قال القاضي بالمحكمة الجزائية بجدة يوسف الغامدي: "إنَّ إقامة الحدود وحفظ الأمن وصيانته فرض واجب على ولي الأمر، كما أجمع على ذلك المسلمون، وبذلك تحفظ حياة الناس ويستتب الأمن، ويحفظ الدين في هذه البلاد المسلمة التي وعد الله تعالى ببقائها, وأنَّ الأمر بالمعروف أعظمها إقامة حدود الله، والحرص على استتباب الأمن، وأي منكر ينهى عنه أعظم من النهي عن الفساد في الأرض وسفك الدماء، وترويع الآمنين وإشاعة الفوضى.
وأضاف الغامدي -في تعليقه حول تنفيذ حكم القصاص على 47 إرهابيًا: "انتهى زمن الجهل والظلام والقتل والتشريد والفوضى والشرك بمبعث خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم في هذه البلاد المقدسة، وأنزل الله عليه الوحي تبيانًا لكلِّ شيء، ومنه قوله تعالى: "الذين إن مكّناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر".
وأردف: "أي أمر بالمعروف أعظم من إقامة حدود الله والحرص على استتباب الأمن، وأي منكر ينهى عنه أعظم من النهي عن الفساد في الأرض وسفك الدماء، وترويع الآمنين وإشاعة الفوضى، بذلك يتم الأمن والتمكين الذي به يعبد الله وحده لا شريك له، والله تعالى يقول: "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود".
وأكَّد أنَّ إقامة الحدود وحفظ الأمن وصيانته فرض واجب على ولي الأمر، كما أجمع على ذلك المسلمون، وبذلك تحفظ حياة الناس ويستتب الأمن ويحفظ الدين في هذه البلاد المسلمة التي وعد الله تعالى ببقائها كذلك، ومن أصدق من الله قيلا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا"، متفق عليه، وقال الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله: "فالمسلمون فيها يبقون فيها"، وقال: "إنه لا هجرة من مكة بعد ما فتحها الله على نبيه صلى الله عليه وسلم".