01-11-2017, 01:02 AM
|
|
|
|
مرض النفوس
>:
المؤمن لا يعرف شيئا اسمه المرض النفسي
لأنه يعيش في حالة قبول و انسجام
مع كل ما يحدث له من خير و شر..
فهو كراكب الطائرة الذي يشعر بثقة كاملة
في قائدها و في أنه لا يمكن أن يخطئ
لأن علمه بلا حدود، و مهاراته بلا حدود..
فهو سوف يقود الطائرة بكفاءة في جميع الظروف
و سوف يجتاز بها العواصف و الحر و البرد و الجليد و الضباب..
و هو من فرط ثقته ينام و ينعس في كرسيه في اطمئنان
و هو لا يرتجف و لا يهتز اذا سقطت الطائرة في مطب هوائي
أو ترنحت في منعطف أو مالت نحو جبل..
فهذه أمور كلها لها حكمة و قد حدثت بارادة القائد و علمه و غايتها
المزيد من الأمان فكل شيء يجري بتدبير و كل حدث يحدث بتقدير
و ليس في الامكان أبدع مما كان..
و هو لهذا يسلم نفسه تماما لقائده بلا مساءلة
و بلا مجادلة و يعطيه كل ثقته بلا تردد و يتمدد
في كرسيه قرير العين ساكن النفس في حالة كاملة
من تمام التوكل.
و هذا هو نفس احساس المؤمن بربه الذي يقود سفينة المقادير
و يدير مجريات الحوادث
و يقود الفلك الأعظم و يسوق المجرات في مداراتها
و الشموس في مطالعها و مغاربها..
فكل ما يجري عليه من أمور مما لا طاقة له بها، هي في النهاية خير.
اذا مرض و لم يفلح الطب في علاجه.. قال في نفسه.. هو خير..
و اذا احترقت زراعته من الجفاف و لم تنجح وسائله في تجنب الكارثة..
فهي خير.. و سوف يعوضه الله خيرا منها.. و اذا فشل في حبه..
قال في نفسه حب فاشل
خير من زيجة فاشلة.. فاذا فشل زواجه.. قال في نفسه الحمد لله أخذت الشر و راحت
.. و الوحدة خير لصاحبها من جليس السوء.. و اذا أفلست تجارته
قال الحمد لله لعل الله قد علم أن الغنى سوف يفسدني
و أن مكاسب الدنيا ستكون خسارة علي في الآخرة.. و اذا مات له عزيز.. قال الحمدلله..
فالله أولى بنا من أنفسنا و هو الوحيد الذي يعلم متى تكون الزيادة
في أعمارنا خيرا لنا و متى تكون شرا علينا.. سبحانه لا يسأل عما فعل.
و شعاره دائما:
(و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم
وعسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و أنتم لاتعلمون)
و هو دائما مطمئن القلب ساكن النفس يرى بنور بصيرته أن الدنيا دار امتحان
و بلاء و أنها ممر لا مقر، و أنها ضيافة مؤقتة
شرها زائل و خيرها زائل.. و أن الصابر فيها هو الكاسب
و الشاكر هو الغالب.
لا مدخل لوسواس على قلبه و لا لهاجس على نفسه، لأن نفسه
دائما مشغولة بذكر العظيم الرحيم الجليل و قلبه يهمس
: الله.. الله.. مع كل نبضة، فلا يجد الشيطان محلا و لا موطئ قدم
و لا ركنا مظلما في ذلك القلب يتسلل منه.
و هو قلب لا تحركه النوازل و لا تزلزله الزلازل
لأنه في مقعد الصدق الذي لا تناله الأغيار.
و كل الأمراض النفسية التي يتكلم عنها أطباء النفوس لها عنده أسماء أخرى:
الكبت اسمه تعفف
و الحرمان رياضة
و الاحساس بالذنب تقوى
و الخوف (و هو خوف من الله وحده) عاصم من الزلل
و المعاناة طريق الحكمة
و الحزن معرفة
و الشهوات درجات سلم يصعد عليها بقمعها و يعلو عليها بكبحها
الى منازل الصفاء النفسي
و القوة الروحية
و الأرق.. مدد من الله لمزيد من الذكر.. و الليلة التي لا ينام فيها نعمة
تستدعي الشكر و ليست شكوى يبحث لها عن دواء منوم
فقد صحا فيها الى الفجر و قام للصلاة
و الندم مناسبة حميدة للرجوع الى الحق و العودة الى الله
lvq hgkt,s glh`h ghjkhl hgh`k
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
5 أعضاء قالوا شكراً لـ شموخ وايليه على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 01:27 PM
|