أَيْنَ أَهْرُبُ
مِنْ لَيْلِي وَأَشْجَانِي ....
يُعجِبني الإنسانُ الواضح الصَّريح،
الذي يستطيعُ أنْ يتحدَّث بما يريدُه بكلِّ ثقةٍ وقُدرة.
الشَّخص الصَّريح تجدُه
غير مبخوس الحقِّ مثل الرجل الغامض الكَتوم.
الشَّخص الصَّريح تجدُه
محبوبًا ومقبولاً عند الناس.
الشَّخص الصَّريح يحترمُه
الآخَرون؛ لأنَّه عنده رُؤية واعتقاد يُدافِع عنها.
الشَّخص الصَّريح
ينفع أن يكونَ داعيةً ومربِّيًا وقائدًا.
إنَّ الصَّراحة والتعبير عمَّا يختلجُ بالنَّفس يُستخدم كعلاجٍ للكبت والضُّغوط النفسية.
ذكَر ديل كارنيجي في كتابه الرائع
"دع القلق وابدأ الحياة"
أنَّ أحدَ المعالجين النفسيِّين افتَتح دارًا للعِلاج سماه "تطهير العواطف"؛
لعلاج الأشخاص الذين يتعرَّضون
للضغط النَّفسي ولا يجدون مَن يستَمِعُ لهم ويُخفِّف عنهم،
وقد حقَّقت هذه الدار نجاحاتٍ هائلة،
وشُفِي كثيرٌ من المرضى.
..
يقول نزار قباني:
كُلُّ الطَّرِيقِ أَمَامَنَا مَسْدُودَةٌ
وَخَلاَصُنَا بِالرَّسْمِ بِالْكَلِمَاتِ
يقولُ الشاعر :
لِمَنْ أَبُوحُ بِآلاَمِي وَأَحْزَانِي
وَأَيْنَ أَهْرُبُ
مِنْ لَيْلِي وَأَشْجَانِي
إِذَا شَكَوْتُ فَكُلُّ النَّاسِ يَعْذِلُنِي
وَإِنْ صَبَرْتُ فَصَبْرُ المُرْهَقِ الوَانِي
فأقول:
ليس عليك عذل الناس فقط،
عبِّر عمَّا يجيش بصدرك من أفكار ورؤى، ولتبحثْ عن صديقٍ وفيٍّ،
حسَن الاستِماع، قليل اللوم،
واجعَلْه صندوقًا لهمومك،
تُلقِي ما تشاء من همومٍ عليه فيُهوِّنها عليك، ويُسلِّيك،
ويزيحها عنك كما يزيحُ السيل
ما يعترضه من عوائق وأحجار من طريقه.
فلتُزِحْ همومك ولتَنْسها،
ولتتعلَّم من الطير تغريدَه،
ومن السحاب هطوله وانهماره،
ومن القمر ضياءَه وجماله،
وكنْ جميلاً حتى ترى الوجود جميلاً.
..
يقول الشاعر:
وَلاَ بُدَّ
مِنْ شَكْوَى إِلَى ذِي مُرُوءَةٍ
يُوَاسِيكَ أَوْ يُسْلِيكَ أَوْ يَتَوَجَّعُ