كيفيةِ التفريقِ بين ( الضادِ ) ، و ( الظاءِ ) .
مسألةٌ لم يزل الناسُ قديمًا وحديثًا يقعونَ في لبسٍ منها ، وخلطٍ .
حتى أُلّفت في ذلك كتبٌ خاصّةٌ ؛ ككتابِ زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد والظاء لأبي البركات الأنباريّ ، وكتاب الغُنية في الضاد والظاء لابن الدهان ، وثمَّ كتبٌ غيرُها كثيرةٌ .
الأولى : حفظُ الظاءاتِ ؛ فإنك إذا حفظتَها علمتَ من طريقِ ( النظر في البواقي ) أن ما خلاها ضاداتٌ . ولابنِ مالكٍ قصيدةٌ في ذلك . وقد نظمَ الحريريّ في ( المقامةِ الحلبيةِ ) منظومةً في فرقِ ما بينهما ؛ قالَ :
أيها السائلي عنِ الضّـادِ والظّـاء لكَـيْـلا تُضِـلّـهُ الألْـفـاظُ
إنّ حِفظَ الظّاءات يُغنيـكَ فاسمـعها استِماعَ امـرِئٍ لـهُ استيقـاظُ
هـيَ ظَمْيـاءُ والمظـالِـمُ والإظْلامُ والظَّلْـمُ والظُّبَـى واللَّـحـاظُ
والعَظا والظّليمُ والظبـيُ والشّـيْظَمُ والظّـلُّ واللّظـى والشّـواظُ
والتّظَنّي واللّفْـظُ والنّظـمُ والتـقريظُ والقَيـظُ والظّمـا واللَّمـاظُ
والحِظا والنّظيرُ والظّئـرُ والجـاحِـظُ والنّاظِـرونَ والأيْـقـاظُ
والتّشظّي والظِّلفُ والعظمُ والظّـنبوبُ والظَّهْرُ والشّظا والشِّظـاظُ
والأظافيـرُ والمظَفَّـرُ والـمـحْظـورُ والحافِظـونَ والإحْـفـاظُ
والحَظيـراتُ والمَظِنّـةُ والظِّـنّةُ والكاظِـمـونَ والمُـغْـتـاظُ
والوَظيفـاتُ والمُواظِـبُ والكِـظّةُ والإنتِـظـارُ والإلْـظــاظُ
ووَظيـفٌ وظـالِـعٌ وعظـيـمٌ وظَهيـرٌ والـفَـظُّ والإغْــلاظُ
ونَظيفٌ والظَّرْفُ والظّلَفُ الظّـاهِـرُ ثـمّ الفَظيـعُ والـوُعّـاظُ
وعُكاظٌ والظَّعْنُ والمَـظُّ والحـنْظَـلُ والقارِظـانِ والأوْشــاظُ
وظِرابُ الظِّرّانِ والشّظَـفُ البـاهِـظُ والجعْـظَـريُّ والـجَـوّاظُ
والظَّرابيـنُ والحَناظِـبُ والعُـنْظُـبُ ثـمّ الظّيّـانُ والأرْعـاظُ
والشَّناظِي والدَّلْظُ والظّأبُ والظَّبْظـابُ والعُنظُـوانُ والجِنْـعـاظُ
والشّناظيـرُ والتّعاظُـلُ والعِـظْلِـمُ والبَظْـرُ بعْـدُ والإنْـعـاظُ
هيَ هذي سِوى النّـوادِرِ فاحفَـظْهـا لتَقْفـو آثـارَكَ الحُـفّـاظُ
واقضِ في ما صرّفتَ منها كما تقضيهِ في أصْلِهِ كقَيْـظٍ وقاظـوا
الثانية : كثرةُ النظرِ في بطونِ الكتبِ ، وتصوّرُ الكلمةِ حينَ كتابتِها ؛ فالكثيرُ القراءةِ لا يستسيغُ كتابةَ ( الظبي ) هكذا ( الضبي )،لأن الرسمَ الأولَ محفوظٌ في ذهنِه ؛ ومتى عرَضه عليهِ قبِله وأجازَه ، على خلافِ الثاني .
الثالثة :تصريفُ الكلمةِ ، وتقليبُها ، ومعرفةُ نظائرِها في الاشتقاقِ ؛ فإذا مرّت عليك كلمة ( ظلمات ) ؛ فلم تدرِ كيفَ تُكتب = تنظرُ إلى معناها ؛ فتدرك أنها من ( أظلم يظلم ؛ فهو مظلِم ... ) . ومثالٌ آخرُ : كلمة ( ظِل ) ؛ فإنك تعرفها بنظائرها ، كـ ( الظِّلال ) ، و ( المِظلّة ) .
الرابعة :شدةُ العنايةِ ، ومحاسبةِ النفس عند كل كلمةٍ يُشتبَه فيها ، والرجوعُ إلى معجماتِ اللغةِ ، لمعرفتِها . ثم بانقضاء الزمنِ تجد أنك أحطتَّ بالفروقِ بينهما .