11-25-2017, 04:03 PM
|
|
|
|
|
عجوز عند الجسر فصل المحبه
قصة للكاتب الأمريكي إرنست هيمنجواي"
جلس رجل عجوز ذو نظارات ذات حافات معدنية بالقرب من جانب الطريق، يرتدي ملابسا متربة جدا.
كان هناك جسر عائم يقطع النهر، تعبره قوارب، وعربات، وشاحنات، ورجال، ونساء، وأطفال.
فوق الحافة الشديدة الانحدار من الجسر ترنحت العربات التي تجرها الثيران، فراح الجنود للمساعدة بدفع دواليب عجلاتها.
كانت الشاحنات تسير بصعوبة وهي تبتعد عن كل شيء، تاركة من ورائها الفلاحين ضاربين أقدامهم في التراب، مجاهدين في مشيهم؛ إلا أن العجوز جالس هناك دون تحرك. كان يبدو أنه مصاب بداء العي فلم يستطع مواصلة السير أكثر من ذلك.
كانت مهمتي عبور الجسر للقيام بدورة استطلاعية، والتأكد إلى أي مدى وصل إليه العدو. لقد قمت بواجباتي، وعدت فوق الجسر حيث لم أر سوى ملأ قليل من البشر المشاة، وقليل من العربات، لكن العجوز لم يبرح مكانه. فسألته:
- من أين جئت؟
رد مبتسما:
- من "سان كارلوس".
لأن هذه المدينة كانت مسقط رأسه، وعندما تذكرها غمر السرور نفسه فعبر عنه بالابتسام.
ثم استطرد قائلا:
- كنت أعتني بالحيوانات.
- آه!
تأوهت دون أن أفهم قصده!
- نعم، بقيت كما ترى! لأعتني بالحيوانات؛ لذلك كنت آخر من غادر "سان كارلوس".
لم تكن تبدو عليه سمات راعي الغنم، ولا حتى صاحب ماشية. نظرت إلى ثيابه السوداء المتربة، وإلى وجهه الأشعت، ونظاراته ذات الحافات المعدنية، ثم سألته:
- أي نوع من الحيوانات؟!
- حيوانات مختلفة.
قال هذا مطأطئا رأسه، ثم أضاف:
- وقد اضطررت لتركها.
كنت أراقب الجسر وريف (إيبرو ديلتا) الذي يبدو كمظهر إفريقي، وأنا أتساءل كم سيمضي من الوقت لنرى العدو؟ وبينما أنا أصغي في تلك الآونة إلى الأصوات الأولى التي قد تشير في أي وقت الى حادث مبهم، أو اشتباك يستدعي الاتصال؛ كان العجوز لا يزال جالسا هناك، فسألنه:
- أي أنواع الحيوانات كانت؟
- كانت هناك ثلاث حيوانات، معزتان، وقطة، وأربعة أزواج من الحمام.
- وكان لزاما عليك تركها؟!
- نعم! لقد أمرني القائد العسكري بالمغادرة بسبب قصف المدفعية.
وأنا أراقب النهاية البعيدة للجسر، عندما كانت العربات القليلة المتبقية تسرع إلى منحدر ضفة النهر سألته:
- أليست لك عائلة؟
- لا! فقط الحيوانات التي ذكرتها. والقطة سوف تكون على أحسن ما يرام؛ لأنها تعتمد على نفسها، لكن لا أستطيع أن أتصور ما يمكن أن يحدث للآخرين.
- ألديك معتقد سياسي؟
- لست سياسيا؛ لقد مضى من عمري ست وسبعون سنة؛ وقد مشيت اثنى عشرة كيلومترا إلى حد الساعة، وأعتقد أنني لا أستطيع مواصلة السير.
- هذا ليس مكانا آمنا لتتوقف فيه، فإن أردت فهناك شاحنات تتجه نحو "تورتوسا".
- سأنتظر فترة من الوقت، ثم سأتوجه حيث تمضي الشاحنات.
- اتجاه "برشلونة"؟
- لا أعرف أحدا في هذه الناحية، ومع ذلك أشكرك جزيلا، أشكرك جزيلا مرة أخرى.
نظر إلي نظرة المتعب المرهق، وهو يريد اقتسام معاناته مع أي كان، قائلا:
- القطة ستكون على أحسن ما يرام، لا داعي للقلق من ناحيتها؛ ولكن البقية؟ وما تظن بشأنها؟
- حسنا، ربما ستنجو.
- أتظن ذلك؟
- لم لا؟
قلتها وأنا أراقب الضفة الأخرى حيث الطريق قد خلا من العربات.
- لكن، ماذا سيفعلون تحت القصف المدفعي وأنت قد أمرت بالمغادرة بسبب هذا القصف؟ وهل تركت قفص الحمام مقتوحا؟
- نعم!
- إذن سيطير.
- نعم، بكل تأكيد سيطير؛ ولكن البقية؟ ومن الأفضل ألا أفكر فيها.
- إذا كنت قد استرحت فإني أرغب في الانصراف، فحاول أن تنهض لتسير الآن.
- شكرا.
هب واقفا، ترنح من جانب إلى آخر، ثم جلس فوق التراب في الاتجاه المعاكس. وقال بحزن شديد من غير أن يقصدني: "كنت أعتني بالحيوانات، كنت فقط أعتني بالحيوانات".
كان يوم أحد، وقد صادف "عيد الفصح"، ولم يكن في وسعي ما يمكن فعله من أجله، والفاشيون يتقدمون نحو "إيبرو"؛ وكان يوما سماءه مكفهرة، ملبدة بالغيوم، مما جعل طائراتهم لا تستطيع القيام بالطلعات الجوية.
كانت هذه حقيقة، إلى جانب حقيقة أن القطط تعرف كيف تدبر أمرها، وكان من حسن حظ العجوز كل ما بمقدوره أن يمتلك.
////////////////////////
نبدة عن الكاتب
ولد إرنست همينغواي [Ernest Miller Hemingway] يومه 21 يوليوز 1899م. وانتحر يومه 2 يوليوز 1961م. في مدينة "أواك بارك" بولاية "إلينوي" بأمريكا، من أب طبيب هوايته الصيد.. وأم هوايتها الموسيقى...
وفي سنة 1909م. أهداه أبوه بندقية صيد لأنه كان مولعا بالصيد منذ صباه، وقادته الموهبة إلى إفريقيا...
رافقته إلى غاية 2 يوليوز 1961م. حيث كانت الأداة التي أنهى بها حياته...
أراد أن يلج عالم التجنيد لكنه رفض بسبب الفحص الطبي.. لكنه ولجه من باب آخر حيث شارك في الحرب العالمية الأولى والثانية بالعمل في سفينة حربية أمريكية.. وقد حصل أوسمة...
كما عمل صحافيا بجريدة "كنساس ستار"، ثم متطوعا في الصليب الأحمر الإطالي سنة 1918م. أين أصيب بجروح بليغة كلفته عدة عمليات جراحية.. وعلى إثر هذا حصل على رتبة ملازم سنة 1921م. وعمل أيضا مراسلا صحافيا لجريدة "تورنتو ستار" في "شيكاغو"...
هاجر إلى باريس سنة 1922م. وعمل أيضا مراسلا.. وهناك أتيحت له الفرصة للقاء بأدباء كبار أمريكيين، وفرنسيين حيث يُعد هذا العصر بالعصر الذهبي في فرنسا... ومن سنة 1936م. إلى غاية سنة 1938م. عمل أيضا مراسلا حربيا لتغطية الحرب الأهلية الإسبانية...
نال "جائزة بوليتزر" الأمريكية في الصحافة سنة 1953م. ونال "جائزة نوبل" في الأدب عن رواية "العجوز والبحر" سنة 1954م.
وفي أواخر حياته هاجر إلى "كوبا".. ربما بدافع الاضطرابات العقلية التي دفعت به إلى الانتحار...
///////////////////
نبذة عن هذه المرحلة التاريخية
بسبب الانقلاب على الشرعية الجمهورية الإسبانية في "مدريد" حيث قام به مجموعة من الجنود بقيادة مجموعة من الجينرالات، وعلى رأسهم: "مولا" في الشمال، و"فرانشيسكو فرانكو" في المغرب، و "كييبو دي يانو" في الأندلس... قامت هذه الحرب الأهلية التي أدت إلى انقسام إسبانيا إلى "قومية" بقيادة "الفاشيين" مع "الفلانخي" و"الريكيتيس"، والجمهورية بقيادة الجبهة الشعبية مع نخبة من الاشتراكيين والشيوعيين...
|
u[,. uk] hg[sv twg hglpfi hgowv
تسلم يدينك غلاتي امجاد على الأهداء الرائع
اشكرك ياخياط على هذا تكريم الرائع ما قصرت ربي يسعدك
شكرا على تكريم الرائع ما قصرتي شموخي ياقلبي
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ملاك الورد على المشاركة المفيدة:
|
|
11-25-2017, 04:26 PM
|
#2
|
رد: عجوز عند الجسر فصل المحبه
طرح في غاية الجمال
يسعدك ربي
|
|
كايده واتعب عشان المقام الكـــايد
واترك الهين مع صفق الــهبوب يعدي
بنت واحب الطناخه والشـــموخ الزايد
والطناخه والشموخ اسلوم ابوي وجدي
|
11-25-2017, 07:41 PM
|
#3
|
رد: عجوز عند الجسر فصل المحبه
طرح راااائع يالغلا..
يعطيك العافيه على القصه
لاعدمنـآ هذا الجمال بالطرح..
بإنتظآرجديدك بكل شوق..
ودي وشذى الورد..
|
|
|
11-25-2017, 07:43 PM
|
#4
|
رد: عجوز عند الجسر فصل المحبه
,
سلمت يداك على الطرح الجميل
ننتظر القادم بكل شوق
ودي وتقديري
|
|
|
11-25-2017, 10:07 PM
|
#5
|
url=http://www.tra-sh.com/up/] [/url]
رد: عجوز عند الجسر فصل المحبه
جلب رااائع ومميز
يعطيك العافية
|
|
|
11-25-2017, 11:34 PM
|
#6
|
رد: عجوز عند الجسر فصل المحبه
سلمت يدآك ع آلطـرح الانتقاء المميز
الله يعطيك العافية يآرب
بـ نتظـآر آلمزيد من هـذآ العطــآء
دمتى بكًل خير
|
|
|
11-26-2017, 08:01 AM
|
#7
|
رد: عجوز عند الجسر فصل المحبه
سلمت يدآك..على جميل طرحك وحسن ذآئقتك
يعطيك ربي ألف عافيه..
بإنتظار جديدك بكل شوق.
لك مني جزيل الشكر والتقدير لاعدمناك...
|
|
|
11-26-2017, 08:16 PM
|
#8
|
رد: عجوز عند الجسر فصل المحبه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تراتيل انثى
طرح في غاية الجمال
يسعدك ربي
منوره بمرورك العطر يالغلا
|
|
|
11-26-2017, 08:21 PM
|
#9
|
رد: عجوز عند الجسر فصل المحبه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الم ونظرة امل
طرح راااائع يالغلا..
يعطيك العافيه على القصه
لاعدمنـآ هذا الجمال بالطرح..
بإنتظآرجديدك بكل شوق..
ودي وشذى الورد..
منوره بمرورك العطر يالغلا
|
|
|
11-26-2017, 08:24 PM
|
#10
|
رد: عجوز عند الجسر فصل المحبه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القيصر
,
سلمت يداك على الطرح الجميل
ننتظر القادم بكل شوق
ودي وتقديري
منوربمرورك العطر
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 02:28 PM
| | | | | | | | | |