|
|
|
|
قصص - روآيات - حكايات ▪● ┘¬»[ روايات قصيرة | روايات تراثية | قصص حزينه |قصص مضحكة : تنحصُر هِنآ |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-04-2016, 03:39 AM | #21 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: رواية الحزن العتيق الجزء الثامن روايات طويلة
***
ليلة زواج مشاري ..! رغم الفرح والزغاريد الا انها تحس هالة من الحزن والكآبة تحيط بها ومو قادرة على التجرد منها ..! وفي القاعه الكبيرة الفخمة بإضائتها الخافته وألوانها الغريبة ..! واقفه بفستانها النمري القصير وجزمتها الطويلة اللي تغطي سيقانها بأناقتها البسيطه ومكياجها الهادي واكسسواراتها الناعمه وشعرها المنسدل بحريه على اكتافها .. وبجنبها سارة بفستانها الأحمر الحرير .. واللي يطوقه من عند اكتافها وحلقها خيوط ذهبيه .. وشعرها مرفوع بحركة ناعمه وبعض الخصل نازلة بلونها الذهبي الممزوج بالثلجي .. طالعت شادن في سارة وهي مقطبه وباين انها تتألم لأنها نست نفسها وطولت الوقفه على رجلها قالت لها باهتمام : سارة روحي اجلسي مايصير توقفين على رجلك كذا ترى .. مشت سارة بتعب لحد ماوصلت طاولة عليها قهوة وشاهي وانواع مشكله من حلا القهوة ومعجنات منوعه .. وجلست عليها وهي مقطبه وجهها من التعب قالت لشادن اللي قابلت لها : ياااااربي خلاااص مافيني اوقف .. تعبت اليوم بما فيه الكفاية .. احسني يبغى لي شهر راحه . ابتسمت شادن وهزت راسها وهي تصب لها فنجال قهوة وتمده عليها قالت : اللي يسمعك يقول للحين مو مصدقه ان زواجها بعد اسبوعين ووراها شغل وكرف في السوق . تنفست سارة بضيق قالت : بالله تسكتين لاتذكريني . رشفت سارة من فنجال قهوتها على قطعة الشكولاته اللي اكلتها وطالعت في شادن اللي سرحت لعالم بعيد ونظرة الحزن واضحه في عيونها قالت سارة بصوت رقيق ودافي : شادن ..! ردت الثانية بـ : هلا .. : وش الوضع ..؟ ليه هالحزن والكآبة ..؟ من عماد ..؟ ماتدري منه ولا عليه ولا منها هي ومن تخليها عنه حتى وان طلب هو وفرض .. صدت شادن عنها وطالعت على يمينها وهي تقول : شوفي بنت عمك الغبية كيف لابسه ...؟ حست سارة ان شادن تفوت الموضوع وتغيره بعلانية .. قالت وهي تلتفت لمنى بنت عمها بفستانها القصير وقصة شعرها الغريبه اللي تشبه قصة الولد : هذي منى السخيفه ماتشوفين الكل يتحاشاها . ردت شادن بقلة اهتمام : الله يهديها . انتقلت نظراتهم بين الحضور .. وحده تتأمل والثانية تنشغل عن التفكير لين بدت الطقاقه تطق وصدح صوتها وآلات الدف في القاعه .. الاضاءة خافته على الحاضرين ومركزة بألوانها المختلفه على المساحه الواسعه المخصصه للرقص .. والطقاقه تغني بـ من يقول اني لغيرك .. انا لك ماني لغيرك .. انا متعلق مصيري ... ياحبيبي في مصيرك .. مسكت دموعها واعصابها وهم الفراق اللي تتخيل عماد يقرر انه يكون ابدي في أي لحظة يعصف بقلبها .. وشلون يفهم اني له مو لغيره وان مصيري متعلق في مصيره .. عدى الوقت وبدا تصوير العريس مع عروسه اللي رفضت انها تنزف قدام الحريم .. بعد زفة العرسان خارج القاعه وبعد العشا مابقى الا اهل العريس وام نايف وشادن كونهم اهل وجيران .. دق جوال شادن وشافت عماد المتصل ... خفق قلبها بقوة وردت بغصة : هلا عماد . : هلا بك ياشادن .. اطلعي انتي وعمتي انا انتظركم برا . : ليه نايف وين ..؟ : نايف راح مع الشباب اللي يزفون مشاري للفندق . : اوكي خلاص ثواني وطالعين . قفلت منه ولبست عبايتها بعد ماقالت لامها ان عماد ينتظرهم وطلعوا له .. طول الطريق يسولف مع عمته وهي ساكته .. كان صوته وكلامه وشكله يشرخ قلبها وينزفه .. التفت عليها وهي جالسه بجنبه بعد ماحلفت امها انها ماتركب قدام مد يده وشبك اصابعه في اصابعها وضغط عليها بدون كلام .. غمضت عيونها واخذت نفس عميق حسته وصل لقاع بطنها وحرارة يده تتسلل لباقي جسدها ..! وصلوا للبيت ونزلت ام نايف بسرعه وهي تشكره وتترجاه ينزل ينام عندهم بدال مشوار شقته البعيد .. رفض سالفة النوم لكنه قال في الأخير : اذا شادن بتزين لي براد شاهي نزلت تقهويت ومشيت . قالت بدون تردد : انزل تقهوى وبحضر لك شي تاكله اكيد ماتعشيت . همس لها : اجل بتعشى انا وياك . سكتت وهي تشوف امها تدخل البيت قبلهم .. وفتحت الباب وهي تقول : انزل الله يحييك . طفى محرك السيارة ودخل وراها وتوجه لقسم الرجال .. ثواني وكان باب المجلس مفتوح له وشادن و راه بعبايتها وطرحتها .. التقت عيونه بعيونها المكحله بكثافه ومنثور عليها شادو بلونين عسلي وبني واضاءة من تحت حواجبها معطيتها رونق وجاذبية .. عيونها دايماً هي نقطة ضعفه سواء كحلتها ولا تركتها بدون كحل ... صد عنها بمحاولة للهروب وراح بسرعه وفتح التكييف .. قالت قبل ماتطلع : ارتاح بجيب لك العشا والشاهي .. قال : تعالي لاتصدقين سالفة الشاهي والعشا .. انا دخلت ابي اجلس معك شوي .. حست بأطرافها تفتر وهي تتخيل انه ناوي يبت في موضوعهم وينهيه .. هزت راسها بلا .. قالت بصوت مخنوق : اذا بتقول شي عن المواضيع اللي مااحبها الله يخليك مو وقتها . ابتسم رغم ان كلامها سكاكين تخترق قلبه قال : انتي تعالي اجلسي ووريني فستانك اللي حضرتي به .. بعدين ليه ماذكرتيني انزلك اليوم للسوق ولا اجيب لك فستان على ذوقي .. ولاذوقي مايعجبك ..؟ عماد تكفى لاتذبحني .. انا موحمل اوجاع وجروح ..! لاتخليني اعيش حلم ثم تصدمني بواقع .. وقف وهو يشوفها عاقده حواجبها وتطالع فيه وكأنها شارده .. قال : انا ابي اعرف بس وشو له كل هالزعل .. سحب طرحتها من فوق راسها وسحب العبايه وهي تحاول تشدها وتبتسم .. اناقتها وجمالها وهدوءها وبساطتها كلها تسحره .. ليه دخل من الاساس وهو يدري انها راح تغريه .. مشتاق ..؟ ولا مشتهي بس يشوفها وهي راجعة بكامل زينتها ..! حطت يدينها على صدرها واكتافها العاريه وهي تقول بعتب : عماد هات العباية .. لف العباية على الطرحه ورماها في آخر المجلس قال : ياحظك ياعماد وكل هالزين لك .. اكتسى وجهها بحمرة خجل وقهر من تصرفه اللي خافت من انعكاسه عليهم .. مسك يدها وضم عليها وهو يقول : شادن انتي متشائمة .. ماعندك امل ..؟ رفعت راسها وامتلت عيونها دموع قالت : الا عندي امل واملي بالله كبير .. اصلاً احنا نقدر نعيش حياتنا عادي بعد التطعيمات .. اختنقت اكثر وهزت راسها دلالة الخوف والرفض ودموعها تنزل على خدودها : انا خايفه منك ياعماد ... خايفه تتهور وتجني عليّ . ماعنده تعابير .. ولا رد الا ضمها على صدره .. تمتم بكلام من بين تنهيداته : احد يقدر يجني على روحه ولا يضرها .. شادن انتي الروح اللي اعيش بها .. انا اعيش عشانك انتي ليش ماتفهمين . رفعها من فوق صدره ولثمها بجنون على وجهها متحاشي شفايفها حتى مايؤذيها بنقل الفايروس .. : انتي ماتدرين اني اشتاق لك وانتي معي .. قاله وانتبه لها تنتفض وتبكي .. رجع ضمها على صدره دقايق طويله صامته .. اخيراً قال : عارف اني مخطي ياشادن بس اشوا انا مو في بيتنا .. ضمها اكثر وكمل : تدرين يوم ناديتك في غرفتي تقرين علي ليه ..؟ ماردت عليه واستطرد : كله عشان اذكر نفسي اني مريض ومايجوز اقرب منك .. هنا بعد اذا قربت اذكر نفسي اني عند ناس ويمكن امك و لانايف يدخلون علينا .. همست : عماد انا حلالك .. وراضيه باللي ربي يكتبه و... قاطعها بانفعال وهو يبعدها عن صدره : لاتخليني اندم ياشادن اني قلت لك اللي في خاطري .. الله لايقول اني اقرب منك وهذي حالتي .. شد على ذقنها بسببابته وإبهامه قال : تحسبين صحتك مو غاليه عندي .. عقدت حواجبها بقهر على حاله قالت بعيون غرقانه بدموعها : عماد ابغى منك طلب . اشر على عيونه قال بصوت محب وحنون : لو تبينهم . ابتسمت من بين الدمع : تسلم لي هي وصاحبها .. الله يخليك عماد لاتجيب طاري المرض .. حتى انت انساه لاتفكر فيه . ابتسم بخيبه ورفع يدها وباسها وضرب عليها بخفه .. قال : الله كريم ياشادن .. اهمل يدها وتحسس جيوبه قال : انا لازم امشي .. وانتي انتبهي لنفسك ولااسمع ا نك زعلانه ولا تعبانه ثم ازعل منك ... على فكره . قالت بابتسامة رضى : شو ..؟ : احمد وافق على العرس .. بنسوي عرسه مع عرس فهد يعني شي مختصر وكل واحد ياخذ حرمته ويفكونا من قلقهم . : الله يوفقهم .. : اللهم آمين ويوفقني انا وحرمتي .. قولي آمين . ردت بخجل : آمين . : يالله تبين شي تامرين على شي ... ناقصك فلوس . : لا ماابغى الا سلامتك وتجينا باستمرار . هز راسه وهو ينزل عقاله ويعيد ترتيب شماغه من جديد .. طلع مع الباب والتفت عليها قال : شادن . : هلا . اشر على صدر ثوبه قال : الحين وشلون اوديه للمغسله .. بيفضحني الهندي ويقول نسونجي . عضت على شفتها وهي تشوف اثر كحلها وروجها على صدره قالت : بسيطه جيبه بكرة معاك انا اغسله . ضحك قال : صلي ركعتين قبل تنامين وادعي ان الله يطول في عمري واشوف عيالنا . هزت راسها بإن شاء الله والقلق يدب في قلبها ويشل الكلام ويسكته ..! وكأنه شال خوفها من فراقها له وحط مكانها خوفها عليه وعلى صحته ..!
|
|
|