02-14-2017, 08:06 AM
|
|
|
|
|
الإحساس بالزمن
لكي نستطيع الإحساس بالشريط الزمني السعيد الذي نعيش فيه حقَّ الإحساس،
يجب أن تكون الأرواح والضمائر مستعدَّة لسماع مثل هذه الموسيقى والشعر الآتي من وراء آفاق السماوات.
أمَّا الأرواح الفجَّة من حيث عوالمها الداخلية وبيئاتها الخارجية وأنماط سلوكها الحياتية...
أصحابُ مثل هذه الأرواح يحسبون أنَّ الزمن عبارة عن تغير الأهلَّة، لا غير، في صفحة السماء.
لقد تلوَّث الجو العام في أيامنا الحالية بأصوات محطَّات الإذاعة والتلفيزيون والطائرات والسيارات والبواخر والترامْوايات، وبضوضاء الصفارات وجلبة الدعايات والإعلانات، إلى درجة أننا أصبحنا بحاجة إلى عملية جراحية روحية وفكرية.
وما لم تتم مثل هذه العملية الجراحية، وما لم يتم التوجُّه الكامل للآخرة،
لا يمكن فهم وإدراك سماوية هذه الأشهر المباركة، ويصعُب جدًّا،
بل ربما يستحيل سماع الموسيقى الحالمة الآتية من وراء السماوات.
أجل!. إنَّ الذين يستطيعون الاستماع إلى الوجود من خلال منافذ قلوبهم،
تنقلب الأيام والليالي المباركة لديهم إلى شاعر يتكلَّم بلغة ما وراء هذا العالم،
وإلى ملحِّن لألحان موسيقى من عالم آخر، فيهمسان في قلوبنا أعذب الكلمات والألحان.
وتقوم هذه النسائم التي تهبُّ علينا بإزاحة الصور الأخرى المادية التي تحيط بكياننا الماديِّ
لتوصلنا من خلال المنافذ والممرات الخاصة التي تفتحها في أعماق قلوبنا والمطلَّة على دار العقبى...
لتوصلنا إلى السفوح المجهولة للعالم وللطرف الآخر لنغرق في لجة من الوجد.
في مثل هذه الأوقات يكون الصباح كأنه سعادة الخطوة الأولى في دخول الجنة،
والظهر كأنه أوان التخلُّص من تعب النهار، ولحظة الفرحة لرؤية الحبيب والتملِّي بحسنه.
ويكون المغرب أوان سعادة المشي لوصال الحبيب عند إقبال الظلام.
أمَّا الليل فهو أوان لأنواع لا يستوعبها العقل والإدراك من ألوان جمال الخلوة.
وكلُّ وقت من هذه الأوقات يمر بطعم وبلذة مختلفة ثم يذهب ويغيب.
hgYpshs fhg.lk
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ فاتن على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 02:42 AM
|