" أدب وأدباء "

‏لو كنتُ أعرفُ
كيف أصنع من دمي عذراً
لقلتُ لمن تحنُّ وتقتربْ
لا تقربي هذا الحطام الآدمي
فلن تري غير الطعونِ
ولن أرى غير العتَبْ
!

‏أغرتني الدنيا
وزخرف زيفها قلبي
فهل لي بعد ذاك متابُ
.
يا ربُّ
قد طفحَ الفؤاد خطيئةً
فاغفرْ
فمالي غير عفوكَ بابُ

‏مشغولةٌ
وفؤادي ليس مشغولا
فمن تُرى
يستحقُ الدمعةَ الأولى؟!

لو جئتُ قبلَ الذي يهواكِ
عشتُ هوىً
لكنني جئتُ بَعْداً
جئتُ مقتولا
!

‏هجرتكِ،
والرمال تكدستني،
عديلُ البيدِ،
في أطمارِ ريحِ

أسافرُ
ليس تجمعني بلادٌ،
فمالي قد غدوتُ ولم تروحي

!

‏وحيداً ستمضي
وحزن المدائن في مقلتيكْ
وشوق الصبايا على شفتيكْ
وصحب مضوا
جرَّدوا البيدَ خطواً
ثقيلاً
وأنت ظننت
الرحيل إليهم
رحيلاً إليكْ

‏مورقةٌ أوجاعُ الشارعِ
تركلها السياراتُ بلا هدفٍ
وأنا وحدي
أركلُ حجراً
- ذلكَ قلبي -
مذ قالت:
قلبُ العربيِّ حجرْ
!

‏رأيت بموج الشعرِ
كـل سواحلي
وما زلت في موج العيونِ
أسافرُ
قصيدي رهـن البيعِ
من ذا يريدُهُ
ويضمن أني للأحبـةِ زائــرُ

‏للنائباتِ كمانٌ ليس تعزفهُ
إلا بأعصابِ هذا الطفلِ
مُذْ عَقَلا !
حُلمي هو الفرحُ العاديُّ
في بلدٍ
تقول للطفلِ:
-وهو الطفلُ-
كُنْ رجلا
!

‏أرجوكِ
بعيني طفلين أضاعا الدربَ إلى البيتْ
!
‏
أرجوكِ
بقلق الأبِ
مشَّطَ كل شوارع تلك البلدةِ
لم يعثرْ أبداً
!

‏
أرجوكِ
بقلب الأمِّ
على عتباتِ البيتِ
وترقب عودة طفليها
!

‏.
لهم بلادي ولي حزن انتمــاءاتي
أنا المسافر من ذاتـي إلى ذاتـي
.
وكـم أفتِّــشُ عني لستُ أعرفنـي
فكيفَ يطلبني الشرطيُّ إثباتي؟!
.