تستعرض "سبق" صورًا لطريق قباء بالمدينة المنورة في الماضي والحاضر والمستقبل. ويُعدُّ هذا الطريق أحد أهم الطرق الحيوية للمدينة المنورة الذي يربط بين المسجد النبوي ومسجد قباء، ويحتضن العديد من المحال التجارية، كما شهد أعمال تطوير خلال هذه الأيام عندما قامت هيئة تطوير المدينة المنورة بالبدء بالمرحلة الأولى لتطويره؛ ليصبح مسارًا آمنًا للمشاة من المسجد النبوي الشريف إلى مسجد قباء.
نشأته:
أكد الباحث والمهتم بتاريخ المدينة المنورة فؤاد المغامسي لـ"سبق" أن لهذا الطريق قصة نشأة، تعود إلى عام 1334هـ؛ إذ قام آخر محافظ للعهد العثماني عمر فخر الدين باشا بعمل بعض الأعمال والمشاريع، منها شق هذا الطريق من باب قباء في السور الخارجي المحيط بالمدينة المنورة إلى مسجد قباء بطريق مستقيم.
وقال المغامسي: تم نزع المزارع التي على طول الطريق على مسافة 3 كم في عرض 12 كم، وتم تمهيد الطريق. ولم تطُلْ مدة الوجود العثماني بعد شق طريق قباء "الطريق المستقيم"، وجاء العهد السعودي، وضُمت المدينة المنورة إلى كيان المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - عام 1344هـ، وكانت النهضة والتطور العمراني والأمن والأمان؛ فهُدمت الأسوار، واكتظت المدينة المنورة بالسكان. وهنا بدأت مرحلة جديدة للطريق المستقيم، وذلك بأن أخذ الطريق مع مرور الزمن يتدهور بالحفر والأخاديد؛ إذ قام بعض الملاك باسترجاع أراضيهم التي أُخذت منهم، وقام بعضهم برفع شكوى للملك عبدالعزيز مطالبين بحقوقهم بأنه تم نزع جزء من أراضيهم دون تعويضهم.
وأضاف: أمر الملك عبدالعزيز بالرجوع إلى القضاء الشرعي، وتم ذلك، وحكم القضاء باسترجاع أراضيهم. بعد ذلك قام وكيل إمارة المدينة المنورة في ذلك العهد بشراء نحو 16 قطعة، وأوقفها للطريق. عند ذلك قامت بلدية المدينة المنورة بإعادة الطريق وتمهيده، وبدأ الطريق يأخذ وضعه الحيوي. ومع مرور الزمن أصبحت المحال التجارية والأبنية الحديثة المسلحة في عهد الملك سعود تنتشر، وتم سفلتة الطريق وتخطيطه إلى وضعه الحالي.
يُذكر أن أمير منطقة المدينة المنورة رئيس هيئة تطوير المدينة المنورة، الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، دشَّن قبل أيام عدة أعمال المرحلة الأولى لمشروع تطوير طريق قباء، الذي يهدف إلى تطوير طريق قباء بامتداد أكثر من 600 متر باتجاه مسجد قباء. وأكد الأمير فيصل بن سلمان أثناء التدشين أن المشروع يُعتبر من الأفكار الرائدة لتحويل الطريق إلى طريق تراثي وتحفة معمارية، كما يعمل على تحقيق مسار آمن للمشاة، مع إضافة لمسات إنسانية وجمالية للطريق؛ ليُعتبر حلقة ربط بين المسجد النبوي الشريف ومسجد قباء.