أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الأربعاء في عمان أن على إيران سحب مقاتليها من سوريا، مؤكدًا أن وجودها في هذا البلد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وفقًا للوكالة الفرنسية.
وبعد أن اعتبر تيلرسون في عمان أن حزب الله "جزء من العملية السياسية في لبنان"، عاد مساعده ستيف غولدشتاين وقال بعد ساعات قليلة إن "اللبنانيين سيكونون في وضع أفضل من دون إرهاب حزب الله وتأثيره الضار".
وقال تيلرسون في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان "نحن قلقون بشأن الحادث الأخير المتعلق بإسرائيل وإيران في سوريا، وأعتقد أن هذا يوضح مجددًا لماذا لا يؤدي الوجود الإيراني في سوريا إلا لزعزعة الاستقرار".
وأضاف "نعتقد أن على إيران سحب عسكرييها... الميليشيا التابعة لها من سوريا وأن تفسح المجال أمام تعزيز عملية السلام في جنيف".
وأعلنت الولايات المتحدة السبت دعمها لإسرائيل بعد غارات جوية شنها الجيش الإسرائيلي في سوريا مستهدفًا مواقع عسكرية قال إنها سورية وإيرانية.
وشنت إسرائيل السبت الماضي سلسلة غارات جوية في سوريا على أهداف سورية وإيرانية قالت إنها كانت ردًا على اختراق طائرة إيرانية من دون طيار أطلقت من سوريا مجالها الجوي. لكن طهران نفت هذا الأمر.
وأعقب ذلك إسقاط مقاتلة إسرائيلية "إف 16" في الأراضي الإسرائيلية.
من جهة أخرى، أكد الصفدي "ضرورة التقدم نحو حل سلمي للأزمة السورية".
وأضاف خلال المؤتمر الصحافي أن هذا الحل "يجب أن يكون على أساس القرار 2254 وعلى أساس مسار جنيف الذي نعده المسار الوحيد لتحقيق الحل السلمي".
وأشار إلى أن "الحل الذي نريده هو الحل الذي يقبل به الشعب السوري ويضمن وحدة سوريا وتماسكها".
-حزب الله والعملية السياسية-
وحول زيارته المقررة الخميس إلى لبنان قال تيلرسون إن واشنطن تدعم "لبنان ديموقراطيًا خاليًا من أي نفوذ للغير".
وأضاف "نعلم أن حزب الله اللبناني متأثر بإيران، وهذا التأثير لا يساعد في مستقبل لبنان على الأمد الطويل".
وقال تيلرسون "علينا أن نعترف بحقيقة أنه (أي حزب الله) جزء من العملية السياسية في لبنان".
وإثر هذا التصريح لتيلرسون الذي اعتبر معتدلاً إزاء حزب الله، قال ستيف غولدشتاين مساعد وزير الخارجية الأمريكي في كلامه عن دور حزب الله في لبنان "نعتقد أن اللبنانيين سيكونون في وضع أفضل من دون إرهاب حزب الله وتأثيره الضار".
كما أعلن في تصريح صحافي أن الولايات المتحدة "تواصل جهودها لدعم سيادة لبنان واستقراره".
ومنذ العام 2013، يشارك حزب الله الشيعي اللبناني بشكل علني في القتال مع قوات النظام في سوريا. كما أرسل مستشارين وقياديين إلى العراق قدموا دعمًا لفصائل الحشد الشعبي في معاركها ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
من جانب آخر، أكد الوزيران أهمية إعادة إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفيما يتعلق بخطة السلام التي من المقرر أن يعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال تيلرسون "شاهدت عناصر تلك الخطة، وهي قيد التطوير منذ عدة أشهر".
وأضاف "لقد تشاورنا (في الإدارة الأمريكية) حول الخطة وتعرفنا على نقاط تحتاج إلى المزيد من العمل، لذا أعتقد أن الرئيس هو من سيقرر متى يشعر بأن الوقت مناسب وأنه جاهز لإعلان الخطة". لكن تيلرسون أكد أنها "متقدمة إلى حدٍ ما". والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة منذ سنوات.
وكان ترامب قرر في 6 ديسمبر 2017 الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والتوجيه بنقل السفارة الأمريكية إليها، ما أثار إدانات حازمة من العالمين العربي والإسلامي ومن المجتمع الدولي.
والقدس في صلب النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يتمسكون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة في حين أعلنت إسرائيل القدس عاصمتها الأبدية" في 1980.
وشهدت العلاقات الفلسطينية الأمريكية توترًا شديدًا بعد قرار ترامب بشأن القدس الذي أنهى عقودًا من الدبلوماسية الأمريكية المتريثة، واعتبر الفلسطينيون أنه لم يعد بإمكان الولايات المتحدة بعد اليوم لعب دور الوسيط في عملية السلام.