( وقليل من عبادي الشكور )
الشكر في اللغة : وهو : الظهور ، من قولهم :
دابة شكور إذا ظهر عليها من السمن فوق ما تعطى من العلف
ومن معانيه عند العلماء :
الاجتهاد في بذل الطاعة مع الاجتناب للمعصية في السر والعلانية
وقيل : هو الإعتراف في تقصير الشكر للمنعم
وقيل: الشكر لمن فوقك بالطاعة ولنظيرك بالمكافأة ، ولمن دونك بالإحسان والإفضال
أركان الشكر التي لاتكن شكور إلا باجتماعها :
- اعترافه بنعمة الله عليه
-الثناء على الله بها
-الاستعانة بها على مرضاته
الشكر يتعلق بثلاثة أشياء :
- بالقلب للمعرفة والمحبة
- وباللسان للثناء والحمد
- وبالجوارح لاستعماله في طاعة المشكور وكفها عن معاصيه.
وهذا يصحح الفهم عند بعض الناس حين يظنون أن الشكر مجرد حديث اللسان فهذا مع أهميته
فلا بد من صدق القلب ومحبته لمن يشكره ، وخوفه من عقابه ،والجوارح تصدق هذا أو تكذبه .
الشاكرون لا يشكون المصائب وينسون النعم ، بل ينسون مصائبهم
في مقابل ما وهبهم الله من نعم ، ولسان حالهم يقول:
إلى متى وأنت وحتى متى
تشكو المصيبات وتنسى النعم
ويدركون الشاكرون أن الشكر سبيل لرضى من يستحق الرضى والشكر
وهو طريق للمزيد من النعم, كذا جاء الخبر مؤكدا في كتاب الله تعالى :
{ ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد }
قال الحسن البصري :
"إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء ، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا "
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه :
"من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قل علمه وحضر عذابه "
عباد الله : وما بالنا ونعم الله تترى علينا نضيق بنازلة يسيرة ، ونغتاط لمرض يسير ألم بنا ونكره لفوات
محبوب من ملاذ الدنيا فات علينا - ولئن حرمنا القليل فقد أعطينا الكثير - أين الشكر !؟
اين الشكر على نعمة الجوارح وسلامته ؟
وعلى نعمة الأمن والرخاء؟
وعلى نعمة العقل والإرادة ...
وأين الشكر على أعظم نعمة ، نعمة الإسلام والإيمان ؟
إنها وغيرها نعم تستحق الشكر باللسان والقلب والجوارح.
{ والله شكور حليم }