عن أم العلاء كما جاء في صحيح البخاري
"أنهم اقتسموا المهاجرين قرعة ، قالت : فطار لنا عثمان بن
مظعون وأنزلناه في أبياتنا ، فوجع وجعه الذي توفي فيه ،
فلما توفي غسل وكفن في أثوابه ، دخل رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فقلت : رحمة الله عليك أبا السائب ،
فشهادتي عليك لقد أكرمك الله ، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم :
( وما يدريك أن الله أكرمه ) . فقلت : بأبي أنت يا رسول الله ،
فمن يكرمه الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أما هو فو الله لقد جاءه اليقين ، والله إني لأرجو له الخير ،
ووالله ما أدري وأنا رسول الله ماذا يفعل بي ) . فقالت :
والله لا أزكي بعده أحدا أبدا "
يالله
والله ما أدري وأنا رسول الله ما يُفعل بي !!!
كلمات قالها سيد المرسلين حبيب رب العالمين .
ونحن لسان حالنا يقول وإن لم أخل أنا الجنة فمن يدخلها ؟؟؟
ولا حول ولا قوة إلا بالله
من أين لنا بهذه الجرئة على الله ؟؟؟
من أين لنا بهذه الثقة وكأننا أصبحنا من المبشرين بالجنة؟؟؟
أين خشيتنا من الله؟؟؟
أيها الطائع وأيها الملتزم....
يا من منّ الله عليك بالهداية....
أئمنت مكر الله ؟؟؟
{أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }
فكم من سعيد أصبح شقي!!
وكم من غني أصبح فقير !!!
وكم من صحيح أصبح مريض!!!
وكم عزيز أصبح ذليل !!!
وكم من قوي أصبح ضعيف !!!
يقول صلى الله عليه وسلم
"بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم . يصبح الرجل
مؤمنا ويمسي كافرا . أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا .
يبيع دينه بعرض من الدنيا "
أيها الطائع يامن منّ الله عليك بالهداية ....
أضمنت حسن الخاتمة؟؟؟؟
أعلمت بأي شيء سيُختم لك ؟؟؟ وعلى أي شيء ستموت ؟؟؟
ألم تعلم أن العبرة بالخواتيم؟؟؟
عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين التي أنزل الله برائتها
من فوق سبع سماوات في قرآن يتلى إلى يوم الدين
يسألها رجل ويقول : يا أماه أريد أن أفهم قول الله سبحانه :
(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ
لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّه) [فاطر : 32]
فقالت عائشة : أي بني ، السابق بالخيرات هؤلاء هم الذين
سبقوا مع رسول الله وشهد لهم رسول الله بالجنة .
والمقتصد : هم الذين مضوا على أثر رسول الله من أ
صحابه حتى لحقوا به.
والظالم لنفسه : مثلى ومثلك !!!
فقالت : (( والظالم لنفسه مثلى ومثلك )) فجعلت عائشة
رضى الله عنها نفسها معنا.
عمر بن الخطاب
وهو من هو فاروق الأمة الأواب الذي قال عنه النبي
صلى الله عليه وسلم إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه.
كان شعاره دوما ماذا تقول لربك غدا ياعمر؟؟؟
هل قالها أحد فينا لنفسه
هل سألنا أنفسنا يوما ماذا سنقول لربنا غدا !!!!
وكما جاء في صحيح البخاري
لما طعن عمر جعل يألم ، فقال له ابن عباس ، وكأنه يجزعه :
يا أمير المؤمنين ، ولئن كان ذاك ، لقد صحبت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأحسنت صحبته ، ثم فارقته وهو
عنك راض ، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته ،
ثم فارقته وهو عنك راض ، ثم صحبتهم فأحسنت صحبتهم ،
ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون ، قال : أما ما ذكرت
من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضاه ، فإنما ذاك
من من الله تعالى من به علي ، وأما ما ذكرت من صحبة أبي
بكر ورضاه ، فإنما ذاك من من الله جل ذكره من به علي ،
وأما ما ترى من جزعي ، فهو من أجلك وأجل أصحابك ،
والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا ، لافتديت به من عذاب الله
عز وجل قبل أن أراه .
وها هو على فراش الموت يقول ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي .
معاذ بن جبل
هو على فراش موته يقول
" أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار "
سبحان الله! معاذ الشاب الذي نشأ في الإسلام، الذي
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم والله إني لأحبك , يقول هذا !!
ثم جعل يقول (مرحباً بالموت مرحباً، زائر جاء بعد غيبة،
وحبيب جاء على فاقة، ثم قال: اللهم إنك تعلم أني كنت أخافك
ولكني اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أنني لم
أحب الدنيا لغرس الأشجار، ولا لجري الأنهار،
ولكن لظمأ الهواجر، ومكابدة الساعات،ومزاحمة العلماء
بالركب في حلق الذكر)
مالك بن دينار
يقوم طول ليله قابضاً على لحيته ويقول:
يارب قدعلمت ساكن الجنة من ساكن النار ففي
أي الدارين منزل مالك؟
وها هو سفيان الثوري
وها هو سفيان الثوري
لما نام على فراش الموت دخل عليه حماد بن سلمة
فقال له حماد : أبشر يا أبا عبد الله إنك مقبل على من كنت
ترجوه وهو أرحم الراحمين !!
فبكى سفيان الثورى وقال :
يا حماد أستحلفك بالله أتظن أن مثلى ينجو من النار ؟!!
يالله
أسألنا يوما أنفسنا هذا السؤال
وما يدريـــك أن الله أكرمـــــك ؟؟!!!
ويحك يا نفس إلى متى تعصين وعلى الله تتجرأين ؟!
هذه كلمات أرد أن أذكر بها نفسي أولا
ولنسأل دوما أنفسنا ما يدريك يا نفس أن الله أكرمك ؟؟
لنكن دوما في وجل وخوف ورجاء
قال تعالى:
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }
أي الذين يجتهدون في أعمال الخير والبر, وقلوبهم خائفة
ألا تُقبل أعمالهم، وألا تنجيهم من عذاب ربهم إذا رجعوا إليه للحساب .
ربما تؤثر في أحدنا هذه الكلمات وربما نبكي
وبعدها نخرج من الموضوع ونعود لما كنا فيه من جرأة على الله
ومعاصي في الخلةات
لا ليس هذا هو الخوف
فالخائف ليس من يبكي ويمسح عينه بل الخائف من يترك
ما يحاسبه الله عليه.
.
.