دون تلوين
فهل تجمع في روحي وفي جسدي ** آلام عيسى ويعقوب وذا النون؟
فلو كان سهما واحدا لاتقيته ** ولكنه سهم وثان وثالث
رماني الدهر بالأرزاء حتى ** فؤادي في غشاء من نبال
فكنت اذا أصابتني سهام ** تكسرت النصال على النصال
لان أمسيت في ثوبي عديم ** لقد بلي على حر كريم
فلا يغررك أن أبصرت حالا ** مغيرة على الحال القديم
فلي نفس ستتلف أو سترقى ** لعمرك بي إلى أمر جسيم
لولا الحوادث قد حططن رحالا ** بحماي كنت الشاعر المفضالا
وسموت في طلب الكمال مبرزا ** وتركت خلفي في الحضيض رجالا