" أدب وأدباء "

جرير


أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة،
وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه
ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل.
كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً.

خليليَّ منْ زفرة ٍ قدْ رددتها
وَمِن ظُلمَة ٍ وَارَتْ عليَّ ضحى ً
حَجراإذا ما دَعَا قَوْمٌ عَليّ أخَاهُمُ،
دَعَوْتُ فلَمْ أُسمِعْ حكيماً وَلا عمرا

حيوا أمامة َ واذكروا عهداً مضى
قَبْلَ التّصَدّعِ مِنْ شَماليلِ النّوَى
قالتْ بليتَ فما نراك كعهدنا
ليت العهود تجددتْ بعد البلى

فلا خَيرَ في تَرْكِ النّبُوّة ِ وَالهُدَى ،
و لا خيرَ في دعوى يكذبُ زورها
و آبَ إلى الأقيانِ ألأمُ وافدٍ
إذا خُلّ عَنْ ظَهرِ النّجيبَة ِ كورُهَا

إِنَّ البَغيضَ لَهُ مَنازِلُ عِندَنا
لَيسَت كَمَنزِلَةِ المُحِبِّ المُكرَمِ

أتصحو أم فؤادكَ غيرُ صاحِ
عشية َ همَّ صحبكَ بالرواحِ

تقُولُ العاذلاتُ: عَلاكَ شَيْبٌ
أهذا الشيبُ يمنعني مراحي

يا أخت ناجيةَ السلام عليكمُ
قبل الفراق وقبل عذل العذّل

لو كنتُ أعلم أنّ آخر عهدكم
يوم الفراق فعلتُ ما لم أفعل

إن العيون التي في طرفها حَورٌ

قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللب حتى لاحراك به

وهن اضعف خلق الله أرْكانا

أعذرتُ في طلَبِ النّوَالِ إلَيْكُمُ
لو كان من ملك النوال ينِيلُ

أمّا الفؤادُ فليسَ ينسَى ذِكْرَكُمْ
ما دامَ يهتفُ في الأراكِ هذيلُ

أينَ المحامونَ منْ أولادِ مسلمة ٍ
أمْ أينَ أينَ بَنُو بَدْرٍ وَسَيّارُ
ما زالَ في الدارِ حامٍ عنْ ذماركمُ
عندَ النساءِ عذومُ النفسِ مغيار