حكم الأذان عند الزفة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
جرت العادة عندنا في الزواج: يوم الزفاف:
يُزَفُّ الرجل إلى زوجته عند أهلها - حسب العادة - فإذا وصل الجموع مع العريس
أمام بيت العروسة، يقوم أحد الأئمة بالأذان، ثم يقول: ادخلوها بسلام آمنين،
فيتقدم العريس مع أقاربه ويدخلوا بيت العروسة.
السؤال هو:
ما أصل هذا الأذان؟ وعلى فرض عدم شرعيته، فمن ذكره من أهل العلم؟
علمًا أن هذا الموضوع قد أشغلني منذ فترة، وبحثت فيه كثيرًا، لكن لم أعثر له على ذكر،
لا في مطوَّل، ولا في مختصر. أشكر القائمين على هذا الموقع على جهودهم، وأنا
من المستفيدين من هذا الموقع في هذا الركن، وفي غيره، وجزاكم الله خيرًا،،
الإجابة:
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فالأذان شعيرة من شعائر الله العظيمة التي يجب على الجميع صيانتها وتعظيمها؛
قال الله – تعالى -: {ذلك وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].
ومن المعلوم أن الأذان شُرِعَ لإعلام الناس بدخول وقت الصلاة، وندائهم لشهود صلاة
الجماعة في المسجد، لكن عندما يُنَادَى بالأذان لإعلام الناس بزفة العريس إلى عروسه،
فقد وُضِعَ الشيء في غير موضعه، ومن العبث والاستهزاء بشعائر الله، ومن البدع التي
لم يفعلها رسولنا - صلى الله عليه وسلم - ولا نعلم أحدًا من السلف كان يفعلها،
والخير كلُّ الخير في اتباع هديه - صلى الله عليه وسلم - وهدي خلفائه الراشدين، وسائر
الصحابة - رضي الله عنهم جميعًا - والشرُّ في اتباع البدع ومحدثات الأمور،
فكلُّ عملٍ مخالفٍ لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - مردودٌ على صاحبه؛ قال – تعالى
-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: من الآية7]، وقال - صلى
الله عليه وسلم -: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد))؛ متفق عليه. وقال -
صلى الله عليه وسلم - أيضًا: ((أما بعدُ: فإن خير الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هدي محمد -
صلى الله عليه وسلم - وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالة))؛ رواه مسلم وغيره.
هذا، غير ما فيه من إحداث لبسٍ وإيهامٍ بدخول الوقت، مما قد يُحْدِثُ بلبلة بين الناس.
وعليه؛ فلا يجوز رفع الأذان عند دخول العريس بيتَ عروسِهِ، ويجب الإنكار على من
فعل ذلك، وإرشادُهُ إلى الصواب،،
هذا والله أعلم.
p;l hgH`hk uk] hg.tm
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|