زواج الرجال بزوجة ثانية غير أم أولاده مع البقاء عليها، من الظواهر المتاحة في مجتمعنا العربي والإسلامي نظراً لإباحة الشرع لها، ولكن إلى أي مدى تقبل الفتاة المقبلة على الزواج أو من قاربت أن يفوتها قطار الزواج أن تكون زوجة ثانية؟
طرحنا هذا السؤال على بعض الفتيات فتنوّعت إجاباتهن بين الرفض المطلق والتأييد المتحفّظ.
في البداية تؤكّد شيرين عاطف، 28 عاماً، قبولها أن تكون زوجة ثانية، قائلة إنّها تفضّل لقب زوجة ثانية عن لقب عانس والذي أصبح يطارد كل فتاة تجاوزت الثلاثين في مجتمعنا العربي.
موضحة أنّ قبولها لهذا الأمر لن يكون بمنطق هدم أسرة وخطف رجل من زوجته وأولاده، وإنما لكونه حلاً لمشكلة تأخر الزواج، فضلاً عن أنّه أمر أحله الشرع وفيه عفة لها.
لافتة إلى أنّ أهم شروطها أن يكون الزوج عادلاً معها ومع زوجته الأولى وأن يكون على قدر كبير من التدين والأخلاق.
فيما لم تتردّد “ريهام – 25عام” في إبداء رفضها للأمر، مؤكدة أنّها لن تقبل بأن تكون زوجة ثانية مهما كانت الظروف، معتبرة أنّ وجود زوجة أخرى في حياة الرجل يعني انهيار أسرة أخرى قوامها زوجة وأطفال، وأنها لا تريد أن تكون سبباً في هذا الهدم.
مشددة على أنّها إذا تزوجت لن تقبل أن تتقاسم زوجها مع امرأة أخرى، فما لا تقبله على نفسها لن ترضاه لغيرها.
فيما اعتبرت “سامية- 34 عاماً” قبول الفتاة بأن تكون زوجة ثانية هو بمثابة قبولها بأن تدخل “عش الدبابير” بدايةً من النظرة التي تلاحقها من المجتمع بأنها خطفت رجلاً من زوجته؛ نهايةً بالكراهية التي ستواجهها من زوجته وأبنائه.
مضيفة أنها تفضّل الزواج من أرمل أو مطلق عن الزواج من رجل متزوج وله أولاد.
تقول الدكتورة فاطمة سعداوي –المستشارة الأسرية: حلم أي فتاة بدت عليها علامات الأنوثة هو الزواج من رجل يكون فارس أحلامها تبني معه أسرة جديدة لا يزاحمهما فيها أحد.
مشيرة إلى أنّ تنازل الفتاة عن هذا الحلم لن يكون إلا تحت ضغط الظروف والحاجة، كأن تكون تجاوزت سن الزواج وقلت فرصها في الاختيار.
موضحة أنّ السبب الرئيسي وراء عدم قبول الفتاة بأن تكون زوجة ثانية هو نظرة المجتمع للزوجة الثانية واعتبار أنها وافدة على الأسرة تتسبّب في هدمها وتخريبها؛ فضلاً عما يلصق بها من اتهامات بأنها طامعة في مال الرجل؛ ما يزيد من حالة البغض لها ليس فقط من قِبل الزوجة الأولى وأولادها بل من الأوساط الأخرى المحيطة بها.
وأضافت لا يمكن إطلاق نصائح بصفة عامة تحذّر الفتاة من أن تكون زوجة ثانية أو تحثّها على القبول بذلك، مؤكدة أن لكل حالة ظروفها الخاصة، ولكن لابدّ أن تتأكد الفتاة من السبب الذي يدفع الرجل لطلب الزواج منها وتجد له المبرر المقبول لذلك، مع ضرورة أن تتخلّى هي الأخرى عن أي نزعة مادية أو أنانية للقبول بهذا الزواج.
وأردفت: زواج الرجل من امرأة أخرى غير زوجته أمر أحلّه الشرع وقيّده بشروط أهمها العدل بين الزوجتين.
لافتة إلى أنّ بعض الرجل الصالحين يلجؤون للزواج الثاني من أجل إعالة امرأة أرمل وأم لأيتام من أجل حمايتها من القيل والقال. وبعضهم تدفعه الظروف لذلك مثل مرض الزوجة وعدم قدرتها على إعطائه حقوقه الشرعية.
مشيرة إلى أنّه في كل الأحول يكون الزواج الثاني حقاً للرجل أعطاه له الشرع شريطة أن يلتزم العدل.
jHedv hg.,[m hgehkdm ugn hgHsvm hgehkdm hg.,[m jHedv