قال لها .. ألا تلاحظين أن الكون ذكراً ؟
فقالت له .. بلى لاحظت أن الكينونة أنثى !
قال لها .. ألم تدركي بأن النورذكرا ؟
فقالت له .. بل أدركت أن الشمس أنثى !
قال لها .. أوليس الكرم ذكرا ؟
فقالت له .. نعم ولكن الكرامة أنثى !
قال لها .. ألا يعجبك أن الشِعر ذكرا ً؟
فقالت له .. وأعجبني أكثر أن المشاعرأنثى!
قال لها .. هل تعلمين أن العلم ذكرا ً؟
فقالت له .. إنني أعرف أن المعرفةأنثى!
فأخذ نفسا ً عميقا ً وهومغمض عينيه ثم عاد ونظر إليها بصمت للحظات وبعد ذلك ..
قال لها .. سمعت أحدهم يقول أن الخيانة أنثى ؟
فقالت له.. ورأيت أحدهم يكتب أن الغدر ذكراً !
قال لها .. ولكنهم يقولون أن الخديعة أنثى ؟
فقالت له .. بل هن يقلن أن الكذب ذكراً!
قال لها .. هناك من أكّد لي أن الحماقة أنثى
فقالت له .. وهناك من أثبت لي أن الغباء ذكراً
قال لها .. أنا أظن أن الجريمة أنثى
فقالت له .. وأنا أجزم أن الإثم ذكرا
ًقال لها .. أنا تعلمت أن البشاعة أنثى
فقالت له .. وأنا أدركت أن القبح ذكراً
تنحنح ثم أخذ كأس الماءفشربه كله دفعة واحدةأما هي فخافت عند إمساكه بالكأس ..
ولكنها ابتسمت ما أن رأته يشرب وعندما رآها تبتسم له ..
قال لها .. يبدو أنك محقة فالطبيعة أنثى
فقالت له .. وأنت قد أصبت فالجمال ذكراً
قال لها .. لا بل السعادة أنثى
فقالت له .. ربما ولكن الحب ذكراً
قال لها .. وأنا أعترف بأن التضحيةأنثى
فقالت له .. وأنا أقر بأن الصفح ذكرا
ولا زال الجدل قائما ً .. وسيبقى الحوار مستمرا ً طالما أن ..
السؤال ذكر والإجابة أنثى فمن برأيكم سوف ينتصر على الآخر ؟
الذكر والأنثى ليسا في صراع او حرب لنحكم لمن ستكون الغلبة.
ولكن لنقل أن كل منهما يحتاج إلى الأخر ويكمل بعضهما بعضا وإلا لما أوجدهما الله تعالى معا في هذه الحياة:
فالوجود ذكر
والحياة أنثى
ولاحياه بدون ذكر
ولا وجود بدون أنثى