جاء اسم
الله تعالى "العظيم" في القرآن مفردًا، ومقرونًا تسع مرات؛ كقوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255]، ومن معاني العظمة، الجبروت، والكبرياء؛ بحيث لا يحدُّ عظمتَه وقدرتَه حدٌّ محدود عز وجل.
إن من
تعظيم الله تعالى تعظيمَه في القلوب؛ حيث إنها هي مصدر الأقوال، والأفعال في سائر العبادات.
إذا تأمل الإنسان في مخلوقات
الله تعالى علِم عظمتها وضخامتها، وقد لا يدرك غاية ذلك؛ لأن العقل محدود، وذلك يدل على عظمة مَنْ خلقها وأوجدها.
إن
الله تعالى هو العظيم، فإذا عَظُم في النفوس زكَت وطهُرت، فصارت تخاف هذا العظيم بترك نَهْيه، وترجوه بفعل أمره، فصار التعظيم لله
تعالى سبيلًا قويمًا لاستقامة هذا الإنسان على صراط
الله المستقيم.
إنَّ
تعظيم الله تعالى هو الوقوف عند حدوده، والخضوع لعظمته؛ حتى يستسلم القلب لهذا العظيم، فينقاد له بفعل الأوامر واجتناب النواهي.
من المظاهر الجلية في تعظيمه تعظيمُ كلامه ورُسله وشرائعه، ومحبتُه وخوفُه، ورجاؤه، وحسن الظن به، والاستعداد للقائه، واستحضاره في القلوب، والدعوة إلى ذلك بشتى السبل والطرق؛ حتى يستقر تعظيمه في نفوس المدعوين.
كيف تعمل هذه الجوارحُ ما يخالف أمرَه، وهي تزعم تعظيمَه، فإن مَنْ عظَّم
الله خاف منه، وهرب إليه، وهذه الأمور الثلاثة من مُخْرَجات
تعظيم الله تعالى، ومن البراهين على صحة ذلك وثباته.
إن هذا التعظيم هو من أكبر الدوافع للثبات على دين
الله تعالى؛ لأنه يسوق هذه النفس إلى الخير سوقًا حثيثًا.
إن من
تعظيم الله تعالى استحضار معاني أسمائه عز وجل، فهو المتكبر القوي العزيز المهيمن الجبار الذي لا يُعجزه شيء، فهو على كل شيء قدير، يقول للشيء: كن فيكون.
إنَّ استحضار هذا التعظيم خلال العبادة، يجعل الإنسان يرتفع إلى منزلة المحسنين؛ حيث كان قلبه حاضرًا خلال عبادته، فيستشعر أن
الله يراه، فما أحوجنا في جميع حركاتنا وسكناتنا، وأقوالنا وأفعالنا أن نستحضر هذه العَظَمَةَ الربانيةَ؛ لأننا حينها يزيد إيمانُنا بربنا، ويزيدُ خوفُنا منه، ورجاؤنا له، فتعظيم
الله تعالى من أوسع الطرق، والسبل لتهذيب النفس، واستقرارها، وثباتها على دين
الله تعالى.