01-23-2019, 03:26 PM
|
#11
|
رد: الصحابة الكرام في سطور من نور
الحلقة (11) أبو أيوب الأنصاري
أي كلماتٍ تعبّرُ، وأيّ بيانٍ يصفُ رجُلاً أطهر من السّحابة في السّماء، وأروع من القمر ليلة اكتماله...
رجلٌ عرَفَ الدّنيا صدقًا، وعاشها زُهداً ومحبّةً... تواضعَ لله فرفعه، وأصبح بيته مهوى فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندما قدِمَ إلى يثرب مهاجراً:
من ذلكم الصحابي النّبيل؟
إنه الصّحابي الجليل أبو أيوب الأنصاريّ... خالد بن زيد، الذي:
♦ بايع الرسول صلى الله عليه وسلّم مع السبعين مؤمناً في العقبة الثانية.
♦ والذي كان مُضيفَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم الأوّل عندما هاجر إلى المدينة المنوّرة.
♦ كان متسامحًا، محبًّا لجميع الناس، يساعدُ المحتاجين، ويحترم كبار السنّ.
♦ اشتهر بالتواضع وسموّ الأخلاق، فأحبّه من يعرفه ومن لا يعرفه.
♦ كان أبو أيوب يقضي حاجات إخوانه ويساعدهم، قبل أن يفكّر في نفسه.
♦ أبو أيوب الأنصاري حضَر كلّ المشاهد والمغازي مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وتابع سيرة الجهاد بعد وفاته.
♦ أصرّ على المشاركة في فتح القسطنطينية مع جيش يزيد بن معاوية وهو شيخٌ يُقاربُ الثمانين، ولكنّ المرضَ حال بينه وبين متابعة القتال، وكانت وصيّته أن يحملَ المسلمونَ جثمانه في أرض العدو، ويدفنوه تحت أسوار القسطنطينيّة.
♦ وعندما فاضت روحُه الكريمة، حمله المسلمون الشّجعان على خيولهم الفاتحة، ثمّ هجموا على صفوف العدوِّ هجوماً كاسحاً، حتى وصلوا إلى أسوار القسطنطينيّة، وهم يحملون الجثمان الطاهر، وهناك دفنوه، ليعطّروا ثرى القسطنطينية بجسد أبي أيوب....
♦ لم تكن حياته سوى دعوةٍ إلى الإسلام وجهاد في سبيل الله وحبّ لله ورسوله. رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه...
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-23-2019, 03:26 PM
|
#12
|
رد: الصحابة الكرام في سطور من نور
الحلقة (12) أبو هريرة رضي الله عنه
القلوب التي تنبضُ بحبّ الله ورسوله، لا يشغَلها شيء عن ذلك مهما كان ثميناً...
أدركت نفسه الطاهرة أنّ الصّدق منجاة، والتقوى مكرُمة فجعلهما مبدأً وديدناً.
اكتشف روعة الظلّ الناضر، والورد العاطر، فلزمه ملازمةَ الأهداب الحانية للعين العاشقة.
إنّه الورع التّقي عبد الرحمن بن صخر الدّوسي، والذي يُكْنَى أبا هريرة.
• أسلمَ يوم خيبر في السّنة السّابعة من الهجرة.
• كان مميّزاً بقوّة ذاكرته وحضور بديهته وسرعة حفظه لما يسمع.
• كان من العابدين الزاهدين الأوَّابين، وكان من أهل الصُّفّة.
• كان حسن الأخلاق، حُلو الكلام مع الصغار والكبار.
• عُرف بالإخلاص في كلّ شيء، وليس أدلّ على إخلاصه من ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلّم.
• لازم رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وتفرّغ لصحبته فكان لا يفارقه إلا في ساعات نومه، ثمّ دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالحفظ، فحفظ وروى عنه الكثير من الأحاديث.
• من مواقفه البارزة برّه بأمّه، فكان كلما أراد أن يخرج من بيته يقفُ على باب أمه فيسلّم عليها ويقول: رحمك الله كما ربّيتِني صغيرًا. فتردّ عليه السلام وتقول: رحمك الله كما بررتني كبيرًا.
• قال عن نفسه: "ما من أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم أكثر حديثاً عنه مني..، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص، فإنّه كان يكتب ولا أكتب..".
• قال عنه الشافعي رحمه الله: هو من أحفظ من روى الحديث في دهره.
وهكذا كان دربُ أبي هريرة في الإسلام مستقيماً لا اعوجاج فيه إذ تُرى نهايته من بداءته، وكان طريقه سهلاً هيّناً ليّناً مُعشبَ الضّفتين، وظلّ كذلك واضحَ الهدف والنّهج لا تهمّه الدّنيا ولا مُغرياتها حتى وافته المنيّة سنة سبع وخمسين للهجرة ودُفن مع رفاقه الأطهار في البقيع.
• رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء..
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-23-2019, 03:26 PM
|
#13
|
رد: الصحابة الكرام في سطور من نور
الحلقة (13) البراء بن مالك
رجلٌ من الأنصار، صدَق ما عاهدَ الله عليه، فعاش من أجل رفعة الإسلام.
ومات من أجل بقاء راياته خفاقة رفَّافة.... لم يكُن شعاره حبَّ الدنيا وبناء القصور، ولكنّ شعاره "الله والجَنَّة".
كان جسمه نحيلًا ولكن كان قلبه كبيرًا ممتلئًا بالجرأة والشجاعة، وحبِّ الله ورسوله..
عُرف بالصّدق والإخلاص وعدم المجاملة.
كان كريمًا لا يبخل بشيء يملكه على من يطلبه منه، وقد اتَّخذ مبدأً قولَ رسول الله: "مَن فرَّج عن مسلم كربة مِن كُرب الدُّنيا فرَّج الله عنه كربة من كُرب يوم القيامة".
• حضَر مشاهد المسلمين ومغازيهم وكانت أغلى أمانيِّه نيلَ الشهادة في سبيل الله.
• من مواقفه المشرِّفة أنّه طلب من المسلمين أن يحملوه فوق رماحهم ويُلقوه على حُشود المرتدين، وهم مستعصمون في الحديقة يوم اليمامة... فحمله المسلمون على رماحهم ورمى بنفسه فوق حشود المرتدِّين، وظلَّ يُقاتل ببسالة حتى قتلَ عشرةً منهم، وفتح باب الحديقة ثمّ انقضَّ المسلمون كالليوث على المرتدين وتمكَّنوا من قتل مسيلمة.
• قضى نحبه، وصعدت روحُه الطاهرة إلى بارئها في معركة تستر التي قاتل فيها المسلمون ضدَّ الفُرس... رضي الله عنه وأرضاه وجعله في عليين في مستقرّ رحمته ورضوانه.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-23-2019, 03:27 PM
|
#14
|
رد: الصحابة الكرام في سطور من نور
الحلقة (14) أنس بن مالك
وُلدَ في يثربَ، ودرجَ على أرضها المشتاقة للقادم العزيز، محمد بن عبد الله، رسول الهداية والمحبّة، حاملِ مشاعل الضّياء والهداية إلى الأنصار وغيرهم.
وعندما هاجر النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قَدّمته أمّه هديّة لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ليخدِمه، فابتسمَ له رسول الله، ورحّب به.. فهنيئاً لأنس بن مالك صحبة رسول الله والقُرب منه.
♦ خدَمَ النبي صلى الله عليه وسلّم عشر سنين يَنهلُ من خصاله الكريمة وسجاياه العَطرة. قال أنس بن مالك: "والله لقد خدمته عشر سنين، فما قال لشيءٍ صنعته: لِمَ صَنَعتَه.. ولا لشيءٍ تركتُه: لمَ تركتَه؟
♦ كان فقيهَ الصّحابة الموقّر ومرجعهم الموثوق.
♦ اشتُهر بالهدوء والاتّزان، فكان يستمع إلى سائله أو محدّثه برغبة واهتمام بالغ حتى ينتهي.
♦ دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلّم بطول العمر وبركة المال وكثرة الولد والجنّة.
♦ عاش مائة وثلاث سنين ورأى مائة من ذريته.
♦ كان له بستان فاكهة يثمر مرتين في العام.
♦ روى نحو ألفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
♦ كان آخر من مات بالبصرة من الصّحابة.
♦ توفي في المدينة سنة 93 هـ.
رضي الله عنه وأرضاه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-23-2019, 03:27 PM
|
#15
|
رد: الصحابة الكرام في سطور من نور
الحلقة (15) حذيفة بن اليمان
لو سألتَ رمالَ مكّة وشعابها ونخيل يثرب وسهولها لحدّثتك عن صِدق حذيفة وجدّيته، لقد وُلدت زهرة الإخلاص مع حذيفة بفَوحٍ متميّز، وترعرع الصّدق في كيانه حتى ازدهى وعُرف به.
أسلمَ فصدَق في إسلامه، وأخلص لله ورسوله، ولازمَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم ملازمة المشتاق ينهلُ مكارم الأخلاق والعلم من مشكاة النبوّة.
• كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكان يسأله عن الشرّ مخافة أن يُدركه.
• وثق به رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأعجبَ بصدقه وحضور بديهته ومحافظته على أسرار المسلمين.
فاختاره يوم الخندق في مهمة صعبة تطلّبت منه التسلل إلى معسكر كفار قريش وحلفائهم في ليلة ظلماء عاصفة، فأدى المهمة بنجاح وبراعة وشجاعة منقطعة النّظير.
• ويكفيه فخراً أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال عنه: "ما حدّثكم حذيفة فصدّقوه".
• تسلّمَ قيادةَ جيشِ المسلمين في معركةِ نهاوند عقبَ استشهادِ النعمان بن مقرّن وحقق انتصاراً مشرّفاً للمسلمين بعبقريّة وحكمة.
• نالَ شرف صاحب سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
• كان واسع المعرفة محباّ للعبادة متواضعاً وزاهداً في الدنيا.
• تولّى إمارة المدائن في عهد الفاروق رضي الله عنه فضرب أروع الأمثلة في التقى والورع ونَبذ الدنيا ومغرياتها. وكان عمر لا يصلّي على من لا يُصلّي عليه حذيفة.
• وافته المنية في العام السادس والثلاثين من الهجرة.... رضي الله عنه وأرضاه وأسكنه في مستقرّ رحمته ونعيم جناته.. وجزاه الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-23-2019, 03:27 PM
|
#16
|
رد: الصحابة الكرام في سطور من نور
الحلقة (16) خالد بن الوليد
اعتنقَ أبو بكر الصديق الإسلام فعاشه حبًّا، وحكاه صدقًا، وعشق عمر الإسلام فعاشه شجاعةً وحكاه عدلاً، وأما خالد بن الوليد فقد اعتنقَ الإسلام فعاشه فروسيّةً وشجاعة، وحكاه انتصارات ومفاخر.
صحابي جليل، وقائد شجاع عبقريّ مقدام.
فارس قريش المظفّر، وحاملُ لواء النّصر للمسلمين في كلّ غزوة شهدها.
بايعَ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وقال له: "يا رسول الله إني قد رأيت ما كنت أشهد من تلك المواطن عليك معانداً للحقّ، فادعُ الله أن يغفرها لي". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "الإسلام يجبُّ ماكان قبله"، ثمّ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لخالد وقال: "اللهم اغفر لخالد بن الوليد كلّ ما أوضع فيه من صدّ عن سبيل الله". [البداية والنهاية ج4/238].
كان خالدٌ مع شجاعته مُنصفًا محبًّا للحق؛ لم يُعرف عنه أنه ظلم أحدًا، أو استغلّ شجاعته في الاعتداء على أحد.
كان مخلصًا ومقدامًا ومطيعًا يحبّ النظام، وينفّذ أوامر قادة الإسلام برحابة صدر.
لقّبه رسول الله صلى الله عليه وسلّم "سيف الله المسلول".
تمكّن من إنقاذ جيش المسلمين والانسحاب بهم يوم مؤتة.
كان أمير الجناح الأيمن للجيش الذي فتح مكّة.
قاتلَ المرتدين ببسالة وأذاقهم مرارة الخسارة في معركة اليمامة وهزم مسيلمة.
انتصر على الفرس في العراق، وعلى الروم في الشام..
عزله عمر بن الخطّاب في أثناء فتح دمشق، ولكنّ أبا عبيدة أخفى عنه الكتاب حتى لا يحرمه لذّة النّصر، وعقب حصول الفتح، أبلغ أبو عبيدة خالداً بالخبر فتقبّله، ولم يُبدِ أي إزعاج.
وكتب عمر إلى الأمصار: "إني لم أعزل خالداً عن سُخطة ولا خيانة، ولكنّ الناس فخّموه، وفُتنوا به فخفت أن يوكَلوا إليه، فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع وألا يكونوا بعرض فتنة". [الكامل في التاريخ ج1 ص: 441].
مات على فراشه في حمص وقال: "لقد شهدتُ كذا وكذا زحفاً، وما في جسدي موضعٌ إلا وفيه ضربة سيفٍ أو طعنة رُمح أو رمية سهمٍ.. ثم ها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعينُ الجبناء..".
رحم الله خالد بن الوليد، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجعل مقامه في علّيين.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-23-2019, 03:27 PM
|
#17
|
رد: الصحابة الكرام في سطور من نور
الحلقة (17) صهيب بن سنان الرومي
عاد إلى مكة بعد معاناةٍ طويلة فارًّا من أرض الروم الذين سَبَوْهُ وهو صغير السِّنِّ. وما إن عاد حتَّى سمع ببعثة محمد صلى الله عليه وسلَّم، فقَصَد دارَ الأرقم بن أبي الأرقم ليرويَ ظمأ قلبه بكأس التوحيد العَذبة. ويملأ قسمات وجهه من شمس النُّبوَّة المشرقة.
إنه صهيب بن سنان النميريُّ الذي كان مِن السابقين إلى الإسلام، الذين أظهروا إسلامهم. ولقي من التَّعذيب ما لَقِي مع عمار وبلال وخبَّاب. وكان يتحمَّل الأذى صابرًا مُحتسبًا.
تبعَ النبيَّ وأبا بكر في هجرتهما إلى المدينة، ولكنّ مجموعةً مِن فتيان قريش تبعوه، لكنَّهم رجعوا عندما دلَّهم على مكان أمواله في مكَّة.
تابع الهجرة، وأدرك النبي صلى الله عليه وسلَّم بقُباء، فناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجْهُه يتهلَّل بالفرح قائلًا: ربحَ البيعُ يا أبا يحيى. ربحَ البيعُ يا أبا يحيى.
نزل فيه قوله تعالى: ï´؟ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ ï´¾ [البقرة: 207]
وكان فيه مع فضله وعلوِّ درجته مداعبة وحسْن خُلق، روي عنه أنه قال: جئتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وهو نازلٌ بقباء، وبين أيديهم رطبٌ وتمرٌ، وأنا أرمد، فأكلتُ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أتأكل التمرَ وأنتَ أرمدُ))، فقلتُ: إنَّما آكل على شقِّ عيني الصَّحيحة، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدتْ نواجذُه. [أسد الغابة ج1].
أحبَّه عمرُ بن الخطاب وكان يحسنُ الظنّ فيه، وعندما ضُرب أوصى أن يُصلِّيَ عليه صهيب. [أسد الغابة ج1].
أمضى حياته جنديًّا مخلصًا في جيش الإسلام الفاتح، ينفِّذ ما يُؤمر به، ويستسْهل كلَّ صعب في سبيل الإسلام.
حتى وافته المنيَّة سَنة ثمان وثلاثين، وقيل: سَنة تسع وثلاثين [أسد الغابة].
رضي الله عنه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-23-2019, 03:28 PM
|
#18
|
رد: الصحابة الكرام في سطور من نور
الحلقة (18) سعيد بن زيد
أحَبَّ اللهُ سعيدًا، فقدَّر له أن يتربَّى تحت كنفِ أبٍ عاش على دين إبراهيم؛ يوحِّد اللهَ، ويُنكرُ على قريش عبادةَ الأصنام والذبحَ لغير الله، فنشأ سعيدٌ بقلبٍ مهيَّأ للإيمان، فما إن سمعَ بدعوة محمد صلى الله عليه وسلَّم حتى بادرَ إليه مُعلنًا إسلامَه بين يديه وسِنُّه لم تُجاوز العشرين بعد.
إنَّه الفتى المقدام سعيد بن زيد الذي وُلد بمكَّة سنَة اثنتين وعشرين قبل الهجرة. عُرِفَ بنقاء سريرتِه، ورقَّة طَبعه، وكرمِ نفسِه، وحُسْن تواضعِه.
كان سعيدٌ حَييًّا، تفوحُ نفسُه الليِّنة بعطرِ القِيَم، وأريج المبادئ.. تلكُم المبادئ المشرقة التي نسجتْ خيوطَها السَّنِيَّة شمسُ الإسلام الدافئة.
شهد جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إلا غزوة بدر؛ إذ أرسله رسولُ الله في مهمَّة هو وطلحة بن عبيد الله.
بَشَّرَهُ رسولُ الله بالجنَّة، ونالَ شرف المشاركة، وتذوَّقَ النَّصر على الفًرس والرُّوم فشهد معركة اليرموك، وفَتح دمشق..
ومِن مواقفه الرائعة أنَّ أبا عُبيدة بن الجرَّاح ولَّاهُ دمشق، ولكنّ سعيدًا آثرَ خوضَ الحروب على تولِّي المناصب. فاعتذرَ إلى أبي عُبيدة، فقبلَ أبو عُبيدة اعتذارَه.
وهكذا أمضى سعيدُ بن زيد حياته مجاهدًا في سبيل الله، وداعيةً إلى الإسلام..
حتى توفَّاه اللهُ بالعقيق سنة خمسين للهجرة... رضي الله عن سعيد وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-23-2019, 03:28 PM
|
#19
|
رد: الصحابة الكرام في سطور من نور
الحلقة (19) معاذ بن جبل
كان قلبُه العاطر مُترعًا بالأريج، فما إن لامست كلماتُ مصعب بن عمير شَغافَه حتى فاح الشّذا من قلبه النقيّ، فأسلم وهو في ريعان شبابه، فأعطى الإسلام نضرةَ حياته وربيعَ قلبه. وكان واحداً ممّن بايعوا النبي صلى الله عليه وسلّم في العقبة الثانية.
كان راجح العقل، قويّ الحجّة، صبوحَ الوجه، حلو المنطق. تميّز بالعلم والفقه، فقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل".
• وكان صحابة رسول الله إذا تحدّثوا وهو فيهم نظروا إليه هيبة وتقديرًا لرجاحة عقلة وفصاحة لسانه، وسموّ بيانه.
• وثقَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم بحِلمه، فوجّهه إلى اليمن ليدعوهم إلى الله، فكان خير سفير وأحكم داعية يدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة.
• استخلفه عمر رضي الله عنه على الشام بعد وفاة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، فكان داعيةً يتوقّدُ حماسةً وحبا للدين. وكان يتنقّل بين مساجد دمشق وحمص تنقّل القمر بين الغيوم، ويَغشاه الناس أينما جلس وحيثما حلّ طمعاً في علمه الغزير الممزوج بلمسات النبوّة.
ولمّا حضرته الوفاة جعل يردّد هذا الكلام:
مرحبا بالموت مرحبًا. زائر جاء بعد غياب. وحبيبٌ وفدَ على شوق.
• وهكذا تركَ معاذ بن جبل بصمات من يقين في قلوب الناس وفي محاريب المساجد. وظلّ يدعو إلى الله حتى وافته المنيّة في الشام وهو شاب لم يُجاوز ثلاثاً وثلاثين سنة. رضي الله عنه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
01-23-2019, 03:28 PM
|
#20
|
رد: الصحابة الكرام في سطور من نور
الحلقة (20) أسامة بن زيد
كان قريباً من رسول الله، ورديفه في معظم مشاهد الإسلام المشرّفة.
جعله الرسول صلى الله عليه وسلّم قبل وفاته بعامين قائداً على سريّة لقتال بعض المشركين المناوئين للإسلام.
ملأ قلبَه سرورٌ غامر عندما أمّره رسول الله على جيش فيه أبو بكر وعمر وهو لم يبلغ العشرين من العمر.
وقبل أن ينطلق أسامةُ بجيشه توفي رسول الله صلى الله عليه وسلّم. ولكنّ أبا بكرٍ نفَّذَ وصيّة رسول الله، وأنْفَذَ جيش أسامة الذي حقّق المهمة والهدف بنجاح، وعاد بالغنائم الوفيرة، ومهّد للمسلمين فتح الشام ومصر وإفريقيّة.
وكان كلما لقِيَه عمر يقول له: "مرحباً بأميري".
انتقلَ إلى دمشق أيام معاوية وأقام في الجُرْف، ثمّ عادَ إلى المدينة المنوّرة حتى وافته المنيّة.
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم مائة وثمانية وعشرين حديثاً.
رضي الله عنه وأرضاه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
فتَحَ أسامةُ عينيه على الدّنيا ليجدَ نفسَه بين يدي رسول الله صلى الله *عليه وسلّم الذي فرحَ بولادته، وسرّ سرورًا عظيمًا.
إنه أسامة بن زيد، أبوه حبّ رسول الله، وأمّه حاضنته ومربّيته الحانية.
كان يقول رسول الله عن أم أيمن: هي أمي بعد أمي.
اشتهر أسامة بالذكاء والتواضع، وبذل النفس في سبيل الإسلام والحكمة.
• كان أسامة حسنَ المعاملة مع أقرانه، شديد الاحترام للآخرين.
عُرف بالشجاعة والإقدام، ومما يدلّ على إقدامه أنّه أراد المشاركة في غزوة أحد، ولكنّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم ردّه لصِغر سنّه، وفي يوم الخندق تقدّمَ أسامة من رسول الله راغباً في المشاركة، وكان يرفعُ جسمه، ويقف على رؤوس أصابعه ليبدو طويلاً في نظر رسول الله، فسمحَ له رسول الله بالمشاركة.
بدر الحسين
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 06:12 AM
| | | | | | | | | |