فتحت مكتبة القرويين بابها أمام الباحثين وعدد من الصحفيين، بعدما ظلت مغلقة لسنوات بسبب أعمال الترميم والإصلاحات، ولكنها لم تفتح بعد للعامة.
وتعد مكتبة القرويين التي تقع في مدينة فاس، بالجزء الشمالي من وسط المغرب، أقدم مكتبة في العالم، حيث تم تأسيسها على يد السلطان المريني أبو عنان في القرن الرابع عشر، وأعاد الملك محمد الخامس هيكلتها بعمق في عام 1940.
وتضم هذه المكتبة التي تعد من أكبر المراكز الثقافية في العالم العربي، ملايين المخطوطات ذات القيمة النفيسة، إذ تضم وثائق من العلوم الإسلامية، وعلوم الفلك، والحقوق والطب.
كان أول ترميم لهذا الصرح الثقافي عام 2004، والثاني على وشك أن ينتهي، حيث لم يتبق سوى بعض الإصلاحات البسيطة وتجهيزات الكهرباء، وذلك بحسب ما قاله نائب مدير المكتبة بوبكر جوان، لجريدة “لوفيغارو” الفرنسية.
وتضم قاعة القراءة بها 20 ألف مصنف، بينما تضم القاعة الرئيسية للمكتبة 3800 كتاب، بعضها لا يقدر بثمن، من بينها “أرجوزة في الطب”، للفيلسوف والطبيب ابن طفيل وهو من أكبر المفكرين العرب، والتي تعود للقرن الثاني عشر، ويتناول يه كل أمراض الجسم من الصلع إلى مسمار القدم، لكنه نظمها في أبيات شعر لتسهيل تعلمها.
وتضم المكتبة نسخة بخط اليد من الموسوعة التاريخية “كتاب العبر” لابن خلدون، كما تضم نسخة بخط اليد من مصنف عن علم الفلك للفارابي حول كوكب المشتري مع رسوم في غاية الدقة، فضلا عن موسوعة عن المذهب المالكي لأبي الوليد محمد، المعروف باسم ابن رشد الجد، وكتاب مكون من 200 صفحة مكتوبة بخط صغير وبحبر ذهبي على جلد الغزال.
وقال نائب مدير المكتبة، إن أكثر الكتب التي عليها إقبالا كبيرا، والتي تعود إلى القرن الثاني، كتب إنجيل مارك، المترجم إلى العربية.
يذكر أن المكتبة كانت تضم عند تأسيسها على يد أبو عنان، 30 ألف مخطوطة، ولكن دمر وسرق، وأتلف بعضها في ظل الاستعمار.
Hr]l l;jfm td hguhgl lr]l l;jfm hguhgl