يُعرف مرض هشاشة العظام بأنه اضطراب شديد يحدث في الهيكل العظمي ويسبب أضرارًا حادّةً عند المصاب، الأمر الذي يتسبب بزيادة خطر الإصابة بالكسور، ويختلف هذا المرض عند البالغين منه عند الأطفال؛ إذ عرّفت منظمة الصحة العالمية مرض الهشاشة عند البالغين بالكثافة العظمية ذات انحراف معياري أقل من 2.5 من ذروة كثافة العظم، بينما تنمو عظام الأطفال ولا تبلغ ذروتها قبل سن البلوغ، لذلك لا يتناسب استخدام القياسات ذاتها لدى البالغين، فلم تستطع منظمة الصحة العالمية إيجاد تعريف محدّد لمرض هشاشة العظام، إذ يجب عدم تشخيصه على أساس معايير كثافة العظام فقط، بينما يشخص المرض عند الأطفال في حال وجود كسر واحد أو أكثر عند غياب الأعراض.
يقسم مرض هشاشة العظام عند الأطفال إلى نوعين، هما: هشاشة العظام الثانوية : يحدث هذا النوع بسبب حالة طبية عند الطفل، وهو أكثر النوعين شيوعًا عند الأطفال، ويتضمّن ما يأتي:
<ul> التهاب المفاصل، وداء السكري، وسرطان الدم، وفرط نشاط الغدة الدرقية، ومتلازمة كوشينغ، وفرط نشاط جارات الدرقية، وأمراض الكلية.
التليف الكيسي، وأمراض الاضطرابات الهضمية، واضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية العصبي، ومتلازمات سوء الامتصاص، وتكوّن العظم الناقص، وبيلة هوموسيستينية (اضطراب استقلابي وراثي).
استخدام بعض الأدوية، مثل: العلاج الكيميائي للسرطان، والأدوية المضادة للنوبات، أو استخدام منشطات التهاب المفاصل.
متلازمة ثالوث الرياضيات عند الفتيات، وهي متلازمة تحدث عند توفّر ثلاثة شروط، من ضمنها نقص الطاقة بسبب العادات الغذائية السيئة، والدورات الشهرية غير المنتظمة.
مرض التهاب المفاصل الروماتويدي؛ إذ تنخفض فيه كتلة العظام عند الأطفال حول المفاصل.
</ul> هشاشة العظام لسبب مجهول : يعدّ سبب هذا النوع من هشاشة العظام غير معروف، ويعد هذا المرض من الأمراض الشائعة بنسب قليلة، ويكون عند الذكور أكثر من الإناث، ويحدث قبل سن البلوغ، إلا أن معظم الأطفال يتماثلون للشفاء خلال هذه الفترة، وقد تتضمّن أعراضه ما يأتي:
<ul> آلام في مناطق أسفل الظهر، والوركين، والركبتين، والكاحل، والقدمين.
مواجهة مشكلات في المشي.
كسور في الساقين، أو الكاحلين، أو القدمين.
</ul>
معظم الأعراض التي يعاني منها الأطفال المصابون بهشاشة العظام قد تختلف من طفلٍ إلى آخر، ومن أكثرها شيوعًا ما يأتي:
آلام في العظام، في كثير من الأحيان تكون في الظهر، والوركين، والساقين، والقدمين.
صعوبة في المشي، أو محدودية في الحركة.
الكسور في العظام الطّويلة، مثل: هيكل العظم، والعمود الفقري.
انحناء في العمود الفقري، أو فقدان الطّول لأنّ عظام العمود الفقري قد تصبح مضغوطةً، وقد تتطوّر كسور العظام الطويلة، خاصّةً حول المفاصل الحاملة للوزن.
تشوّه بسبب الكسور في العظام.
يوجد العديد من الأسباب المحتملة للإصابة بهشاشة العظام عند الأطفال، ومعظمها أسباب ثانوية للأمراض أو العلاجات الأخرى، خاصّةً استخدام أدوية الجلوكورتيكويدات خلال الحمل، أمّا اضطراب العظام الأساسي الأكثر شيوعًا الذي يؤدي إلى هشاشتها عند الأطفال هو خلل تكوّن العظم الناقص الذي ذكر في السابق، وهو عيب وراثة هيكلي في كمية إنتاج الكولاجين من النوع الأول أو جودته في العظم، وتوجد عدّة أنواع فرعية من حالة تكوّن العظم الناقص تتراوح من الحالات الخفيفة إلى تلك التي تسبب موت الجنين داخل رحم الأم، وفي بعض الحالات تساعد خزعة العظم على تشخيص هشاشة العظام عند الأطفال.
يكون تشخيص هشاشة العظام عند الأطفال بطرق مختلفة، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي: الأشعة السينية: تُوضّح الأشعة السينية مدى نمو العظام وإذا كان بالشكل الصحيح، وإذا كان من المُحتمل أن يحتاج الطفل إلى العديد من جلسات التصوير بالأشعة السينية؛ فعلى سبيل المثال عند الشكّ في إصابته بمرض هشاشة العظام يتعرّض لنوع خاص من الأشعة السينية التي توفر إشعاعات أقلّ ضررًا. فحص كثافة المعادن في العظام: قد يطلب الطبيب فحص كثافة المعادن في العظام، ويتضمّن ذلك الاستلقاء بينما تفحص آلة جسم الطفل، وتحسب مدى كثافة العظام لديه، ويساعد ذلك الطبيب على فهم إذا ما كانت العظام أكثر كثافةً مما ينبغي أو أقل عند الأطفال الطبيعيين في العمر نفسه. تحاليل الدم: تُظهِر اختبارات الدم إذا ما كان لدى الطفل ما يكفي من المواد الغذائية والهرمونات لبناء عظام قوية أم لا، وقد تُشير أيضًا إلى مدى سرعة بناء عظام الطفل ونموها.
يعتمد علاج مرض هشاشة العظام على السبب الذي أدّى إلى حدوثه، وتتضمّن الطرق العلاجية المُتّبعة ما يأتي:
إذا كانت الحالة تُعالج ولم تحدث أي تطورات في الحالة فينصح بتغيير الدواء، حسب إرشادات الطبيب.
تحفيز الطفل لممارسة تمارين منتظمة أو أي أنشطة آمنة تعزز نمو العظام؛ لتجنب حدوث الكسور.
إضافة الكالسيوم وإدخاله إلى النظام الغذائي؛ للمساعدة على نمو عظام صحية، وقد تتضمّن مصادر الحصول عليه المنتجات الحيوانية، مثل: الألبان، والحليب، والأجبان، والمنتجات النباتية، مثل: الخضروات الورقية الخضراء، والبقوليات، والمكسرات، والأطعمة المدعمة بالكالسيوم.
تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين، مثل: الشاي، والمشروبات الغازية، والقهوة.
محاولة الحصول على كميات كافية من فيتامين د، الأمر الذي يساعد على زيادة فرص امتصاص الكالسيوم ويقوّي العظام، ويمكن الحصول على هذا الفيتامين عند التعرض لأشعة الشمس، ويعتمد مقدار التعرض للشمس على لون البشرة، والوقت من السنة، ومكان الإقامة.
الحصول على المكملات الغذائية (الكالسيوم أو فيتامين د) عند عدم استجابة الجسم لامتصاص الكالسيوم.