قال الله تعالى : “اقرأ وربك الأكرم ” سورة العلق الآية (3-4 )
وقال الله تعالى : ” ن والقلم وما يسطرون ” سورة
القلم الآية (1)
، ففي هاتين الآيتين الكريمتين دلالة أكيدة على أهمية الكتابة والعلم عند المسلمين والتي من اساساتها القلم
وهو اساس اغلب الثقافات والتاريخ فلولاه ماخطت الكتب وما دونت المعلومات ولا فهرست ولا حفظت فكان له دور عظيم وأثر كبير في التقدم والرقي عند الشعوب منذ قديم الزمان
فما هي قصة
القلم والكتابة الذي استخدمه الانسان منذ القدم وحتى وقتنا الحاضر ؟
على كوكب الأرض كان
القلم في مقدمة الاختراعات التي ابتكرها الإنسان – حتى قبل أن يبتكر
الحروف ويتعلم الكتابة ..
ويعتقد أن أول قلم استعمله الإنسان (أصابعه) التي كان يغمسها في دماء الحيوانات ويرسم بها
على الصخور وجدران الكهوف ..
هذا ما تؤكده الرسومات الدموية المكتشفة في كهوف الصحراء الكبرى وجنوب
فرنسا وتعود لعصور قديمة جدا
بداية الكتابة:
تُعدُّ الكِتابة المسماريّة والتي اعتمدها السومريون من أقدم أنواع الكتابة التي استحدَثها الإنسان، حيثُ استخدم فيها أقدم الأدوات والتي كانت عبارة عن مسمار.
يبلغ عُمر هذه الكتابة خمسة آلاف سنة، وظلّت مُستخدمةً حتى أواخر القرن الميلادي الأول. كان
القلم في الكتابة المسمارية مَصنوعاً من الحديد أو البوصة
أو أعواد الخشب حسب طبيعة المواد المكتوبة عليها، حيث يكتب على اللوح المعدني أو الحجري بالمسمار والّذي كان عبارةً عن قضيبٍ معدنيّ يُكسر
من طرفه ويُقلّم وكذلك بالنسبة لأعواد الخشب والبوصة
أوائل الأقلام
استخدم السومريون الذين عاشو في بلاد سومر في العراق القديم
القلم مدبب ، وقد صنعوه من
الاغصان الصغيرة للأشجار بعد تهذيبها وجعلها أقلامآ مناسبة للكتابة على الواح الطين الطرية التي
تجف فيما بعد ، وكان ذلك حوالي الى عام 3500 قبل الميلاد .
واقتبس المصريون القدماء
أدوات مشابهة لذلك وصنعوا تلك الاقلام من نبات القصب ، وكان ذلك منذ 5500 عام تقريبآ .
أقلام ريش الطيور
استخدم الاغريق في بلاد اليونان قديمآ ريش الطيور في الكتابة وذلك في عام 500 قبل الميلاد
وادخل استخدام اقلام الريش الى اوروبا ، وصارت هذه الاقلام أدوات الكتابة في ديار الاسلام
فيما بعد .
القلم عند العرب
عرف المسلمون
القلم وكتبوا به ، ونبغ منهم العديد من الادباء والعلماء ، وكانت الاقلام تصنع
من سعف النخيل ومن اعواد القصب . وصنع الفنانون العرب المسلمون أجود أنواع المحابر لحفظ
الحبر ن وفي عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد وفي العام 176 هجري ، أنشيء أول مصنع
للورق في بغداد .
قلم الحبر العربي
تعود فكرة اختراع قلم الحبر الذي يحتوي على مخزن للحبر الى ” المعز لدين الله ”
الذي بنى مدينة القاهرة عام 969 ميلادي . فقد طلب من القاضي النعمان ابن محمد صناعة قلم الحبر
هذا الذي يكتب باستمرار . وبعد أيام أحضر هذا القاضي قلم الحبر ومعه الصانع المسلم الماهر
الذي صنع
القلم من الذهب .
قلم الرصاص
في عام 1564 ميلادي اكتشف الجرافيت في منطقة كمبرلاند في شمال انجلترا ، مما أدى الى اختراع قلم الرصاص ،
وفي العام 1565 ميلادي بدأ الناس يستخدمون أقلام الرصاص .
حيث اخترع العالم الالماني ” كارل جستنر ” قلم الرصاص . وقد كان يتكون من الجرافيت الدقيق
المحاط بعيدان من الخشب مربوطة بعضها ببعض . وتصنع اقلام الرصاص الآن من الصلصال أي الطين ، ومادة الجرافيت بنسب جيدة
ولكن أقلام الرصاص بشكلها الحالي الذي نعرفه الآن لم تظهر إلا عام 1812 م
أقلام الحبر:
حيث صدرت براءة اختراع قلم الحبر في الولايات المتحدة الأمريكية عا
867 م
باسم كلاين وهنري دبليو واين. يُصنع
القلم من أنبوبتين واحدة تحتوي على مادة الحبر، تُوضع داخل الأنبوبة الثانية، التي توجد في طرفها ريشة القلم.
_ومن المواقف الطريفة في تاريخ هذا
القلم : هو إنفاق وكالة ناسا مبلغ 150مليون دولار من أجل ابتكار قلم سائل لا يتأثر بانعدام الجاذبية في الفضاء ..
لان الرواد لاحظوا اثناء رحلهم للفضاء ان الحبر جاف او سائل يرتفع لانعدام الجاذبية ولا يمكن الكتابة به في ذلك الوقت ونجح الامريكان فعلا بعد وضع هذا المبلع الكبير
اما الموقف الاطرف كان ان الروس حلوا هذه المعضلة بتزويد رواد الفضاء بأقلام رصاص رخيصة الثمن
لا تساوي ريال واحد!!
_عزيزى القارئ هذا هو تاريخ
القلم تلك الاله السحرية التى ترجمت وعبرت عما يبوح به القلب
وينطق به اللسان .
وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى