عند تربية الأطفال الصغار، يتعلم الذكر منذ نعومة أظافره أن يكون صلبا قويا، وأن المشاعر من الأمور الخاصة بالفتيات فحسب، ليصبح في غفلة من الأبوين شخصا غير قادر على التعبير عن أحاسيسه، من هنا يؤكد خبراء علم النفس أن الطفل الذكر أحيانا ما يحتاج للدعم النفسي بدرجات تفوق احتياج الطفلة، كما نوضح.
فوارق بين الذكور والإناث
يدرك الكثيرون أن سر صعوبة تعامل الذكور مع المشاعر، يعود إلى السنوات الأولى من الولادة وربما قبلها من الأساس، حيث يولد بمنطقة أكبر حجما في الرأس من الفتيات، تدعى تحت المهاد أو الوطاء، ذلك نتيجة لاستقبال كميات من هرمون الذكورة خلال مرحلة الحمل، تؤدي إلى بناء هيكله العضلي القوي من ناحية، فيما تتسبب في فقدانه لبعض الأمور والمعاني، ومن بينها القدرة على تنظيم المشاعر والأحاسيس.
على الجانب الآخر تبدو الطفلة قادرة على النضج بشكل أسرع من الطفل، حيث تؤكد دراسة أجريت بواسطة مؤسسات مختصة بالصحة العقلية في إنجلترا، أن عقل الطفلة المولودة حديثا، يوازي من الناحية النفسية عقل الطفل الذكر الذي يبلغ عمره بين 4 إلى 6 أسابيع.
أوضح الباحثون أيضا أن الطفل الذكر هو الأكثر تعرضا للنتائج السلبية الخاصة بإجهاد ما قبل الولادة، وهو التوتر الذي تعاني منه الأم في فترة الحمل ليترجم في صورة ضعف في المناعة وتطور الذكاء لدى الطفل، وهي أمور كلها تشدد على أهمية عدم حرمان الذكور من المشاعر بالمقارنة بالفتيات، وإلا زاد ذلك من الضغوطات النفسية عليهم مع مرور العمر.
كيفية تربية الأطفال الذكور
يتطلب الأمر إذن وفقا للباحثين وخبراء تربية الأطفال الصغار، أن يحفز الطفل الذكر من سنوات عمره الأولى، على التعبير عن مشاعره دون خوف من أحكام الآخرين، ما يحتاج من الوالدين أن يقوما بسماعه بإنصات واهتمام، من دون أن يسارعا بتقديم النصيحة أو الحل للمشكلات التي تدور في ذهنه.
أيضا يشير الخبراء إلى ضرورة القراءة على مسامع الطفل قصصا تعلمه معاني إنسانية مثل التعاطف والامتنان، مع الوضع في الاعتبار أهمية مده بمشاعر الحب غير المشروط، حتى يكبر كشخص سوي لا يعاني من أزمات، غالبا ما تنتج عن أخطاء في تربية الأطفال.